أحيت بلدية القليعة بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية لولاية تيبازة، أول أمس، العيد السنوي لفاكهة المزاح، وهي التظاهرة التي إختفت عن الأنظار لأكثر من 10 سنوات خلت لأسباب تتعلق بتراجع الانتاج وكثرة الأمراض الموسمية التي تتعرض لها الفاكهة، لاسيما خلال فترة الجني. في ذات السياق، فقد شارك أكثر من 40 عارضا بالساحة العمومية لبلدية القليعة، في عرض منتجاتهم التي تشمل نوعيات مختلف، بمعية عارضين آخرين لمنتوج العسل، بحيث تمّ التركيز على العلاقة الوطيدة التي تربط هاتين المادتين من حيث إقدام النحل على إنتاج عسل المزاح ومساهمته في تلقيح أشجار هذه الفاكهة بشكل لافت ويتيح لها توفير انتاج غزير في حال احترام المسار التقني من طرف المزارعين. أشار الأمين العام للغرفة الفلاحية، حميد برناوي، الى كون الفاكهة شهدت تراجعا ملحوظا، خلال السنوات الفارطة بفعل توقف المزارعين الأصليين عن نشاطهم وانتقال النشاط الى ورثتهم الذين تخلوا عن العديد من السلوكيات الهامة، الهادفة الى ترقية المنتوج بحيث أقدم العديد منهم على التخلي عن أجزاء هامة من حقول هذه الفاكهة، ناهيك عن عدم احترام المسار التقني لها، مما أسفر عن تدني كميات الانتاج السنوية، مقارنة مع ما تمّ تداوله خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي. حققت المصالح الفلاحية معدل الانتاج السنوي لهذه الفاكهة ب 64 ألف قنطار وبمعدل 170 قنطار في الهكتار الواحد، إلا أنّ هذه الكمية تتأثر سلبا وايجابا بسيرورة الأحوال الجوية، خلال فصل الربيع، بحيث تعتبر ذات الفاكهة، بحسب مزارعيها جدّ حساسة للأمطار و الضباب لاسيما خلال فترة الجني التي تتوافق عادة مع شهري ماي وجوان وذلك على حسب النوعية. تجدر الاشارة الى كون فاكهة المزاح أو الزعرور ينتجها حاليا قرابة 400 فلاح بولاية تيبازة يتمركز معظمهم بالناحية المحيطة ببلديتي القليعة والحطاطبة، وقد أعرب العديد من العارضين بالعيد السنوي للفاكهة، أول أمس، عن أملهم في تقرّب مصانع التحويل لهذه الفاكهة منهم لغرض ضمان استغلال أمثل لها بالنظر الى حساسيتها وعدم قابليتها للحفظ على المدى الطويل، على عكس فاكهة البرتقال التي أضحت تستهوي العديد من المزارعين، مشيرين الى كون ذات الفاكهة تقتضي الاستهلاك السريع، كما أنّ بساتينها تحتاج الى مواقع خاصة مفتوحة للتهوية ولا يمكن اعتمادها بطرق عشوائية و أفرزت هذه الحساسية المفرطة لهذه الفاكهة تهرّب العديد من المزارعين عن العناية بها.