أعرب العديد من منتجي البرتقال بمختلف أصنافه بتيبازة عن تفاؤلهم بواقع الشعبة، وتطلّعهم إلى غد أفضل خلال السنوات القادمة لاعتبارات عديدة تأتي في مقدمتها المرافقة الدائمة من لدن الجهات التقنية والادارية، الأمر الذي أفرز غرس مزيد من الحقول بمختلف الأصناف خلال السنوات الأخيرة. وفي ذات السياق، قال رئيس الجمعية الولائية لمنتجي الحمضيات محمود فرحي، بأنّ الأمر يقتضي مزيدا من الجهد والتنسيق بين المنتجين للتمكن من محاربة حشرة «السيراتيت» في آن واحد لأنّ المعالجة الأحادية الجانب لها ليست كفيلة بالقضاء عليها لاسيما بالحقول المتجاورة، كما أنّ تراكم مياه الأمطار بحقول متيجة خلال موسم الشتاء يتطلّب تدخّلا مباشرا من طرف السلطات لتهيئة الأرضيات وتصريف المياه بطرق علمية وتقنية بالشكل الذي يقي الفلاحين شرّها ويدفع عن غيرهم بلاءها. وأشار رئيس الجمعية أيضا الى المعاناة التقليدية للفلاحين المتمثلة أساسا في ندرة اليد العاملة لاسيما خلال فترة الجني التي لا يمكن الاستعانة بالمكننة فيها، كما عبّر الفلاح عكرمي من منطقة بوركيكة عن كون شعبة الحمضيات تشهد حاليا أحسن فتراتها بالمنطقة، بحيث شهدت معظم الحقول انتاجا وفيرا هذا الموسم إلا أنّ الاشكال المطروح حاليا يكمن في ركود السوق وعدم وضوح آليات التصدير المرتبطة بتنويع الاقتصاد الوطني وتشجيع الصادرات خارج المحروقات، لكن الصدفة شاءت بأن نقابل أحد ممثلي شركة تصدير المنتجات الفلاحية على هامش الطبعة 15 لعيد الحمضيات بالغرفة الفلاحية المنعقد مؤخرا، يحاول إقناع الفلاحين بالانخراط في برامج التصدير. وقال الأمين العام للغرفة الفلاحية حميد برناوي بأنّ استعمال المكننة واعتماد التقنيات الحديثة في الغرس والمعالجة أتاح للفلاحين تطوير مردود الهكتار الواحد من الحمضيات، والذي ارتقى من 180 قناطر في الهكتار إلى أكثر من 250 قنطار في الهكتار، وتجاوزت بعض الأصناف هذا الرقم هذا الموسم لأسباب ترتبط أساسا بعناية الفلاحين بحقولهم واحترامهم للمسار التقني المسطّر لهم. ومن أهم ملامح التطور الحاصل في هذه الشعبة إقدام الفلاحين على غرس مساحات إضافية على مدار السنوات الأخيرة، بحيث تمّ التركيز على الأصناف المتأخّرة بتوصية من المصالح الفلاحية في بادرة تهدف الى توفير المنتوج لأطول فترة ممكنة من السنة. ومن بين المشاريع الفلاحية الواعدة بالمنطقة تلك التي تمّ تجسيدها مؤخرا عن طريق الشراكة، وكان موضوعها غرس مختلف أصناف البرتقال تماشيا وحاجيات السوق المحلية، إلا أنّ تطور الانتاج كمّا ونوعا قد يفتح الباب على مصراعيه لتجسيد عمليات تصدير لهذا المنتج الحيوي لاسيما في ظلّ غياب مصانع تحويلية محليا. وبلغة الأرقام، تشير الإحصائيات المسجّلة لدى الغرفة الفلاحية الولائية الى كون مساحة الحمضيات بالولاية تبلغ حاليا 5 ، 4581 هكتار، من بينها 4010 هكتار منتجة، فيما تعتبر المساحات الأخرى في مرحلة النمور، وتنتج هذه المسحات مجتمعة حسب التقديرات الأولية للموسم 976500 قنطار بمردود متوسط يعادل 250 قنطار في الهكتار، مع الاشارة الى كون فصيلة «الطومصون» تعتبر الأكثر انتاجا بحيث تجاوز معدل إنتاجها هذا الموسم حدود 352 ألف قنطار من مساحة اجمالية تقدر ب 25 ، 1630 هكتار، تليها كل من فصيلة «الواشنطن» ب 855 هكتار و»الكليمونتين» ب 25 ، 781 هكتار، إلا أنّ هذه الأخيرة تشهد أدنى مردود مقارنة مع الفصائل الأخرى ب 200 قنطار في الهكتار لأسباب تبقة مجهولة فيما تحتفظ كل من «الطومصون» و»الواشنطن» بأعلى مردود على الاطلاق، والذي يبلغ 265 قنطار في الهكتار، كما أنّ بعضا من الفصائل تبقى مساحاتها محدودة مقارنة مع فصائل أخرى على غرار المالطية ب 50 هكتارا والماندرين ب 91 هكتارا والبرتغالية ب 108 هكتارا، أما فيما يتعلق بالليمون فقد أحصت الولاية 95 هكتارا من فصيلة الفصول الأربعة، و299 هكتارا من الليمون العادي، ويبلغ مردود الهكتار الواحد لكلا الصنفين 220 قنطارا.