مازالت الجزائر بخير ولا خوف عليها وعلى مستقبلها مادام هناك رجال مخلصون وشباب عرف كيف يسحب البساط من تحت أرجل الذين حاولوا أن يسيسوا ''أيام الغضب'' ويدفعون المراهقين لارتكاب عمليات تخريبية ويجعلون منهم وقودا يأتي على كل شيء يرمز للدولة الجزائرية من مؤسسات ومنشآت ومرافق عمومية تربوية وصحية وخدماتية. لقد استطاع الشباب بفضل وعيه أن يقف في وجه المخربين المدفوعين من جهات خفية، ويتصدى لأعمالهم الإجرامية، الصادرة عن غير وعي، وينصبون أنفسهم كسور دائر وكدرع واق لحماية الممتلكات العمومية والخاصة، لأنهم عرفوا وتفطنوا للعبة والمؤامرة الخطيرة، التي حاول بعض السياسيين الذين تجاوزهم الزمن، وأكل عليهم الدهر وشرب و«با..» أن يركبوا موجة العنف ويتبنوها، من خلال خرجاتهم في القنوات الأجنبية وتصريحاتهم المسمومة التي تنبيء عن الحقد الذي تربى في أنفسهم تجاه الجزائر التي كان لها فضل كبير على تعليمهم وتكوينهم بالمجان، حتى أصبحوا إطارات «يتقيأون» عليها كلما جاءتهم الفرصة بدل رد الجميل.. كنا نعتقد أن المصالحة الوطنية أعادت الأمور إلى نصابها وذوبت الجليد والخلافات السياسية، لاسيما بعد إصدار قانون العفو في حق المتابعين قضائيا والمحكوم عليهم غيابيا وإعادة إدماجهم في المجتمع كغيرهم من المواطنين، وعفا الله عما سلف (وكفانا شر القتال).. لكن الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها بلادنا هذه الأيام كشفت لنا عن الوجه الحقيقي لبعض المعارضين الذين يشكلون خلايا نائمة، من خلال ركوبهم موجة الإحتجاجات وتصريحاتهم النارية التي أطلقوها على السلطات الجزائرية، حيث فتحت لهم القنوات الأجنبية المعادية منابر أكثر من حرة للتهجم على كل ماهو جزائري. لقد خرجوا كلهم من جحورهم كالأفاعي ينفثون من أفواههم سموما، ويعيشون طيلة حياتهم كالثعابين التي لاتحفر ولكنها لاتبيت في العراء أبدًا شغلهم الشاغل البحث عن أخطاء الآخرين للانقضاض عليهم..! لكن هذه المرة انقلب السحر على الساحر، لأن شباب اليوم ليس شباب أكتوبر.. إنه شباب العلم والمعرفة والتكنولوجيا ومطلع على كل مايجري في العالم من حروب وما خلفته من دمار وخراب ومآسٍ وهو يقول لكل من يحاول استعماله واستغلاله: ابحثوا عن مكان آخر تسوقون فيه أفكاركم البالية وماهكذا تورد الإبل يا..!