نشّط محمد يحياوي ومراد سنوسي، مديرا المسرح الوطني الجزائري ومسرح وهران الجهوي على التوالي، ندوة صحفية أمس الثلاثاء بفضاء امحمد بن قطاف، كشفا فيها عن المشروع المشترك بين المؤسستين، الذي سيجسده إنتاج مسرحة «آرلكان» آخر الأعمال التي قدمها عبد القادر علولة. واعتبرا أن هذا المشروع سيكون فاتحة لأعمال مشتركة عديدة، سواء بين هذين المسرحين أو باقي المسارح الأخرى. خلال افتتاحه اللقاء، تحدث محمد يحياوي عن انطلاقة جديدة للمسرح الجزائري لخلق تقاليد جديدة بين المسارح الجزائرية والتعاون، وتمكين الفنانين من الانتقال من مسرح إلى آخر وإعطاء الفرصة للشباب، وذلك بالعودة إلى بعض الأعمال الجزائرية التي نالت نجاحا كبيرا. من هذه الأعمال «أرلكان خادم السيدين» التي سيتم إنتاجها مع مسرح وهران الجهوي، وأوكل إخراجها إلى زياني شريف عياد. من جهته، ذكّر مراد سنوسي بأن مسرح وهران تسيره إدارة جديدة فضلت وضع الأسس لعمل جدي وترك الإنتاج لمرحلة ثانية، وقد حان وقتها. وقال سنوسي إن اختيار أول إنتاج لمسرح وهران فيه تكريم لمن يحمل هذا المسرح اسمه وهو علولة. عن اختيار مسرحية «آرلكان»، قال سنوسي إن هذا عائد إلى أسباب منها أنه العمل الذي توقف عنده، فهذه المسرحية «ترجمت في 1993 وتمّ إنتاجها وعرضت يوم الأربعاء أي يومين قبل عملية اغتياله». وأضاف سنوسي أن علولة برّر ترجمة وإخراج هذه المسرحية بحوافز ثلاثة: الأول هو الاحتفال حينها بالذكرى المئوية الثانية لكاتب المسرحية كارلو غوردوني. الثاني كان الفترة التي أنتجت فيها المسرحية في عز العشرية السوداء، ورأى علولة حاجة ملحة إلى الحب، كما أن الشباب لا يجدون أعمالا موجهة إليهم، وهو ما سيدفع إلى عرض هذا العمل المشترك مع المسرح الوطني في ثانويات وهران. أما الحافز الثالث فكان اطلاع الجميع على القصة لذلك سيأتون من أجل الاستمتاع بالعرض. كما تطرّق سنوسي إلى أهمية العمل مع المسرح الوطني، ببساطة لأن علولة بدأ منه سنة 1963، وكان عنده وجود كممثل ثم مؤلف ومخرج، وحتى «حمق سليم» تم إنتاجه بالمسرح الوطني. «من هذا المنطلق تمّ الاتفاق بسهولة وسرعة كبيرة، ونأمل إلى أن يكون عملا مشتركا حقيقيا خاصة وأن له أبعادا رمزية، فالتصورات الضيقة للمنافسة الضيقة أثرت سلبا على المسرح»، مؤكدا أنه سيكون هنالك ممثلون من المسرح الوطني ومسرح وهران. طرحنا سؤالا عن الشهر الذي كان مفترضا تخصيصه لعلولة، فأجاب سنوسي بأن نفس برنامج المسرح الوطني سيتنقل إلى وهران، أي أن برنامج شهر علولة سيكون بالتعاون بين المسرحين. فيما أكد يحياوي أن هذه التظاهرة تتلخص في تسليط الضوء كل سنة على مسرحي كبير، ولما رأى المسرح الوطني أن التحضيرات هذه لم تكن في مستوى عبد القادر علولة، ارتأى أن يؤجل إلى أفريل 2019، وإلى جانب مسرحية «آرلكان»، سيكون هنالك معرض خاص بعلولة وبأعماله، إلى جانب لقاءات ومحاضرات لمختصين جزائريين وأجانب. أما عن سؤالنا بخصوص التوزيع قال يحياوي إن زمن العمل بالعدد المحدود للعروض قد ولى، وسيعمل المسرح الوطني على أن تبقى الأعمال سنتين أو ثلاثة، خاصة وأن الممثلين هم ممثلو المسرح الوطني. ومن أمثلة الأعمال الناجحة ذكر يحياوي «طرشاقة» التي أكد أنها ستعود إلى الركح مرة أخرى. وبخصوص الآجال المحددة للمسرحية، قال سنوسي إن التركيب سيبدأ شهر سبتمبر على مرحلتين، الأولى بالعاصمة والثانية في وهران. أما التوزيع فإن النوعية هي التي تحدّد عمر العرض: «التعاون سيساعدنا في مهمة التوزيع الذي يعتبر أكبر جانب يحتاج إلى تمويل»، يقول سنوسي، مضيفا أن «التجربة نبيلة وأنا متأكد أن المسارح الأخرى ستكون مهتمة بالمشاركة في توزيع هذا العمل.. هذه تجربة أولى، قد نصيب فيها وقد نخطئ، حددنا أهدافا، وفي مرحلة التوزيع سنقيم مدى تحقيقنا لهذه الأهداف».