إعتبر الدكتور «محمد جمال عرفة» أن إسرائيل هي من الأطراف الخطيرة الرئيسية التي حبكت وخططت لتجزئة السودان وإقامة دولة الجنوب، بالاضافة إلى الأطراف الأخرى وعلى رأسهم المتمردين والولايات المتحدة والكنيسة الكاثوليكية والغرب عموما. وقال المحاضر في ندوة نظمها أمس مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بمقر جريدة «الشعب»، أن إسرائيل وهي الشريك الرئيسي الذي حبك هذه المؤمرة ينوي من خلال هذا التقسيم فتح سفارة له في «غوبا» موضحا أن الطرح الغربي الصهيوني يلتقيان في وقف المد والزحف الإسلامي ليصل إلى جنوب شرق القارة الافريقية. وعلل الأستاذ «محمد جمال عرفة» الدعم الإسرائيلي لتقسيم السودان وإقامة دولة جنوبية منفصلة عن الشمال المسلم، إلى حصار مصر جنوبا وكذا العالم العربي، والاستفادة إقتصاديا من «مياه النيل» والثروات الطبيعية لدول الجنوب «الشرق الافريقي»، باعتبار أن مسألة «الأمن المائي» أضحى اليوم يشكل ثروة طبيعية رئيسية لا تقل خطورة عن النفط، حيث همش المحاضر معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية والتي لاشك أنها لا تبرر مثل هذا الحصار الجنوبي «المزعوم» على مصر من قبل اسرائيل خاصة في الوقت الراهن!! ومن الاسباب الأخرى التي تدفع بالكيان الصهيوني إلى نسج المؤامرة المتعددة الأطراف لتقسيم السودان وإقامة دولة في الجنوب، هو منع قيام «دولة اسلامية» تكون خطرا على وجوده، حيث برر المحاضر هذه الاسباب بالتصريحات العديدة لمسؤولين اسرائيليين، ومنها التصريح الأخير في 30 أكتوبر سنة 2008، حيث قال مسؤولا بصريح العبارة: «نحن نريد خراب السودان». ولعل من المبررات التي عددها الأستاذ محمد جمال عرفة بخصوص هذه المسألة، هو كون السودان بشساعة ساحتة وثرواته المتنوعة وموقعه المتوسطي والاقليمي، يجعله حسب كثير من الدراسات والتوقعات إلى تحوله في المستقبل العاجل إلى دولة اقليمية عظمى لها وزنها الاقتصادي والنفطي، قوة وقاعدة خلفية لأمن المنطقة العربية والإسلامية غذائيا وصناعيا.. وحتى لا تقوم قائمة لمثل هذا الكيان، فإن إسرائيل تسعى وبكل ما أوتيت من قوة لضرب استقرار السودان وتفتيته لمنع أن يكون قوة اقتصادية وخلفية للأمن الاقتصادي العربي والإسلامي. وأعطى المحاضر في الأخير مجموعة من المشاريع التي يمكن أن يتبناها العالم العربي الاسلامي في الوقت الحاضر لوقف هذا العدوان الاسرائيلي والغربي عموما، لتقسيم السودان وإقامة دولة جنوبية وهو فقط مشروع تمهيدي لإقامة دويلات أخرى جنوبية، وهذا لتحقيق مآرب اقتصادية ووقف انتشار المد الحضاري العربي الإسلامي.