كشفت الكشافة الإسلامية الجزائرية أمس عن برنامج عمل ثري يخص مشاركة عدة وفود كشفية في النشاطات الدولية الخاصة بمهنة الكشّاف، تندرج في إطار تعميق العمل والتعاون الثنائيين مع الدول العربية ودول أوربا الشرقية على وجه الخصوص، إضافة إلى نشاطات تضامنية متنوعة تخص شهر رمضان المعظم. وأكد المسؤول الوطني للإدارة وإعادة الهيكلة بالكشافة الإسلامية الجزائرية ل"لمساء"أن فترة الصيف الحالية تشهد ديناميكية ،خاصة مع استمرار المخيمات التقليدية الكشفية عبر مختلف ولايات الوطن، التي تهدف إلى غرس روح التضامن بين الشباب المنخرطين وبين مختلف شرائح المجتمع. وفي هذا السياق كشف السيد عرعار عن برنامج تضامن وطني خاص بشهر رمضان الكريم بالتنسيق مع مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري ولجنة التضامن للعاصمة ومديريات الشؤون الاجتماعية لتغطية حاجيات المعوزين والعائلات ذات الدخل المحدود. حيث ستوجه إعانات مالية لهذه العائلات حتى تتمكن من تجاوز فاقتها خلال هذا الشهر الفضيل. وفي مقابل ذلك أكد المسؤول بقاء مائدة رمضان التي دأبت الكشافة الإسلامية الجزائرية على تنظيمها سنويا لفائدة عابري السبيل. ومن جهة أخرى، تستعد الكشافة الإسلامية الجزائرية لتحضير برنامج عمل خاص بالسجون وفئة النساء المحبوسات والأحداث على وجه التحديد بالتنسيق مع إدارة السجون ومراكز إعادة التربية والتأهيل بغرض تمكين المحبوسين من الاستفادة من نشاطات المناسبات الدينية بعد تأهيلهم لا سيما وأن هذه التجربة قد أتت أكلها منذ انطلاقها سنة 2005. وباعتبار أن الحفاظ على البيئة يعد أمرا مهما بالنسبة للمؤسسة الكشفية، أكد السيد عبد الرحمان عرعار حرص هذه الأخيرة على ترسيخ الثقافة البيئية لدى الكشاف كتسيير الفضلات في الغابات، المشاركة في حملات التشجير، الحفاظ على المساحات الخضراء...، ويتعدى هذا المفهوم حسب المتحدث ليشمل فئة الشباب والنشء الصاعد لغرس حب الوطن والعمل التضامني . وبخصوص المساحات الغابية المتضررة من الحرائق الأخيرة، أكد مسؤول الإدارة والتنظيم بالكشافة الإسلامية الجزائرية أن هناك اتفاقية بين وزارة الفلاحة والمؤسسة الكشفية الجزائرية لإعادة تشجير المساحات المحروقة في الربيع القادم. وفي إجابته عن سؤال حول وباء أنفلونزا الخنازير وإمكانية تأثيره على بعثات الوفود الكشفية إلى الخارج، أكد السيد عرعار أنه لا يوجد أي تنسيق مع الجهات المعنية لمكافحة الوباء لحد الساعة، نافيا تسجيل أية حالة إصابة بالوباء سواء في صفوف الوفود الكشفية العائدة إلى أرض الوطن أو المتواجدة في الخارج. وأضاف المسؤول أن القائمين على المؤسسة الكشفية الجزائرية يكتفون بالحملات التحسيسية والوقائية ضد هذا الوباء العالمي في صفوف الكشفيين. وعلى صعيد آخر، أشاد عبد الرحمان عرعار بالأشواط المعتبرة التي قطعتها المنظومة الكشفية الجزائرية، لاسيما مع اعتلاء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم حيث لم يتوان في إعطاء الدعم المادي والمعنوي، وحرصه الشخصي على الاهتمام بالكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث تمكنت هذه الأخيرة من الحصول على تشريع خاص بها بعد مخاض عسير، كما لم ينف المتحدث بقاء عدة مشاكل أخرى تخص وسائل العمل البيداغوجية، والتنظيمية على الخصوص. ومن ناحية أخرى ، أبرز السيد عرعار الدور الكبير الذي يلعبه الأولياء في المساهمة في صقل وتكوين شخصية الكشّاف، لجعله فردا صالحا في المجتمع، معتبرا المؤسسة الكشفية غير قادرة لوحدها على تحقيق هذا الهدف، ومن هذا المنطلق تلعب المدرسة والمسجد علاوة على العائلة الدور نفسه من خلال تنشئة الكشاف اجتماعيا ليواصل حمل راية البناء والتشييد. وأضاف المسؤول الوطني للإدارة وإعادة الهيكلة بالكشافة الإسلامية الجزائرية أن مشاركة الكشافة الإسلامية الجزائرية في المحافل الدولية تخص إرسال وفد من 16 كشافا إلى العاصمة العمانية مسقط للمشاركة في أشغال المؤتمر الذي سيجمع كافة الحركات الكشفية للدول العربية، كما سيتم إرسال وفد كشفي آخر إلى أوكرانيا بمناسبة مرور الذكرى العشرين لتأسيس منظمتها الكشفية، بالإضافة إلى مشاركة وفد ثالث يضم 40 عنصرا في إطار التعاون الثنائي الكشفي بين الجزائر والجمهورية العربية الصحراوية. وفي هذا الصدد، اعتبر المتحدث أن تعدد قنوات التنسيق والاتصال للكشافة الإسلامية الجزائرية مع مختلف الهيئات الوطنية وتشعب مهامها، سيعمل على زيادة تعقيد مسؤولياتها لا سيما وأن العمل الكشفي يشترك معه أكثر من فاعل.