أنهى رئيس الحكومة أحمد أويحيى حالة المضاربة في الأرقام المتداولة في العناوين الإعلامية حول فيضانات غرداية والولايات الأخرى، وهي أرقام ضخمة بشكل مقصود، مضيفة جرح آخر للمأساة، فاتحة المجال للتأويلات والمزايدة دون عبء بعواطف العائلات التي فقدت أغلى الابناء والآباء. ولا زالت تحت الصدمة. وقال أويحي في اللقاء الأسبوعي مع الصحافة عقب اجتماع مجلس الحكومة أمس، أن حصيلة فيضانات غرداية، ارتفعت الى 34 ضحية. وقدر عدد الجرحى 89 جريحا، ثلاثة منهم فقط ما زالوا بالمستشفيات يتلقون العلاج المناسب. وسجل مفقود واحد جراء الأمطار الطوفانية التي لم تعرفها جوهرة الواحات منذ خمسين سنة. واعطى رئيس الحكومة صورة دقيقة عن اجراءات الانقاذ والتكفل بالعائلات المنكوبة،، وهي صورة اكتملت له أثناء زيارته رفقة وفد وزاري لعين المكان، واطلاعه عن قرب على الوضعية، واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة البسمة للأهالي بعد الكارثة. واثنى أحمد أويحي على حركة التضامن الواسعة التي ألفها الجزائريون في كل كارثة وأزمة، معيدة الى الاذهان قوة الألفة والتآزر رغم التحديات وضخامة الهول. وهي حركة تحسب للجزائريين في كل الأصقاع، وليس عليهم. ولا زالت مشاهدها محمولة في الذاكرة، لا يمحوها الزمن، منذ زلزالين الأصنام في الثمانينات، وبومرداس، في ماي الأسود، وفيضانات باب الواد. وذكر رئيس الحكومة، أنه تم التكفل ب 756 عائلة وإيوائها بمرافق في انتظار اسكان الجميع قبل نهاية السنة الجارية... وقدمت المساعدات الضرورية للعائلات المتضررة، التي فضلت الإقامة والإيواء عند الأهالي والأقرباء. وتعمل فرق المراقبة التقنية ومهدسي العمل، جاهدة، لمعاينة السكنات المتضررة وإعطاء حصيلة نهائية عن مدى قابليتها للسكن أم لا، حسب درجة الخطر. وذكر أحمد أويحي في هذا المجال، أن عملية المعاينة، مست حتى الآن 9600 مسكن، أشر بالأحمر على 600 مسكن تقريبا، وبالبرتقالي على 1250 مسكن، وبالأخضر 8 آلاف مسكن... ولا زالت اجراءات الخبرة التقنية مستمرة للوصول الى النتيجة النهائية. وعن المؤسسات التعليمية، أكد أويحي، أن 19 مدرسة تضررت، منها عشر مدارس قابلة للإستغلال قبل نهاية الشهر.. وأن 14 مدرسة أساسية تضررت ايضا، يضاف اليها أربع تكميليات و01 ثانوية. وتوجد 5 مؤسسات تربوية، تقيم بها عائلات منكوبة، ينتظر التكفل بها والايواء في أقرب وقت. ووعد أحمد أويحي، بأن التلاميذ ال 12 ألف، يعودون الى المدارس بداية من الأسبوع القادم... واتخذت كل التدابير لاستئناف الدراسة في أوفر الظروف وأيسر الأحوال.. ونفس الاجراءات اتخذت على الصعيد الصحي، حيث تجري عمليات التلقيح، وتطهير الآبار وتنظيفها.. واتخذت تدابير لإعادة ربط السكان بالكهرباء والغاز.. وتقرر كل هذا بفعل التنسيق المحكم بين مختلف اطارات القطاعات.. وتتولاها على أحسن ما يرام مختلف مصالح الدولة من جماعات محلية وفرق الجيش والحماية المدنية، والهلال الأحمر والكشافة.. وحول ما يروج عن رفع اعيان غرداية دعوة قضائية ضد مسؤولين يتهمونهم بالتقاعس والتسيب، نفى أحمد أويحي ذلك. وقال أنه التقى بالأعيان، وتحدث معهم عن كل كبيرة وصغيرة. وقالوا أنهم يشهدون، أن هذه الفيضانات لم تعرفها غرداية منذ 50 سنة.. وواصل رئيس الحكومة حاسما، أن النقائص موجودة في الميدان، وفوضى العمران قائمة، والفناها منذ زلزال الشلف.. وان الجزائر أخذت وقت في تطوير المحيط ولكن الخلل ما زال في التطبيق. واعترف أحمد أويحي، أن هناك قوانين صارمة، تحرم السكن بالغابة وعلى ضفاف الوديان، والمناطق الآيلة للسقوط والانجراف، لكن التطبيق شيء آخر. وتساءل، هل بسبب أزمة السكن، نضحي بالأرواح، ونتركهم عرضة للخطر والكوارث.. وأجاب أن هذه الدروس لا بد أن تؤخذ حتى لا يتكرر ما لا يحمد عقباه.. ولإعادة الأمور الى نصابها، تقرر رصد غلاف مالي قيمته 20 مليار دينار، قال. أويحي، أنه استند الى دراسة ملف تقدمت به السلطات المحلية.. وهي طالبت 22 مليار دينار لإعادة بناء مادمرته فيضانات غرداية، الأولى من حيث الهول والقوة منذ نصف قرن مضى، وخلفت خسارة مادية قيمتها 25 مليار دينار بعد احصاء الأضرار الفلاحية والصناعية المتبقية. ------------------------------------------------------------------------