سيلعب المعبر الحدودي البري (تندوف – شوم) الرابط بين الجزائر و الشقيقة موريتانيا - الذي تم تدشينه أمس - دورا كبيرا في بعث ديناميكية تنموية متعددة الأبعاد في منطقتين حدوديتين ظلتا تعانيان لوقت طويل من عزلة قاتلة جعلتهما مرتعا للتهريب و الجريمة المنظمة. تندوف – شوم ستكون المعادلة التي تعيد بعث جسور حضارية موغلة في تاريخ الفقه و العلوم التي انتشرت في ثنايا تلك المناطق بفضل احتكاك و تنقل السكان لقرون خلت و لم يقتصر اشعاعها على الجزائر و موريتانيا فقط و لكنه وصل إلى دول غرب افريقية كذلك. هذا المعبر الاستراتيجي سيجعل الحياة تدب من جديد في تلك المناطق التي ستشهد انتعاشا اقتصاديا و تجاريا غير مسبوق تعود مزاياه على الكثير من دول غرب القارة الإفريقية، فعلى الصعيد الثنائي الموريتاني الجزائري سيعزز هذا المعبر التكامل و التنسيق على الكثير من المحاور التي يجب أن ترقى إلى مستوى النضج الذي بلغه الحوار و التشاور السياسي بين البلدين و في أعلى مستوياته خاصة ما تعلق بقضية الصحراء الغربية و تطابق وجهة النظر حول حل عادل للنزاع ينصف الشعب الصحراوي وفق مخرجات الأممالمتحدة و الاتحاد الإفريقي. أمنيا سيعزز هذا المعبر الاستراتيجي التعاون و التنسيق بين البلدين في تصديها لظواهر و آفات طالما خدمها الفراغ الموجود و لكن هذا الفراغ لم يعد موجودا اعتبارا من اليوم فالتواجد الأمني للبلدين على ضفتي هذا المعبر سيمكنهما من التصدي بشكل ثنائي محكم التنسيق للإرهاب ، الجريمة المنظمة و التهريب و كذا الهجرة غير الشرعية من خلال و التحكم و مراقبة حركة الأشخاص و السلع و السهر – في الوقت نفسه - على تأمين و راحة مستعملي هذا المعبر مع ضرورة الحرص على السرعة و تسهيل اجراءات المرور. على الصعيد التجاري الأكيد أن هذا المعبر سيكون بمثابة "طريق حرير افريقي" سينعش الحركية التجارية بين الجزائر و الشقيقة موريتانيا لتمتد الى كل دول غرب إفريقيا و يكفي أنه على الصعيد الثنائي بامكان الجزائر و بالنظر إلى الطفرة الزراعية التي تعرفها الكثير من مناطق جنوبنا الغربي تزويد الشقيقة موريتانيا بكل ما تحتاج إليه من مواد غذائية و من خضر و فواكه و سلع أخرى ..الخ. في الأخير الأكيد أن المناطق الحدودية بين البلدين التي كانت ربعا خاليا ستصبح مقصدا سياحيا ، تجاريا و علميا بل ستكون قريبا مسرحا للمنافسات الرياضية القارية و الدولية.