يسابق الأولياء هذه الأيام الزمن، لاستكمال تحضيرات الدخول المدرسي الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودات من خلال اقتناء الأدوات المدرسية لأبنائهم.لكنهم يشتكون من ارتفاع الأسعار، خاصة الذين لهم أكثر من متمدرس، وفي مقابل ذلك أرجع التجار هذا الغلاء إلى جودة السلع، مؤكدين أنه بإمكان الأولياء اقتناء سلع في المتناول بنوعية اقل. قامت «الشعب» بجولة استطلاعية لبعض المحلات التجارية والمكتبات الخاصة ببيع المستلزمات المدرسية بولاية باتنة قبل الدخول المدرسي يوم ال5 سبتمبر الجاري. يذكر أن مختلف المكتبات التي زارتها «الشعب» تعرف إقبالا كبيرا للأولياء رفقة أبنائهم، الذين لا حديث لهم سوى عن الغلاء الكبير المسجل و تباين الأسعار هذا العام، والذي يرجع حسب أصحاب المكتبات إلى اختلاف نوعية الأدوات المدرسية، حيث وجدنا الطلب بكثرة على المنتجات الأسيوية التي تعتبر أسعارها حسب من تحدثنا إليهم تنافسية مقارنة بالمنتجات ذات الجودة العالية المستوردة من الدول الأوربية وحتى تلك الوطنية الصنع. و قدر سعر المقلمات العادية ب110 و 170 و 220 دج و حتى ب 300 دج لدى بعض المحلات المختصة، فيما تباع الممحاة بسعر يتراوح ما بين20 و 70 دج والأقلام الملونة ما يزال سعرها يتراوح ما بين 60 إلى 440 دج للعبة الواحدة، حسب العدد والنوعية. وبين الحين والأخر يدخل الأولياء في نقاشات محتدمة ومفاوضات عسيرة مع الباعة من أجل خفض أسعار بعض اللوازم خاصة وأنهم سيقتنون الأدوات المدرسية لأكثر من تلميذ، موجهين انتقاداتهم إلى الباعة الذين يقولون انهم يستغلون الفرص لالهاب السوق واصفين اياهم ب»تجار المواسم».. عليه فقد عرفت أسعار الكراريس ارتفاعا معتبرا هذه السنة، حيث وصل سعر كراس من 96 صفحة إلى 80 دينارا، فيما تراوح سعر كراس من 120 صفحة مابين 110 و130 دينار، فيما تجاوز سعر علبة الخشيبات والقريصات التي يستعملها تلاميذ الطور الابتدائي 80 دينارا. انتقلنا لمحل آخر مختص في بيع الأدوات المكتبية، شهدت بدوره توافدا كبيرا للأولياء ، مؤكدين على ارتفاع أسعارها مقارنة بالسنة الماضية، حيث أفاد شينار متزوج وأب لتلميذين احدهما تحضيري والأخر في سنة أولى ابتدائي بأن سعر الأدوات مرتفع نوعا ما، الأمر الذي جعله يعيد النظر في شراء ذلك من محل اخر لعل وعسى ان يجد الاسعال في مستوى مناسب . وغادر شينار المحل مكرها مفضلا اقتناء الادوات من الطاولات. ونفس القناعة وجدناها عند عرعار الذي قرر بدوره أن يشتري الأدوات المدرسية من تجار الأرصفة ، رغم أن أنواعها رديئة ومنها ما يشكل خطرا على صحّة التلاميذ الصغار، غير أن ضعف القدرة الشرائية وغلاء الأسعار هي من حددت هذا الأمر في النهاية أضاف نفس المتحدث. وأشار اغلب من تحدثنا إليهم بهذا الخصوص إلى أن غلاء الأسعار سيجرهم لا محالة للاستدانة لشراء مستلزمات الدراسة. إذا فرحة العودة لمقاعد الدراسة خاصة للتلاميذ الناجحين أو الذين يلتحقون بها لأول مرة، تكاد تعكرها أسعار الأدوات المدرسية والمآزر والمحفظات التي شهت ارتفاعا جنونيا، خاصة وأن هذه الأخيرة تباع بنماذج وأحجام وأشكال مختلفة ومتنوعة ومغرية، دفعت التلاميذ للضغط على أوليائهم لاقتنائها، حيث يشترطون عليهم أنواعا معينة من الأدوات، بأسماء وأشكال مختلفة وباهظة الثمن. يذكر أن تكلفة محفظة لتلميذ يدرس في الطور الابتدائي بجميع مستلزماتها لا يقل عن 8 آلاف دينار، أما محفظة متمدرس في الطورين المتوسط والثانوي، فلا تقل عن 7 آلاف و500 دينار، ناهيك عن المآزر التي تتراوح أسعارها ما بين750 و1200 دينار.