«الوجهة الأخيرة، ألان تتجه صوب أخر ما تبقى»، أخر ما أتى إلى ذهنك ألان، أنت متجه نحوه، أخر تذكرة تشتريها، قطار الحياة وصل إلى محطته الأخيرة، أنت صوب وجهة أخرى ألان، هنا في هذه اللحظة تحديدا. التفت ورائك، اسأل نفسك، كم ثمن التذكرة التي اشتريتها لركوب هذا القطار؟، للمرور تحت هذا النفق؟، هل يستحق هذا فعلا ؟، هل دفع جيبك فقط المال ؟، طبعا لا. دفعت روحك ثمن تذكرة سفرك هذه، دفعت حياة عمرها ستون، أربعون، ثلاثون، ولمن حالفهم الحظ بضعة أشهر أو سنين معدودة فقط، هل استحقت كل ذلك العبء؟، هل استحق أن تزاحم المسافرين؟، وتركب القطار مع الزحام، الضجيج، التعب. هل كل هذا فضول للوصول إلى الضفة الأخرى؟، ماذا لو لم تعجبك الضفة ألان؟. وإن أردت الرجوع ستجد القطار قد رحل وعاد ليجلب مسافرين آخرين. تمعن هذه الكلمات ليست للتسلية، ليست للقراءة فقط، هذه حياتك. أنت صوب وجهتك الأخيرة، وجهة لا محال من الهرب منها، هل أنت مستعد للنزول؟، هل استمتعت بالمناظر التي شاهدتها وأنت جالس في مكانك يمر بك الزمن عبر هذا القطار؟ قطار الحياة. انظر، افتح عينيك، هل ترى ما ينتظرك هناك؟، وجهتك الأخيرة، الموت. هل أعجبك القطار ألان؟، ماذا فعلت وآنت راكبه؟، هل صليت ؟، هل استغفرت؟، هل سبحت؟ تذكر ما يفصل بينك وبين وجهتك الأخيرة، قطار فقط. «الوجهة الأخيرة، الموت».