أكّد قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم»، الجنرال توماس والدهاوسر، أهمية التعاون الاستراتيجي بين بلاده وليبيا، متعهّدًا بمواصلة الحملة على تنظيم «داعش» الارهابي، واستهدافه عسكريًا بالتنسيق مع حكومة «الوفاق» الوطني الليبية. جاء ذلك خلال لقاء جمع، الخميس، في تونس، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والجنرال توماس والدهاوسير، القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية لدى ليبيا، السفير دونالد بلوم، وعدد من مسؤولي السفارة. وحضر اللقاء، الذي جاء في إطار المشاورات المستمرة حول مستجدات الأوضاع في ليبيا، كل من المستشار السياسي للرئيس طاهر السني، ومنسق شؤون الإرهاب بالمجلس الرئاسي العميد محمد بشير. وأشار بيان لحكومة الوفاق الوطني الليبية على موقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»، إلى أنّ الجانبين بحثا تطورات الموقف السياسي والأمني في ليبيا، وما شهدته العاصمة الليبية طرابلس في الآونة الأخيرة من أعمال عنف، والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد القائم بأعمال السفارة الأمريكية ترحيب بلاده بإعلان وقف إطلاق النار ودعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بها، والتزام الولاياتالمتحدة بدعم حكومة الوفاق الوطني، في مواجهة «الإرهاب»، مندّدًا بالهجوم الذي استهدف مؤخرًا مقر المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بالعاصمة طرابلس. وجدّد السفير دعم الولاياتالمتحدة للمسار الديمقراطي وجهود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، وكافة المساعي التي تؤدي إلى استقرار وأمن البلاد. من جانبه، عبّر السراج عن ترحيبه بالتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعم حكومة الوفاق الوطني الليبي، ومساعدتها الفعّالة في دحر تنظيمات الإرهاب والتطرف، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. على صعيد آخر، أعلنت فرنسا تمسّكها بموقفها الخاص بالسعي لإجراء انتخابات في ليبيا بنهاية العام الجاري، بعد يوم من تشكيك إيطاليا وحكومة الوفاق الوطني في إمكانية إجراء الانتخابات، وفقًا لهذا الموعد بسبب تدهور الوضع الأمني. واستضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ماي الماضي أربعة وفود ليبية مؤثرة ترأسها رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، انتهت بالاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول 10 ديسمبر المقبل. غير أنّ الأوضاع الأمنية والسياسية لم تتهيأ بعدُ لإجراء تلك الانتخابات التي تعارضها أيضًا إيطاليا التي تنافس باريس على النفوذ الثاني في الملف الليبي، انطلاقًا من اعتبار ليبيا محطة لمهربي البشر الذين أرسلوا عشرات الآلاف من المهاجرين عبر البحر المتوسط صوب أوروبا في الأعوام الماضية. ورغم أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وافق على تلك الخطة، غير أنّه أطلق تصريحات الأربعاء، مفاداها أن الأوضاع في ليبيا غير مستقرة لدرجة لا تسمح بإجراء انتخابات. لافروف: موجة الهجرة إلى أوروبا جاءت بعد قصف الناتو لليبيا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موجة الهجرة الرئيسة إلى أوروبا، بدأت بعد قصف حلف الناتو للأراضي الليبية، وتصفية رأس نظامها. وتابع لافروف خلال كلمة أمام المنتدى الاقتصادي الروسي الألماني في برلين، أن «بلدان الناتو خالفت قرار مجلس الأمن وقصفت الجمهورية الليبية وساعدت أولئك الذين عملوا على تصفية رئيسها، بمراقبة مباشرة من البيت الأبيض وواشنطن». وأضاف: «حينها ظهرت موجة الهجرة وتحولت ليبيا إلى ثقب أسود، جاءت من خلاله دفعات من الأسلحة والإرهابيين إلى ليبيا، وإلى أوروبا تدفق الملايين من اللاجئين». وتطرّق الوزير الروسي إلى الأزمة السورية، ودعا اللاعبين الدوليين المتواجدين في سوريا إلى الاتفاق لإزالة التهديدات التي تواجه سوريا وحفظ سيادتها ودعم جهود إعادة اللاجئين. وأضاف: «سنعمل على المصالحة في إدلب ولن يكون الوضع كما كان عليه في الموصل والرقة، وروسيا بصدد إنشاء ممرات إنسانية في إدلب وستفعل ما بوسعها لضمان عدم تضرر السكان المدنيين». وعن اللقاء المرتقب يوم الاثنين القادم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، قال لافروف إن الزعيمان سيبحثان الوضع بمحافظة إدلب السورية.