تتواصل عملية تنظيف وتطهير المحيط بولاية قسنطينة، وهذا في إطار العملية الكبرى للتنظيف المبرمجة عبر كامل إقليم الوطن والتي انطلقت منذ أكثر من أسبوعين تقريبا، حيث تهدف هذه العملية واسعة النطاق إلى رد الاعتبار للبيئة والمحيط والرفع من الحس المدني للمواطن للمحافظة وبصفة مستمرة على بيئة سليمة. وبعد المرحلة الأولى التي شرعت فيها قسنطينة في 29 من شهر أوت المنصرم بداء بحي «القماص»، تحت إشراف والي الولاية « عبدالسميع سعيدون» متبوعة بعملية أخرى في الفاتح من سبتمبر الجاري، مسّت بعض بلديات الولاية، تتواصل هذه العملية في مرحلتها اللاحقة والتي انطلقت ( السبت)، لتشمل هذه المرة كل من المدينة القديمة وسط بلدية قسنطينة، وكل من المدينة الجديدة «ماسينيسا»، ضريح «ماسينيسا»، والوحدة الجوارية 04 بالمدينة الجديدة علي منجلي بدائرة الخروب، وحي «ضريبينية» بدائرة عين أعبيد، وأيضا أحياء «عمار بولمنازل، البناء الذاتي، و»زواوي قلقل» ببلدية بني حميدان، دائرة «زيغود يوسف»، كما تستمر عملية التنظيف والتي شرع فيها بحي 8 ماي 45 ببلدية ابن زياد وحي «بولخزار» وقرية عين الكبيرة بلدية «مسعود بوجريو». وقد أسفرت العمليات الأولى منذ انطلاق هذه الحملة عبر بلديات كل من دوائر» الخروب وعين عبيد وابن زياد» من رفع كميات هائلة من النفايات قدرت بمجموع 5554 طن، حيث تمّ تسخير جميع الوسائل المادية والبشرية، لإنجاح هذه العملية، وحسب الأرقام التي أكدتها الولاية فقد تمّ في بلدية عين عبيد مثلا تسخير 68 عاملا و10 آليات، حيث تمّ تجميع ورفع 940 طن من النفايات وفي دائرة ابن زياد تمكن 21 عاملا و18 آلية عتاد من تجميع 44 طنا من القمامة أما في دائرة الخروب وتحديدا في المدينة الجديدة علي منجلي تمّ تسخير 295 عامل من مختلف المؤسسات العمومية و74 آلية لرفع 3200 طن، أما في مدينة الخروب فلقد تمّ تسخير 77 عاملا والقضاء على 500 طن من النفايات. والملاحظ أن الشارع القسنطيني ومن خلال بعض أراء المواطنين يعوّل على أن تتخذ بعد هذه العملية «الظرفية» الكثير من الإجراءات الجادة لتطويق مشكلة النفايات التي تفاقمت في السنوات الأخيرة وأثرت سلبا على المحيط والبيئة من خلال السلوكيات السلبية لبعض المواطنين. ومن الحلول السريعة والناجعة التي تعجّل بعلاج هذه المشكلة توفير حاويات النفايات المنزلية في كل الأحياء والمجمعات السكنية والتي لا تتوفر في غالبيتها على مثل هذه الأدوات، حيث استبدلت حاويات القمامة الحديدية كبيرة الحجم في السنوات الأخير بإقامة «أقبية» تجمع فيها نفايات الأحياء وخير مثال على ذلك بلدية الخروب التي لا زالت حتى اليوم تستخدم هذا النظام الذي أثر سلبا على المحيط وشوّه وجه المدينة؟ ومن الحلول أيضا إطلاق حملات تحسيسية للشروع في عمليات الفرز المنزلي للنفايات وتوفير الحاويات المخصصة لهذا الغرض، حيث ستمكن العملية النوعية من التغلب على بعض النفايات المضرة بالبيئة من المصدر كالمواد البلاستيكية وغيرها من المواد الصلبة؟ ومن الحلول أيضا فرض الرقابة باتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة، خاصة في ما تعلّق بظاهرة بقايا مواد البناء والردم التي تلقى في ضواحي المدن القريبة عوض الأماكن المخصصة لهذا الغرض؟. وحتى ترتقي سلوكيات المواطن من خلال هذه العمليات التي هي في حاجة إلى استمرارية وحسّ ثقافي بيئي متحضر، يبقى التزام البلديات بتوفير كل الإمكانيات المتاحة للقضاء على هذه الظواهر السلبية من الحلول الناجعة كمرحلة أولى لتقويم مثل هذه السلوكيات؟