فرحة عارمة بسطيف حقّق وفاق سطيف، ليلة أول أمس الجمعة، تأهلا مستحقا وصعبا الى الدور نصف النهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وهذا بعد فرضه التعادل السلبي، بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية، في لقاء العودة على النادي الرياضي البيضاوي. وكان الوفاق قد حقّق فوزا ثمينا بهدف دون رد في لقاء الذهاب، قبل أسبوع، بملعب 8 ماي 1945 بسطيف، من توقيع اللاعب الايفواري ايسلا داودي، في الدقيقة 16 من المباراة. مقابلة الدار البيضاء كانت صعبة جدا على أشبال مدرب الوفاق رشيد الطاوسي، حيث ظهرت تشكيلته جد متخوفة، ولم تتمكن من تحقيق اي ضغط على الفريق المغربي، وعرف الشوط الثاني للمباراة سيطرة شبه كلية للفريق المحلي، مع عدة فرص سانحة للتهديف، تصدى لها الحارس المتألق للوفاق مصطفى زغبة الذي كان بالفعل رجل المباراة، وهو من جلب التأهل للنسر الأسود في هذه المنافسة القارية الكبيرة، والتي يطمح الوفاق الى تحقيق لقبها الثالث مع المدرب المغربي الطاوسي، بعد لقبي 1988 و2014. وتابع أنصار الوفاق المباراة على أعصابهم، خاصة في المقاهي والساحات العمومية، وسط أهازيج تذكر بأجواء ملعب النار والانتصار بسطيف، فكانت اجواء رياضية عالية الحماس خلقت روح الأمل في التأهل، وهو الذي تحقق رغم صعوبة الدقائق الأخيرة التي ضيع فيها رفاق اللاعب الودادي الحسوني، على العاقل، فرصتين ذهبيتين لهز شباك الوفاق، فيما اعتبر السكتيوي مدرب الوداد، أن فريقه ضيع الفوز بخماسية أو سداسية. أما الطاوسي فصرّح، بأنه أرغم لاعبي الوداد على لعب الكرات الطويلة بفضل الخطة التي وضعها للقاء. وقد عبّر المتتبعون للمباراة من أنصار الوفاق عن عدم اقتناعهم بأداء رفاق بوقلمونة الذين ظهروا في لياقة بدنية سيئة، مع ارتكاب أخطاء تكتيكية في الدفاع، وارتباك ملحوظ في الهجوم في اللقطات القليلة التي أتيحت له، مما يؤكد أن الطاوسي تنتظره مهمة شاقة في استدراك الأمور لمواصلة المغامرة بكل ثقة، وهذا ليس غريبا على الوفاق الذي عاد من بعيد في هذه المنافسة التي انطلق فيها انطلاقة محتشمة. وتعتبر هذه النتيجة، رغم الضعف البدني الذي ظهر به الوفاق، وعدم فاعلية جابو وبوقلمونة، بمثابة إنذار للفرق المتأهلة الى المربع الذهبي، وهي لحد الآن، الوفاق و ريق اغوستو والترجي التونسي. وقد وضعت إدارة الرئيس حسان حمار، بجلبها المدرب المغربي رشيد الطاوسي، الذي لعب ادوارا أساسية في المنافسة الافريقية، خاصة تخطي دوري المجموعات، كهدف أساسي، ويبدو أنه قد تحقق، مما يرفع سقف الطموحات إلى الوصول إلى النهائي، ولما لا تحقيق اللقب ؟ نشير إلى انه، عقب إعلان الحكم عن انتهاء المباراة، تعالت الأهازيج من الأنصار المتتبعين للقاء في المقاهي والساحات العمومية لمدينة سطيف والمدن المجاورة لها، كما سمعت السيارات وهي تطلق العنان لمنبهاتها ليلا، وهي الأجواء التي تذكّر بتتويجات الوفاق الكثيرة في مشواره الكروي.