سلط المشاركون في افتتاح أسبوع الذاكرة الذي تنظمه جمعية مشعل الشهيد بولاية بشار، أمس، الضوء على دور الإعلام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للصحافة، واندلاع الثورة، وذكرى إسترجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتليفزيون. انطلاقا من دوره الأساسي في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية أشاد والي بشار أحمد مباركي بجهود الصحفيين في مختلف وسائل الإعلام الجزائرية في الوقت الحالي التي تستمر على نهج إعلام الثورة في حماية الفكر الإنساني. وأبرز الوالي في كملته خلال إفتتاح أسبوع الذاكرة، امس، و الذي تنظمه جمعية مشعل الشهيد ببشار دور الإعلام ابان الثورة في مرافقة الحركة الوطنية ودحض الفكر الاستعماري، في حين أعتبر أن تخصيص يوم 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة هو وقفة عرفان لأصحاب مهنة المتاعب. من جهته عرج الباحث في التاريخ محمد لحسن زغيدي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات الأسبوع حملت عنوان «دور الإعلام في ترسيخ الذاكرة الوطنية» على أبرز أهمية الإعلام أثناء الثورة وبعد الاستقلال، سيما إرساء الدولة لمؤسسات إعلامية كبيرة أسهمت في حماية الفكر الفردي والجماعي للمواطن الجزائري، مشيرا إلى أن الإعلام هو السلاح الذي لا يقهر. وفي هذا الصدد أكد الدكتور زغيدي أن الإعلام أهم عامل لتكوين الفرد ، وحمايته أمام الفكر السلبي، حيث أن إستراتيجية الإعلاميين أثناء الثورة التحريرية كان تركز أساسا على مرافقة الحركة الوطنية التي أسست لاعلام قوي استمرارا لاعلام المقاومة. وأشار زغيدي إلى أن الجزائر اليوم تعرف مؤسسات إعلاميةقوية سواء في القطاع العمومي أو الخاص الذي عرف تطورا في السنوات الأخيرة بعد الانفتاح على السمعي البصري رغم حداثة التجربة، مضيفا أن كل وسائل الإعلام تعطي نصيبا هاما لتاريخ الثورة التحريرية ضمن برنامجها العام، وهو ما يؤكد أنه لا خوف على الذاكرة الجماعية لثورتنا المجيدة التي يفصلنا على إحياء عيدها 64 أيام قليلة. ولقيت إستراتيجية وزارة الدفاع الوطني في إعطاء تاريخ الحركة الوطنية حيزا هاما ضمن مجلة الجيش إشادة من طرف الباحث لحسن زغيدي، الذي ذكر أن مؤسسة الجيش تسير على نهج إعلام جيش التحرير الوطني في حماية الفكر، سيما تخصيص مكانة معتبرة للأرشيف الوطني. وتوقف الدكتور زغيدي عند أهم المحطات التي عرفت تأسيس الحركة الوطنية للإعلام يرافق نشاطها ويجابه الاستعمار الفرنسي الذي كان يحاول القضاء على كل أشكال التعريف بالثورة التحريرية لشعوب العالم، هذا الأخير الذي تولت مهامه أقلام جرائد وطنية على غرار المجاهد، والمقاومة، والشعب التي وصفها بلسان حال حزب الشعب آنذاك، مؤكدا أن مرافقة الإعلام للثورة التحريرية منحها صفة شرعية عالمية من انطلاق أول رصاصة في الفاتح من نوفمبر. في سياق آخر عرف إفتتاح أسبوع الذاكرة الذي تنظمه جمعية مشعل الشهيد بولاية بشار تنظيم حملة تشجير تحت عنوان شجرة لكل شهيد» وذلك بمقبرة بلدية القنادسة بحضور السلطات المحلية وممثلي وزارة الدفاع الوطني الذين اشرفوا على عملية التشجير. كما شهد حفل الافتتاح تكريم وجوه اعلامية بارزة بولاية بشار تزامنا مع إحياء الجزائر لليوم الوطني الصحافة وذكرى استرجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون عرفانا لما قدموه للمواطن انطلاقا من حقه في المعلومة.