المصالحة الوطنية أكبر إنجاز حققته الجزائر المستقلة جدد، أول أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، عزم الدولة على مواصلة سياسة التنمية الاجتماعية وتعزيز المكاسب المحققة، وحرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ايلاء مناطق الجنوب حقها من التنمية والتطور، مشيرا إلى أن أكبر انجاز حققته الجزائر بعد الاستقلال هوالمصالحة الوطنية، التي بفضلها تمت هذه الإنجازات الضخمة في كل القطاعات. أوضح بدوي الذي كان مرفوقا بوزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار، خلال زيارة عمل وتفقد إلى بسكرة لمعاينة وتدشين مشاريع، والإشراف على توزيع حصص سكنية بمختلف الصيغ بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لاندلاع ثورة التحرير، انه لا ينبغي نسيان مكسب المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة وبفضلها ينعم اليوم كل الجزائريين بالأمن والاستقرار. استهل الطاقم الوزاري جولته بزيارة القطب الحضري الجديد وإطلاق إسم المجاهد الراحل محمد عصامي عليه حيث تم إعطاء إشارة توزيع 80 حافلة للنقل المدرسي لفائدة بلديات خاصة النائية منها والتي عانى تلامذتها لسنوات عدة من غياب النقل وبعد المؤسسات التربوية عن مقار سكناهم. وحظي القطب العمراني بإعجاب الوزير الذي وصفه بأنه مشروع متكامل وطموح يحتوي على كل الهياكل العلمية والصحية والرياضية والسياحية، ويعكس إرادة الدولة في التكفل بانشغالات مواطنيها. كما أطلق ممثلا الحكومة من بسكرة عملية واسعة لتوزيع أزيد من 85 ألف سكن تعد الثالثة وطنيا ضمن مختلف الصيغ عبر الوطن في إطار برنامج الرئيس وإحدى أهم إنجازاته خلال العشرين سنة الأخيرة، حيث تم توزيع 4 ملايين وحدة سكنية عبر الوطن. وأشرف بدوي رفقة طمار على التسليم الرمزي لمفاتيح 13179 سكن ضمن مختلف الصيغ من بينها 7087 سكن عمومي ايجاري و618 ترقوي مدعم، بالقاعة المتعددة الرياضات محمد الطاهر بن مهيدي بمدينة بسكرة، وسط أجواء احتفالية بهيجة وسعادة كبيرة للمستفيدين منها . وأضاف وزير السكن خلال وضعه رفقة بدوي للحجر الأساس لإنجاز 1000 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار الذي سينجز في ظرف 30 شهرا، أن الجزائر ستواصل انجاز السكنات لفائدة السكان خاصة بالجنوب رغم حساسية الظرف المالي الصعب، كما أعطى بدوي إشارة انطلاق أشغال مسجد العلامة حبة عبد المجيد العقبي، بالقطب العمراني الجديد المسوم باسم الشهيد مسعود بولطيف الذي حضيت عائلته بتكريم خاصة من الوزير. الاستثمار الخاص لبدائل ثروة جديدة أمر بدوي ولاة الجمهورية بتسهيل فرص الاستثمار الخاص وتعزيزه لأنه خيار مهم لخلق بدائل ثروة جديدة، مؤكدا أن الحكومة عازمة على مرافقة المستثمرين وتذليل كل العقبات أمامهم للوصول لهدف تصدير المنتجات الجزائرية وترقية الاقتصاد الوطني. وأمام جمع من رجال الأعمال والمستثمرين أشار بدوي أن في كل مرة توجه رسائل قوية في هذا الخصوص وما على المستثمرين الحقيقيين سوى التقرب من الجهات المعنية للاستفادة من مختلف التسهيلات في هذا الخصوص لإطلاق مشاريع تكون مصدرا للعملة الصعبة تستفيد منها البلاد خاصة بالجنوب الذي أقرت له الدولة تحفيزات كبيرة جدا لا توفرها بلدان اخرى. وكان للوزيرين بدوي وطمار زيارة ميدانية لمنطقة النشاطات الصغيرة المخصصة للشباب من حاملي المشاريع حيث قاما بتفقدها والإشراف على تسليم بعض شهادات الاستفادة من القطع الأرضية لفائدة 108 شباب مستثمرين أطلقوا مشاريع مختلفة من شانها تعميق التنمية المحلية. وخلال تفقده لبعض المشاريع التنموية والاستثمارية دعا بدوي المسؤولين المحليين من ولاة ورؤساء دوائر وبلديات إلى تقديم كل التسهيلات الضرورية للمستثمرين الوطنين خاصة ما تعلق بتوفير العقار الصناعي الذي يسمح لهم بتجسيد المشاريع من خلال وضع حد نهائي للبيروقراطية خاصة وان ولايات الجنوب تتوفر على العقارات اللازمة لإنجاز المشاريع والالتزام بتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة،في هذا الشأن. بسكرة تصدر 20 ألف طن من الإسمنت إلى دول افريقية كما أعطى بدوي، رفقة طمار، إشارة انطلاق أول عملية لتصدير الإسمنت من بلدية جمورة والمقدرة ب20 ألف طن من أصل 60 ألف طن سيتم نقلها نحوميناءي عنابة وجن جن بجيجل عبر خطوط السكة الحديدية إلى دول إفريقية، من إنتاج المجمع الصناعي الجزائري الخاص للإسمنت «سيلاس» والذي يعتبر نموذجا استثماريا ناجحا يخلق الثروة ويوفر العملة الصعبة. وبحسب الشروح التي تلقاها بدوي من القيمين على المصنع الذي تقدر طاقته الإنتاجية ب2،7 مليون طن من الإسمنت سنويا يسعى «سيلاس» وهواستثمار خاص بالشراكة مع المجمع الفرنسي «لافارج» لبلوغ طاقة تصدير ب2 مليون طن سنويا، بحلول 2020. وأشاد بدوي بأهمية المصنع ودوره في توفير مادة الإسمنت لإنجاز المشاريع التنموية والتخفيف من البطالة بخلق مناصب شغل وكذا الحفاظ على البيئة خاصة وان مصنع سيلاس يتوفر على أجهزة وإمكانيات ذات تكنولوجيا عالمية في مجال الحفاظ على البيئة. وأستغل الوزير فرصة تواجد ممثلي بعض الشركات الأجنبية على غرار «لافارج» للتأكد على سلاسة مناخ الاستثمار في الجزائر وجودته موضحا أن الاستقرار الذي تنعم به بلادنا يعزز الشراكة البراغماتية رابح-رابح. وخلال تلقيه لشروح حول المصنع أشار بدوي إلى أن الجزائر تسعى إلى ترقية الاستثمار الوطني والأجنبي على حد سواء من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات الخاصة بالشراكة مع اكبر الشركات العالمية . بدوره كشف طمار عن تنصيب فريق عمل من أجل دراسة اكبر لإمكانيات التعاون مع خبراء شركة «لافارج» في مجال إنتاج رغوة عازلة بالخرسانة تكون مصدر فائدة لقطاع البناء على اعتبار أنها تشكل حلا بديلا لمشاكل الكتامة التي تصيب البنايات العتيقة والتي تتسبب في مشاكل كبيرة وتحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة لصيانتها بين الحين والأخر ما يكلف ميزانية الدولة أعباء مالية إضافية هي في غنى عنها يضيف طمار. ارتياح أممي بشأن جهود تجسيد أهداف التنمية المستدامة جدد بدوي من بسكرة أهمية تثمين المكاسب الكبيرة التي تحققت في العشرين سنة الأخيرة، حيث دعا الوزير إلى الحفاظ عليها برص الصفوف وتكريس ثقافة السلم وتلقينها للأجيال الصاعدة من أبناء الجزائر. وأكد بدوي خلال لقائه رفقة وزير السكن مع مختلف فعاليات المجتمع المدني بجامعة محمد خيذر،أن الدولة عازمة على التكفل بجميع انشغالات ساكنة بسكرة والجنوب في حدود إمكانيات الدولة المالية وذلك من خلال نقل انشغالات السكان وعرضها على الحكومة قريبا. وكشف بدوي أن الدولة خصصت غلافا ماليا كبيرا من خلال صندوق التضامن للجماعات المحلية لدعم التنمية الفلاحية،وإعادة تهيئة كل بلديات بسكرة، وتوفير المياه الشروب وكذا الغاز الطبيعي ودعم البنى التحتية من خلال برنامج الحكومة القاضي بإعادة تأهيل المؤسسات التربوية، وتوفير النقل للمتمدرسين كون قطاع التربية أولوية إستراتيجية للدولة خاصة بولايات الجنوب الكبير. وفي حضور الأسرة الثورية ذكر الوزير الحضور بحجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الجزائريون من أجل استرجاع الاستقرار واستتباب الأمن والحفاظ على بقاء الدولة الجزائرية واقفة خلال العشرية السوداء التي كادت أن تعصف بالجزائر لولا بسالة أبنائها واتحادهم. ودعا الوزير الجزائريين إلى الحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار من خلال حث القوى الحية في المجتمع على تكريس قيم التسامح والتآزر وترقية ثقافة السلم ونقلها للناشئة. وفي هذا الصدد عاد بدوي ليذكر بدور الرئيس بوتفليقة في تكريس منظمة الأممالمتحدة لليوم العالمي للسلام تطبيقا للمبادرة «العيش معا في سلام» حيث أشار إلى ارتياح منسق منظمة الأممالمتحدةبالجزائر للمجهودات المبذولة من أجل تجسيد أهداف التنمية المستدامة في كل ولايات الوطن.