أكد وزير تكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي أول أمس أن حركة الإضراب التي شنها عمال مركز الصكوك البريدية بالعاصمة لأول نوفمبر أثرت على سير شبكة مركز الصكوك البريدية بالإضافة إلى أنها عرفت تضامنا من عمال البريد الذين توقفوا عن العمل لبضع ساعات، خاصة أمام انعدام قنوات الاتصال ونقص المعلومات بين مسؤولي المركز والعمال. وقال بن حمادي في تصريح للصحافة على هامش جلسة بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية أن المطالب التي رفعها المحتجون شرعية وأنه تم التكفل بها. من جهة أخرى أوضح بن حمادي أن ممثلي البريد يتفاوضون مع الوصاية حول مطالب العمال، مشيرا إلى انه مطلع على الظروف الصعبة التي يعمل فيها عمال البريد من خلال زياراته الميدانية والتي تأزمت أكثر بسبب نقص السيولة الأمر الذي جعل المواطن أكثر تطلبا وتوترا. وأضاف الوزير أن الاتفاقية الجماعية التي وقعها بريد الجزائر والشريك الاجتماعي قد تجاوزها الزمن وتشوبها عدة نقائص لأنه تم التوقيع عليها في ظروف صعبة ونقص الخبرة في الوقت الذي تفتح فيه البلد على نظام، ما يستدعي إعادة النظر فيها إلى جانب القانون الأساسي للعمال الذي يتميز هو الأخر بنقائص، ولهذا يتوجب الأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب ووضع مجموعات عمل بين بريد الجزائر والشريك الاجتماعي. وبخصوص سحب الأموال أكد بن حمادي أنها تمت بشكل عادي سيما أجور شهر أفريل، كما أنه تم دفع الأجور في الوقت المناسب بمراكز البريد وطمئن المواطنين بعدم الانشغال بشأن أجورهم وأنه بإمكان كل واحد سحب أجره دون تأخر أو مشكل. وحول الدفع الإلكتروني أكد الوزير بإمكان المواطنين استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني بداية من سنة 2012 حيث سيتم تطبيق هذا النظام على مستوى بعض الشركات كتجربة نموذجية، مشيرا إلى انه وقع الاختيار على شركات سونلغاز ونفطال واتصالات الجزائر وشركة الجزائرية للمياه وبعض الأسواق التجارية التي أبدت موافقتها على ذلك، وقد اتصل بريد الجزائر في هذا الشأن بمسؤولي هذه الشركات والذين أعربوا عن استعدادهم لاستقبال آلات الدفع بالبطاقات الإلكترونية. وحسب الوزير ستصبح البطاقة الإلكترونية صالحة للدفع بعد أن كانت مخصصة للسحب فقط و هذا بعد إدخال تعديلات على النظام الآلي لكي يقبل هذه البطاقات كبطاقات بين البنوك. من جهة أخرى سيتم تجاوز مشكل نقص السيولة في مراكز الدفع لبريد الجزائر بعدد من الولايات حيث قال بن حمادي في هذا الشأن ''سيتم إصدار ورقة ألفي د.ج بالإضافة إلى إدخال آليات جديدة للدفع عن طريق الإلكترونيك واستعمال الصك في المبادلات والتحويلات بين الحسابات''. ويسجل في هذا الصدد غياب ثقافة استعمال الصك مؤكدا أهمية الوصول إلى كسب ثقة المواطن في استعمال الصك وطمأنته معتبرا أن تخوف المواطنين غير مبرر، مشيرا إلى دور الصحافة في التحسيس في هذا الموضوع خاصة وأن العالم يسير نحو المجتمع المعلوماتي المبني على استغلال كل إمكانيات الإعلام والاتصال الحديثة. وفي سياق آخر قال موسى بن حمادي أن بريد الجزائر يصبو إلى إنشاء بنك بريدي كهدف رئيسي وأنه يعمل على تحقيق ذلك بكل روح الالتزام التي يتطلبها مثل هذا الرهان، أن هذا المشروع لم يوافق عليه الجميع بسبب المنافسة الشديدة سيما وأن بنكا يضم من 12 إلى 13 مليون حساب الصكوك البريدية أو الحسابات الجارية البريدية مع شبكة جد محكمة تقوم على تكنولوجيات حديثة لا يمكنه إلا أن يحجب قسما لا بأس به من الشبكات البنكية الأخرى. وأبدى ين حمادي استعداد وزارته لرفع هذا التحدي وقبول المنافسة مشيرا إلى انه يجب التجند لمواجهة التحديات الجديدة التي تؤثر على قطاع البريد كونه يقوم على الحسابات الجارية البريدية باعتبارها أكبر شبكة للزبائن عبر كامل التراب الوطني ما يشكل الورقة الرابحة بالنسبة للبريد.