ضرورة ترجمة أعمال أدبية جزائرية إلى الصينية احتضن قصر الثقافة أمس الثلاثاء لقاءً جمع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بوسائل الإعلام، تحدث فيه عن الطبعة 23 للمعرض الدولي الكتاب، ودعا الناشرين إلى إعداد وثيقة من المقترحات تُرفع إلى الوزير الأول. كما عرض د.جمال يحياوي مدير المركز الوطني للكتاب محصلة أولى لاستبيان أنجزه المركز بالتنسيق مع خبراء من المدرسة الوطنية للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، في انتظار انتهاء الدراسة الميدانية التي ما تزال متواصلة. اعتبر ميهوبي أن دراسة كهذه من شأنها أن تعطينا مؤشرات عن علاقة الجزائري بالكتاب، وهي أرقام نسبية ولكنها مهمة. كما رأى بأن الطبعة 23 من «سيلا» متميزة في كل أبعادها، سواء من حيث عدد دور النشر، أوحضور دول لأول مرة. وأشار ميهوبي إلى تراجع عدد الكتب المتحفظ عليها من 3500 عنوانا سنة 2002 إلى 56 عنوانا فقط من بين 300 ألف عنوان مشارك هذه السنة. أما عن جمهورية الصين الشعبية، فقال ميهوبي إن مشاركتها كانت نقطة مضيئة، وكرمت الجزائر بإحضار قامات ثقافية كبيرة. وأضاف الوزير أن الحائز على نوبل «مويان» طلب زيارة بعض المدن الجزائرية، حيث تنقل في شوارع العاصمة وزار قسنطينة ووهران. ترجمة الأدب الجزائري وأضاف ميهوبي: «حدثت مويان عن أبوليوس صاحب أول رواية في التاريخ، فطلب نسخة من الرواية لترجمتها إلى الصينية». كما تحدث الوزير عن ترجمة أعمال أدبية جزائرية إلى الصينية: «سنطلب من دور النشر الجزائرية ترشيح أعمال مناسبة»، وأشار إلى لقاء بين مديرية الكتاب والناشرين الجزائريين دون استثناء في هذا الصدد. أما عن نزول الجزائر ضيف شرف بالمعرض الدولي للكتاب بهافانا فبراير 2019، فقد تكفلت كوبا بترجمة 20 عملا أدبيا جزائريا إلى الإسبانية من الأعمال التي لا تخضع للحقوق. «هذه الترجمة مهمة جدا بالنسبة لنا وهوما نعمل عنه في إطار الاتفاقات بين الدول». وإلى جانب معرض كوبا، ستنزل الجزائر ضيف شرف على معرض كيبك بكندا، ومملكة البحرين، وهذا من تبعات «نجاح معرض الجزائر الدولي ونجاحات الكتاب الجزائريين في الخارج». وأكد ميهوبي: «سنقلص عدد الإداريين والمرافقين ونعطي الفرصة لأكبر عدد من الكتاب للمشاركة في المعارض خارج الوطن»، مشيرا إلى وجود شباب لم يصلوا العشرين ووقعوا أعمالهم إلى جانب أسماء كبيرة، ويجب تشجيعهم. كما تحدث عن اللفتة تجاه الأشقاء الصحراويين من خلال تقديم 7 آلاف نسخة من إصدارات كتبها أبناء الشعب الصحراوي في مختلف المجالات، كاشفا عن تنظيم لقاء ثقافي للمثقفين الصحراويين سيعلن عن موعده لاحقا. الناشرون الحقيقيون ظهروا.. والمكتبات الخاصة هاجس قال ميهوبي إن الوزارة استبقت «سيلا» بتسوية مستحقات الناشرين الجزائريين، مضيفا أن هؤلاء يطورون أداءهم من حيث النشر والعناوين المنتقاة، وأصبحوا يدركون أن المنافسة مفروضة والناشر الجزائري الآن هوالأكثر استقطابا: «كنا نقول سابقا إنه لدينا 1100 ناشر، الآن بدأ يظهر الناشرون الحقيقيون الذين يملكون الأدوات اللازمة في هذا المجال»، يقول وزير الثقافة. وعن تسويق الكتاب إلى الخارج، أشار إلى قرار الوزير الأول قبل أشهر بمنح الكتاب كمنتوج اقتصادي نفس الامتيازات التي تستفيد منها السلع المصدرة إلى الخارج. أما عن رفع الضريبة عن الكتاب، قال ميهوبي إنه مطلب غير جديد وموجود في أجندة الناشرين، والخطوة الأولى كانت استفادة الكتاب من الميزة التي أقرتها الحكومة: «تقدمنا لوزارة التجارة بطلب إدراج الكتاب ضمن السلع التي تساعد الدولة في توزيعها»، يقول، مشيرا إلى أن الاقتراحات ستقدم في وثيقة ترفع للوزير الأول. وأضاف ميهوبي بأن 66 معرضا محليا تم تنظيمها مع ناشرين جزائريين بمبادرة من مديرية الكتاب في مختلف الولايات، ودعا الناشرين إلى التنسيق مع الوزارة وضبط رزنامة لمعارض الكتاب التي تكون في الداخل، والمعارض المتخصصة كمعرض لكتاب الطفل والكتاب الثقافي التكنولوجي والعلمي، وتكون كل مدينة عاصمة لذاك الكتاب المتخصص. وعن المكتبات قال الوزير: «المكتبات التجارية هاجس بالنسبة لنا، يعز علينا أن تغلق المكتبات المعروفة ويفتح مكانها محل للأكل أواللباس»، وأضاف: «سنعمل مع وزارة العمل من أجل تمكين الشباب للاستفادة من تمويل في مجال مهن الكتاب كالتجليد، وهوما يطور صناعة الكتاب، والثاني هوإدارة المكتبات مثل فتح مكتبات في الأحياء». يحياوي: نتائج الاستبيان أولية.. والعملية مازالت متواصلة من جانبه، قدّم د.جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للكتاب، لمحة عن الدراسة الميدانية المتعلقة بالكتاب والقرائية أوما يعرف «بالمقروئية» في الجزائر، مذكّرا أن ذلك من مهام المركز، وهومطلب من عديد الفاعلين في القطاع. وقد أجريت هذه الدراسة بالتعاون مع مديرية الكتاب بالوزارة، ومخبر الحوكمة والاقتصاد المؤسسي والنموالمستدام بالمدرسة الوطنية للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، وشمل الاستبيان قرابة 30 سؤالا طرحت على عينة من رواد المكتبات العمومية ممثلين لولايات الجزائر العاصمة، تيبازة، الشلف، تيزي وزو، أم البواقي، باتنة، الأغواط، تيسلمسيلت، وعنابة. وكان 74 بالمائة من العينة إناثا، كما شملت العينة مختلف الفئات العمرية، فيما كان أغلب المستجوبين طلبة جامعيين. كان السؤال المحوري هو»هل تحب القراءة؟»، وأجاب 99.6 في المائة بنعم. ومن الأسئلة والأجوبة نذكر «ماذا يقرأ الجزائري؟» (القصص والروايات 52 بالمائة، الكتب العلمية 46 بالمائة، التاريخية 24 بالمائة، الترفيه 15 بالمائة، الرسوم الكرتونية 3 بالمائة). «أين يفضل الجزائري القراءة؟» (90 بالمائة يقرؤون في البيت)، و50 بالمائة يقصدون المكتبة مرة في الأسبوع. «آخر كتاب قرأته مؤخرا؟» (42 بالمائة رواية، 34 بالمائة كتاب علمي). أما بخصوص الوسائط والكتب الإلكترونية، فقد أجاب 64 بالمائة بتفضيلهم استعمال الكتاب الورقي، و30 بالمائة بأنهم يستعملون الهاتف الذكي لقراءة الكتب الإلكترونية، أما 72 بالمائة فأكدوا أنهم قرؤوا كتابا إلكترونيا من قبل. فيما أجاب 35 بالمائة من المستجوبين أنهم قرؤوا 1 إلى 5 كتب في السنة بأكملها. بالإضافة إلى إحصائيات أخرى سنعود إليها في المستقبل القريب. وأضاف يحياوي أن هذه هي حصيلة أولية تزامنا مع نهاية المعرض الدولي للكتاب، والعملية متواصلة ستكون طوال السنة وتغطي كل ولايات الوطن. من جهته، قال الدكتور بن عزوز مدير المدرسة الوطنية للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، التي ساهمت في هذه الدراسة، بوجود علاقة بين هذا الموضوع وقضايا النموالاقتصادي والاجتماعي، كما أشار إلى علاقة المقروئية بالمورد البشري وهو»متحرك له تكلفة وسوق»، مشددا على أن كل نموذج إحصائي له متغيراته. أما مدير مخبر الحوكمة والاقتصاد المؤسسي والنموالمستدام فقال إن هذه الدراسة استكشافية ميدانية، ورأى فيها أمرا إيجابيا خاصة وأن أغلب الأرقام الخاصة بالمقروئية في منطقتنا هي ثمار دراسات أجنبية.