ينتاب المستفيدون من 178 سكن ببوروبة قلقا شديدا، وانشغالا متزايدا لعدم وجود أي مؤشر يوحي بأن عملية التوزيع ستكون في أقرب الآجال نظرا لإدراج صيغة الاجتماعي في ذيل اهتمامات مسؤولي ولاية الجزائر، الذين يرفضون نشر هذه القائمة الجاهزة على مستوى المقاطعة الإدارية للحراش، هذا ما لمسناه خلال زيارتنا إلى هذه البلدية المتضرّرة كثيرا من زلزال 2003. كنا بصدد التحري عن ملف 178 سكن الحاضر الغائب، غير أنّنا وجدنا أنفسنا في منطقة محاصرة بديكور غريب ومقزّز من “الفوضوي” القائم على أرضية ملعب لكرة القدم قبالة مرافق حيوية كالمكتبة، دار الشباب والقاعة الرياضية وسط طرقات ضيقة ذات الاتجاهين لا توجد أي إشارات أو تسميات توحي بذلك ما عدا الذي له دراية بهذا المكان كأحياء الفدا، الأخضرية، فيدال، المجاهدين، بوبصيلة سابقا، بن بوالعيد الكاليتوس سابقا. وقدّر العارفون بخبايا وخفايا بوروبة أنّ عدد قاطني هذه الأحياء يقدّر ب 1400 عائلة، لم نصدق هذا الرقم المذهل الذي كنا نعتقد في قرارتنا بأن مشروع “عاصمة بدون قصدير” قد قضى نهائيا على بقايا كل ما هو هش، غير أنّ ما وقفنا عليه كان صدمة، وحاولنا أن نبحث عن سبب هذا التكاثر غير المنطقي لهذه الظاهرة، وما سمعناه من إجابة هو أن أحداث التسعينات هي التي أتت بكل هذه العائلات لتستقر هنا، وتطالب مقابل ذلك بسقف يحميها من كل ما يهدّد حياتها، كل حي يضم قرابة 300 أو 400 عائلة، كيف العمل يا ترى؟ هل يتم إزالتها؟ بإمكان اتخاذ قرار كهذا بكل سهولة، لكن أي يذهب هؤلاء؟ البلدية بقيادة مسؤولها الأول مولود صايت ومنتخبيها في تواصل يومي مع المواطنين، قصد إطلاعهم بالإمكانيات المتاحة في هذا الصدد، زيادة على إبلاغهم بأن السكنات لم تعد من صلاحيات المجلس الشعبي، والكثير يتفهّم تفهّما كبيرا لهذا الوضع بعيدا عن أي تشنّج أو غضب خاصة بالنظر إلى الحصة الضعيفة لبلدية عدد سكانها 85 ألف نسمة وعدد الطّلبات 3000، وما هو موجود 178 سكن، من يستطيع تسيير مثل هذا الواقع أو بالأحرى هذا الفارق؟ وإستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن جميع المستفيدين من السكنات الاجتماعية استوفوا الشروط المطلوبة بالصرامة الكاملة، ولا يوجد أي تحايل في هذا الشأن أو تلاعبات، بشهادة كل الولاة المنتدبين الذين تعاقبوا على المقاطعة الإدارية للحراش، ما بقي هو القرار الصادر عن زوخ الخاص بتعليق القائمة في أقرب وقت، وهذا الأمل الواسع لسكان البلدية حاليا الذين يعانون من قدم المنازل التي يقطنونها رفقة الأبناء بلغوا سن ال 20 فما فوق، مهدّدة بالسّقوط في أي لحظة زيادة عن المتاعب المالية الناجمة عن الكراء. ما زاد في تدهور أحياء بوروبة القديمة زلزال 2003، وتكتشف هذا جليا بدءاً من مدخل “لافيانس”، هنا يقف المرء مشدوها للحالة التي توجد عليها تلك البنايات المتأثرة بفعل الهزة العنيفة صنّفها الخبراء في خانة 5 أحمر، وعددها 18 بناية، تمّ تهديم 8 وبقيت 10 مسكونة من طرف عائلات للأسف، لم يجد الكثير من الناس تفسيرا لذلك، والأوضاع على حالها فإلى متى وهذا الخطر يهدّد العائلات؟ لابد وأن تولي ولاية الجزائر الاهتمام لهذه البلدية من كل النواحي؟