تحتضن جامعة معسكر يومي 27 و28 نوفمبر الجاري، فعاليات المؤتمر الدولي حول الأمير عبد القادر، بشعار « الأمير عبد القادر بين الضفتين « إحياءً للذكرى 186 لبيعته الأولى تحت شجرة الدردارة، ويتوقع أن يشارك في فعاليات المؤتمر الفكري نحو 50 باحث من جامعات الوطن وباحثين أجانب مهتمين بتاريخ الأمير عبد القادر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليابان، فرنسا، الدانمارك، تركيا وتونس وموريتانيا وليبيا، على أن تستعرض مداخلاتهم حياة القائد المحارب وفكره الفلسفي والصوفي ومواقفه الإنسانية، ضمن 5 محاور للنقاش سطرتها إدارة جامعة معسكر -الجهة المنظمة للمؤتمر تتعلق بالدراسات التاريخية والصوفية والفلسفية والأدبية والعسكرية المتعلقة بشخصية الأمير عبد القادر . أفاد عميد جامعة معسكر سمير بن طاطا في معرض ندوة صحفية نشطها، أمس، أن المؤتمر يطرح إشكالية تقييم مختلف مشاريع الكتابة والتفكير حول الأمير عبد القادر، التي كانت أغلبها كتابات تجزيئية ركزت بشكل واضح على الأمير بأهداف وأغراض متباينة، باعتبار أن هذه الكتابات كانت تخضع لحسابات وإستراتيجية جد محددة، بعضها في شكل تقارير عسكرية خاضعة للمنطق الكولونيالي، كانت في البداية معادية للأمير القائد والمحارب، ثم تحولت إلى كتابات تبجيلية لشخصية الأمير عبد القادر بعد انتهاء المقاومة وزوال الخطر الذي كان يشكله الأمير عبد القادر على الوجود الفرنسي، غير أنها ظلت كتابات خاضعة للمنطق الاستعماري، على أساس أن الاعتراف بعظمة الأمير لم يكن لذاته، بل اعتراف بقوة وعظمة فرنسا التي تفوّقت على هذه «القوة العظيمة» -يضيف عميد جامعة معسكر - مؤكدا أن الكتابات العالمية التي برزت من خلال أقلام المختصين في التاريخ من الدول العظمى على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان والصين وغيرها في شخص الأمير عبد القادر، هي أغلبها دراسات موضوعية متحرّرة من الرهانات الاستعمارية ولا تخضع للرهانات الوطنية الأمر الذي يصنفها في خانة الأبحاث العلمية الموضوعية والمنهجية، ويهدف المؤتمر الدولي «لأمير عبد القادر بين الضفتين»، بحسب سمير بن طاطا إلى جرد الدراسات التي أنجزت حول الأمير في مختلف التخصصات والمجالات ونقدها وتقييمها وجمعها، تحضيرا واستعدادا لتأسيس شبكة وطنية ودولية للباحثين المهتمين بالأمير عبد القادر ووضع مسارات جديدة للبحث في شخصيته وكتابة التاريخ، حيث ستكون البداية، بجمع ما سيتقدم به المحاضرين من مداخلات ودراسات علمية في كتاب جامع – كأحد ثمار هذا المؤتمر الدولي . في السياق ذاته، قال المتحدث الأستاذ سمير بن طاطا، أن هناك تشبع في اهتمام الكتّاب والمؤرخين بشخصية الأمير عبد القادر، بحسب تشعّب اهتماماته وجوانب شخصيته العالمية، والمطلوب بحسب عميد جامعة معسكر هوتقييم مختلف الكتابات والدراسات لاستكشاف أفاق جديدة في حياة الرجل وشخصيته الملمة، من خلال البحث في مصادر جديدة، وإعادة قراءة المصادر القديمة برؤى وأهداف مختلفة والقيام بجرد وحوصلة وتقييم لمختلف الدراسات التي تمت حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري ومنها السعي لتنبيه المجموعة العلمية إلى ضرورة التفكير في مسارات بحثية جديدة، تمكننا من قراءة كاملة ومتكاملة في شخصية الأمير عبد القادر العالمية ومشروعه العالمي الإنساني العظيم.