اعتبر الدبلوماسي الدكتور ابراهيم رماني أن الترجمة أهم عمود في توسيع مجال انتشار الثقافة والعلم على العالم الخارجي بدل الإقليمية الضيقة، جاء هذا في مداخلته المتضمنة إجاباته عن أسئلة الحضور، الذي غاصت به قاعة الفكر والأدب جلوسا ووقوفا، بدار الثقافة احمد رضا حوحو بوسط مدينة بسكرة، مع إقبالهم على اقتناء مؤلفيه الأخيرين بتوقيع خط يده “الذاكرة المتقدة. مقالات، شهادات، ذكريات” و«بوعلام بسايح عشر سنوات مع الدبلوماسي والسياسي المثقف” وهذا بحضور إعلاميين وشعراء وأدباء ومثقفين من مختلف بلديات ولاية بسكرة ومن مصر الدكتور محمد محمد عباس استشاري وخبير نباتات طبية مهتم بالثقافة، في إطار المقهى الأدبي الذي نظمه، مؤخرا اتحاد الكتاب الجزائريين فرع بسكرة بالتنسيق مع لجنة الحفلات لبلدية بسكرة ودار الثقافة احمد رضا حوحو. وأبدى في ذات السياق اهتمامه الكبير بضرورة ترجمة أعمال الجزائريين إلى لغات العالم، حيث أشار إلى أعمال المرحوم أبو القاسم سعدالله التي قال بشأنها لو ترجمت إلى لغات أخرى تتجاوز بقيمتها الفكرية أعمال مشاهير عالميين غربيين واعتبره ابن خلدون الجزائر وأكد على ضعف الترجمة بالجزائر مقارنة بالشقيقة مصر التي قضى بها 5 سنوات من العمل الديبلوماسي الثقافي، حيث أشار إلى مركزها الوطني للترجمة الذي يرأسه صديقه وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور معتبرا إياه بمثابة بوابة للفكر والثقافة العربيين . واستفاض مشدّدا على قيمة الترجمة في تسويق سريع للإبداع والتاريخ ولمختلف العلوم على مختلف دول العالم، متأسفا لقلّة الكتابة في الجزائر التي يوازيها انعدام للترجمة، حيث أفاد بأن ما يكتب بالعربية لا يترجم على الأقل للفرنسية وما يكتب بالفرنسية له نفس مصير الإنتاج الإبداعي بالعربية وقليل جدا يقول الدكتور ابراهيم رماني “ من وإلى” بين اللغتين. وقد استدل بالجناح الصيني في معرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة 2018، حيث عرضت دولة الصين أعمالها مترجمة إلى اللغة العربية حتى تواصل تفتحها على العالم. وحكم روماني في مداخلته بأن الدول التي لا تعير أهمية للترجمة لا تخرج ثقافتها وتبقى حبيسة إقليمها الضيق وأفاق تطورها لا تتوسع عبر ربوع العالم الذي صار قرية صغيرة، وقد اسقط الدكتور رماني نفس الوضع عن جهل الشعوب للغات الأجنبية، حيث تنحصر نظرتهم إلى الغير أمام أرجلهم حسب قوله، كما قدر الإنتاج الفكري الإنساني بنسبة 90% باللغات الأجنبية، في حين قدر المنتوج الفكري العربي بحوالي 10% لعدم ترجمته مما جعله في ذيل الترتيب منذ سنوات الحال الذي يتطلب إعطائها الأولوية باعتبارها وسيلة انتشار وتفتح على العالم. وأشار إلى انعدام هيئة وطنية جزائرية للترجمة التي صارت أكثر من ضرورية لما تولية الدولة من اهتمام بالعلم ورجالاته من خلال بناء وتشييد الجامعات في كل الولايات والمدن الكبرى. وختم اللقاء بالحديث عن تأثير الكتابة والكتاب وأهل العلم والترجمة في حياة الزعماء والدول بمقولة شهيرة للإمبراطور الياباني “هوكي هوتو يوهارا” الذي قال “تمكنا من التقدم والتطور في وقت وجيز” لأننا (اتخذنا الكتاب صديقا بدلا من السلاح، وجعلنا العلم والأخلاق قوتنا، وأعطينا المعلم راتب وزير وحصانة دبلوماسي وجلالة إمبراطور..)