انتقد المنشد عبد الرزاق الجزائري، كثيرا المسابقات الدولية الخاصة بالإنشاد التي تقام في بعض الدول العربية حيث قال أنها تفرز منشدين يفترض أن يكونوا قدوة للشباب، ولكن باستلام جوائزهم يتحولون إلى أشخاص عاديين، داعيا في حوار خص به ''الشعب'' على هامش اختتام الأسبوع الثقافي لولايات سطيف، برج بوعريرج والمسيلة بتلمسان، القائمين على تلك المسابقات إلى النهل من التجربة الجزائرية التي رسمت مهرجانا للإنشاد في كل ولاية. وتطرق الجزائري إلى مستقبل الإنشاد، والشروط الواجب توفرها في المنشد حتى يؤدي رسالته ومواضيع أخرى تابعوها في بقية الحوار. ̄ كيف تعرف عبد الرزاق الجزائري لمن لا يعرفه؟ ̄ ̄ عبد الرزاق الجزائري: لمن لا يعرف عبد الرزاق الجزائري اسمي الكامل هو عبد الرزاق بعلي الجزائري رئيس فرقة السفراء الفنية، منشد من منشدين ولاية المسيلةوالجزائريين بصفة عامة خريج جامعة مسيلة ليسانس أدب عربي مولع بالإنشاد والنغم الجميل منذ الصغر وأيضا بالمسرح. أغني الكلمة الهادفة والمهذبة، فالإنشاد رسالة لابد أن نصلها بكل الوسائل المتاحة ونحن نحاول أن نوصل الكلمة الطيبة سواء كانت فصيحة أو عامية للنهل من الزخم الموجود في التراث الجزائري ولما لا المغربي ككل وأيضا العربي فالفن والموسيقى ليس له هوية أو حدود ولكن نخاطب الناس بما يعقلون مادمنا نحن في الجزائر نخاطب الناس باللغة واللهجة والإيقاع الذي يناسبهم ولهذا لا نتأخر في استعمال كل الإيقاعات الموجودة التي تتواكب مع المناطق حيث نعمل على أن نمس كل منطقة وطابعها الخاص بها لكي نوصل الجمال إلى قلوب المستمعين. ̄ بخصوص كلمات الأناشيد التي تقدمونها هل تستمدونها من التراث أم تتعاملون مع شعراء أو كتاب كلمات مختصين بذلك؟ ̄ ̄ الكلمات التي أنشدها أكتبها أنا بحكم تخصصي في الأدب وفق الموازين والمقاييس في الأدب الشعبي إذا كانت القصيدة في الشعر الملحون أو غيره ونركز على مواضيع الحب النبوي والإلهي بحكم أن المعشوق والمحبوب الثابت الذي لا يتغير ولهذا نحول قلوب الناس والشباب إلى الثابت الذي لا يتغير، كما نوظف الثوابت الوطنية ونتغنى بحب الوطن بكلمات بسيطة لتصل إلى المتلقين بسهولة فنحن لا نضع قصيدة على طراز المتنبي أو المعلقات. ̄ هل ترون أن الأنشودة تطورت بالشكل المطلوب أم فقدت خصوصياتها لما أدخلت عليها الآلات الموسيقية؟ ̄ ̄ التطور المستحدث في الأنشودة مس القوالب العصرية والفكرية والتقنية الحديثة فقط أما المضامين فبقيت نفسها ولم تعرف تغيير كبير، يوجد تطوير وتجديد أما الابتكار لا أظن ذلك بل يوجد امتداد فقط لما ورثناه على أجدادنا. ̄ ولكن البعض يرى أن الأنشودة حادت عن مسارها لما أدخلت آلات الموسيقية ما تعليقكم؟ ̄ ̄ عندي قناعة أن الإنشاد هو غناء ملتزم و مهذب فقط ومستقبلا ستستبدل كلمة الإنشاد بالغناء فهو له نفس القوالب واللحن ووجود آلة موسيقية أو غيابها لا يضر و النبي صلى الله عليه وسلم لم يستح حينما قال '' من لم يتغنى بالقرآن ليس مني'' والتغني ليس له علاقة مع الغناء وهذا اصطلاحا فقط ارتبط بفترة معينة لاعتبارات سياسية وتيارات إسلامية للتميز بين الغناء الهادف والغناء العبثي. ̄ ما هي مميزات المنشد الواجب توفرها فيه حتى يتمكن من أداء الأنشودة وإيصال رسالته؟ المنشد لابد أن يكون لديه زاد لغوي، أن يكون فصيحا يمكنه إيصال الرسالة وبإمكانه تأدية القصيدة العمودية كما كتبت، كذلك لابد أن يكون متمكنا من العروض والبحور الشعرية و أن يكون مشبعا بالروح وعاطفة جياشة اتجاه المواضيع التي يغنيها مثل حب النبي أو الحب الإلهي أو المواضيع الاجتماعية ففاقد الشيء لا يعطيه. ̄ هل تعتقدون أن الأنشودة تؤدي دورها في تهذيب وتوعية الشباب خاصة في ظل الانتفاضات والثورات التي يعرفها العالم العربي؟ ̄ ̄ كما قال بعض علماءنا الكل فيه غناء فإذا لم يغني حكماؤنا غنى لنا سفهاؤنا ونعتقد أن المنشدين ينتمون إلى طبقة الحكماء وأنهم يأخذوا بيد الشباب إلى كل ما هو جميل وراقي إذن الإنشاد موجود وهو ليس ظاهرة جديدة وقد تغنت به جداتنا عن طريق المدح . ̄ كيف يرى عبد الرزاق الجزائري المسابقات الدولية التي تقام لاختيار المنشدين؟ ̄ ̄ قد تنحو منحى لا يحمد عقباه لأنها أصبحت تقدم ما لا يستحق التقديم وتفرز أحيانا أشخاصا يفترض أن يكونوا قدوة للشباب ولكن بمجرد أن يأخذوا الجائزة نجدهم يتحولون إلى أناس أقل من عاديين، وهنا نحذر المسؤولين القائمين على تنظيم مثل هذه المسابقات وندعوهم إلى أن يأخذوا برأي وزارة الثقافة الجزائرية التي رسمت مهرجان الإنشاد في الولايات ومن بينها ولاية المسيلة وفتحت المجال للمنشدين ولم تترك الحقل لأشخاص معينة وتركت الجمهور هو الذي يحكم. ̄ كيف ترون مستقبل الأنشودة ؟ ̄ ̄ الأنشودة حاليا تتجه نحو التجارة خاصة مع إدخال الفيديو كليب.