أكد مجموعة من الفنانين الجزائريين في لقاء مع ال”الشعب” أن هناك بوادر لإعادة إحياء أبي الفنون في الجزائر، وأن هناك جهود مبذولة لتجاوز العقبات التي يعاني منها الفن الرابع، سيما وأن الجزائر تملك أجيالا صاعدة بإمكانها حمل مشعل الجيل القديم، كما دعا فنانون إلى تأسيس معهد عالي يتولى تدريس فنون المسرح بطريقة أكاديمية فاعلة، والاستعانة بالكفاءات الأجنبية، لأن كفاءات التدريس في الجزائر قليلة جدا.. قال الفنان الكبير عبد النور شلوش إن الجزائر عرفت في السنوات الأخيرة بوادر لإعادة إحياء أبي الفنون، خاصة مع ظهور وجوه جديدة من الشباب، قدموا نفسا جديدا للفن الرابع، على مستوى المسرح الوطني والمسارح الجهوية، مما ينبئ بمستقبل واعد. وأضاف أن المسرح الجزائري تعتري طريقه إشكالية كتابة نص مسرحي لأن الكثير منهم يضيف أصبحوا يعتمدون على الاقتباس وذلك أضعف الإيمان كون هناك وجوه كثيرة رحلت عن خشبة المسرح أمثال عبد القادر علولة، عبد الرحمن كاكي، عز الدين مجوبي وغيرهم.. هؤلاء قدموا أعمالا رائعة، وتمكنوا من الاستلهام من التراث الجزائري خاصة عبد القادر علولة ورائعته “الأجواد”، مشيرا إلى أنه الآن من الصعب جدا المشي على خطى هؤلاء العمالقة، إلا أنه حسبه لو يعطى نفس جديد ولو تمنح إمكانيات كبيرة لهذا الجيل سنشاهد انتعاشا للمسرح الجزائري. “لا بد من الاستعانة بكفاءات كبيرة لتقديد تكوين أكاديمي شامل” من جهة أخرى قال عبد النور شلوش أنه يجب العودة إلى سياسة التكوين، بتأسيس معهد عالي يتولى تدريس فنون المسرح بطريقة أكاديمية فاعلة، ويتجه حتى إلى الكفاءات الأجنبية، لأن كفاءات التدريس في الجزائر قليلة جدا، وغالبا ما يلتجئون إلى كفاءات محلية لا ترقى إلى أن تقدم تكوينا أكاديميا فعالا، مشيرا إلى أن معهد برج الكيفان كان في الماضي يضم أساتذة كبارا لا يقلون عن 20 أو 25 مدرسا معظمهم من الأجانب يدرسون فنون المسرح خاصة “التمثيل”، فالمسرح يعتمد على الكثير ممن الأشياء على الرقص، الموسيقى، الغناء، الديمور والسينوغرافيا.. لذلك يضيف لا بد من الاستعانة بكفاءات كبيرة لتقديد تكوين أكاديمي شامل. وعن مهرجان المسرح المحترف قال شلوش إنه مع إقامة مهرجانات بميزانيات محدودة، أو الاعتماد على “السبونسور”، مؤكدا أنه ضد شيء واحد هو الميزانيات الضخمة التي تصرف في مثل هذه التظاهرات سواء في السينما أو المسرح، مشيرا إلى أن “هذه المبالغ يجب أن تخصص للإنتاج قبل كل شيء”، حيث صرفت أموال طائلة، لم تحمل المعيشة اليومية للممثل ولا للمخرج، مضيفا أن الفنان الجزائري بقي يتراوح مكانه، حيث لم تترجم هذه الأموال، ولم يستفد منها الفنانين بصفة عامة. وقالت الفنانة الأردنية المتواجدة في الجزائر أن افتتاح مهرجان المسرح المحترف شهد آداء متفوقا للمبدعين والفنانين الجزائرين، مضيفة “لديكم مجموعة لها أداء جميل جدا، ويتمتعون بمستوى راقي، كما أن الإخراج كان جد متميز”. “هناك جهوذ مبذولة لتجاوز العقبات” قالت الفنانة سعاد سبكي إن المسرح المحترف يمشي بخطى تابثة، وكل سنة يأتي بالجديد، من ناحية التنظيم والتسيير، والبرنامج المسطر لذلك، حتى فيما يخص التكريمات تقول هناك في كل مرة أوجه جديدة يتم تذكرها، حيث سيتم تكريمي لأول مرة خلال هذه الطبعة من مهرجان المسرح المحترف، وأشكرهم جزيل الشكر لأنه تم تكريمي قبل وفاتي، وأضافت أن هذا الأمر يعتبر شيئا عظيما، كوني مازلت في أوجي عطائي في المجال الفني خاصة على خشبة المسرح. وأكدت الفنانة سعاد سبكي أن هذا المهرجان يعتبر صفحة جديدة للفنانين الجزائريين، وأنا أظن أن هذه التظاهرات فرصة مناسبة للفنانين الجزائريين لتقييم أعمالهم. وفيما يخص واقع المسرح المحترف في الجزائر أكدت الفنانة الكوميدية أن أي قطاع ومهما كان لا يخلو من المشاكل، ومنها الميدان الفني سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، لكن رغم ذلك هناك مجهود لتجاوز هذه العقبات، فالإنتاج متوفر، مثلا أنا حاليا أعمل على إخراج مسرحية للأطفال، كما أن هناك بعض المشاريع التي أسعى لتنفيذها، وأكرر لك أن هذه المشاكل التي يعاني منها الفن الرابع في الجزائر مشاكل عادية، ليس مثلما يتراءى للبعض، يمكن تجاوزها ومواصله ترقية أبي الفنون بطريقة عادية. “الجزائر تملك أجيالا صاعدة بإمكانها حمل مشعل الجيل القديم” أكدت الفنانة المتألقة عايدة قشود أن الجزائر تملك أجيالا صاعدة بإمكانها حمل مشعل الجيل القديم، ومواصلة النهوض بالفن الرابع في الجزائر، وأضافت أن هذه الأجيال تمكنت من افتكاك أولى المراتب، والحصول على جوائز عديدة بفضل حنكتهم وخبرتهم في هذا المجال، وقالت إن هؤلاء الأجيال استطاعوا مواصلة مشوار أسلافهم، ليس على مستوى المسرح الوطني فحسب، وإنما أيضا على مستوى المسارح الجهوية كمسرح عنابة، سكيكدة، سوق اهراس وقالمة.. وأضافت أن هناك طليعة في المسرح الجزائري، وأن الأجيال الجديدة حبها للمسرح سيمكنها من النهوض به، لتسير على درب الجيل القديم الذي حمل أسماء سطعت في عالم الفن الرابع، وازدهرت بها خشبة المسرح الجزائري، والذين لولاهم لما وجدنا نحن اليوم تضيف . من جانب أخر قالت الفنانة عايدة قشود إن الفنان الجزائري اليوم يعاني، لكن علينا نحن كفنانين أن نضع اليد في اليد ونكافح حتى يستعيد المسرح الجزائري عافيته، إلى جانب السينما وكل الفنون التي تزخر بها الجزائر، لنكون في مستوى عال. “من المؤسف أن يتم عرض مسرحية مرة واحدة” وفي كلمة جد مقتضبة أراد من خلالها الفنان ابراهيم رزوق أن يلخص واقع المسرح في الجزائر، حيث قال “المؤسف في الجزائر أنه حين يتم انتاح مسرحية، يتم عرضها على الركح مرة واحدة، لتوضع بعدها في أرشيف منسي، إلى أجل غير مسمى، لتذهب يقول جهوذ الفنان والقائمين على المسرحية هباء. إلى جانب ذلك رفض مجموعة أخرى من الفنانين الحديث عن المسرح الجزائري، حيث قالت الفنانة فاطيمة حليلو أنها اعتزلت المسرح الجزئري ولا تريد اعودة إليه ولا الحديث عنه، إضافة إلى الفنان محمد أرسلان الذي قال إن اللمسرح الجزائري لم يعد يعنيه في شيء.