سيبدأ المنتخب الوطني مرحلة جديدة الشهر المقبل بتعيين مدرب جديد، وهو البوسني وحيد هاليلوزيتش، الذي سيسعى لوضع بصمته على التشكيلة الوطنية بالنظر لإمكانياته وخبرته في ميدان كرة القدم، والتدريب بصفة خاصة. ويمكن القول أن المدرب البوسني كان الأقرب إلى »الخضر« منذ مدة طويلة، وبالضبط منذ نهاية كأس العالم في جنوب افريقيا، أين اقترب منه رئيس الفاف محمد راوراوة.. لكن في ذلك الوقت لم يقتنع بالفكرة لأسباب تتعلق بارتباطات مهنية. وتقول العديد من المصادر أن الاتصالات لم تنقطع بين الرجلين منذ تلك الفترة، وكانت مستمرة لتمسك رئيس الفاف بفكرة التعاقد مع هاليلوزيتش.. وكانت الفرصة مواتية حقا عندما فشل بن شيخة في مهمته، أين أصبح الفريق الوطني في وضعية جد صعبة، وضرورة إيجاد شخص قادر بفضل تجربته إعادة الأمور إلى نصابها من الناحيتين التنظيمية والتقنية، لأن الفريق الوطني يتمتع بفرديات دون معرفة قدراته الجماعية الكبيرة.. وهذا هو المحور الأساسي الذي سيعكف المدرب البوسني على إيجاد حل له مع مرور الوقت. كأس إفريقيا 2012 لم تعد في »الأجندة« وعلى الصعيد العملي، فإن بيان الفاف الذي نشر في الموقع الرسمي للهيئة عن تعيين هاليلوزيتش يحدد بصفة دقيقة الأهداف المسطرة، وهي تأهيل الفريق الوطني إلى نهائيات افريقيا 2013 ومونديال 2014، أي أن التصفيات الحالية المؤهلة إلى كأس افريقيا 2012 قد طويت، ولم تعد ضمن »أجندة« الفاف، بالنظر إلى الحظوظ المنعدمة تقريبا للفريق الجزائري فيها، بعد التعثرات المسجلة. كما أنه من الناحية المنطقية لا يمكن تحديد هدف قريب المدى لهاليلوزيتش في الوقت الذي لابد أن نعطيه الوقت الكافي لمعرفة كل الأمور المتعلقة بالتشكيلة الوطنية.. ولذلك، فإن المقابلتين المتبقيتين من التصفيات، بالإضافة إلى مقابلتين وديتين بداية من أوت القادم تعتبر فترة للمدرب البوسني إرساء طريقة عمله ووضع الإستراتيجية المناسبة ل»الخضر«، لإعادة القطار إلى سكة الإنتصارات من جديد في فترة تعتبر كافية جدا للطاقم الفني الجديد. وفي الحديث عن الإستراتيجية، فإن أغلب المتتبعين يرون زن تغييرات جذرية ستتم على مستوى آداء »الخضر«، أين سيمتد الإعتماد على اللعب الهجومي وتنشيط اللعب الذي يعود بنا إلى السنوات التي كنا نتابع الفريق الوطني بلوحات فنية على الطريقة الجزائرية.. وهي الرؤية التي نعرفها عن هاليلوزيتش، من خلال أنه مهاجم سابق ويعشق اللعب الهجومي، بالإضافة إلى وجود لاعبين بإمكانهم آداء هذه المهمة.. وبالتالي التخلي نهائيا عن الرسم التكتيكي الذي لم نلمس فيه »حلاوة« كرة القدم.. ولعب الفريق الوطني عدة مقابلات دون فرض سيطرته والإكتفاء بالدفاع فقط. فإذا كانت النتيجة في أول الأمر إيجابية من الناحية الرقمية.. لكن ذلك أثر كثيرا على الآداء وتلاشت الجهود وظهرت عدة ثغرات، دون إيجاد حلول في الخط الأمامي.. ونسينا مقولة »أحسن دفاع هو الهجوم«، حتى وصلت الأمور بنا إلى تلقي أهداف بالجملة (3 0) (4 0) (4 0).. لم يسبق وأن عشنا فترة كهذه، في الوقت الذي يعد فريقنا الوطني أحد منشطي المونديال!!؟ تكلفة الطاقم الفني القادم ومن ناحية أخرى، فإن مصادر عديدة تحدثت عن تكلفة الطاقم الفني الجديد الذي كلفت له المهمة، بداية من »الكوتش« هاليلوزيتش، والذي تبقى أجرته من الأمور السرية ولن نعرفها بدون شك.. حيث أنه قلما يعلن عن الأمور المالية للعقد الذي يربط الفرق الوطنية بمدربها.. لكن التقديرات بالنسبة لعمل المدرب البوسني، خاصة عندما كان يشرف على منتخب كوت ديفوار جعلت كل المتتبعين والإختصاصيين يقدرونها أكثر من (40) ألف أورو شهريا.. وهو مبلغ متوسط مقارنة بالمبالغ »الخيالية« التي تقدم لهؤلاء المدربين ضمن المنتخبات عالميا، أين لابد من مسايرة »الوتيرة« إن أردنا الوصول إلى نتائج أحسن على مستوى الفريق الوطني. وبما أن هاليلوزيتش لن يكون وحده في الطاقم الفني، أين سيأتي إلى الجزائر بمعية مساعدين، بالإضافة إلى مدرب جزائري، وأغلب الحظوظ تعود للمدافع الجزائري السابق نور الدين قريشي.. فإن المبلغ المخصص قد يصل إلى (80) ألف أورو، بالنسبة للطاقم ككل.. ليدخل في رؤية ضرورة الإستثمار لتحقيق نتائج كبيرة على المستوى الدولي والبقاء ضمن المنتخبات التي تشارك باستمرار في كأس العالم.. خاصة وأن رئيس الفاف محمد راوراوة كان قد أكد خلال إحدى خرجاته أن الإتحادية الجزائرية تتمتع بصحة مالية جد معتبرة بفضل استراتيجية السبونسورينغ الماركتينغ التي طبقتها في المدة الأخيرة، والتي أعطت ثمارها.. لينتظر الجمهور الجزائري ثمار هذه الاستراتيجية رياضيا بقدوم هاليلوزيتش...