كما كان الدعم اللوجستيكي عاملا حيويا في مجال اي عملية عسكرية فإن الأمر كذلك حتى بالنسبة للكوارث الطبيعية، فجيشنا الشعبي الوطني متمثلا في الناحية العسكرية الرابعة هو القاطرة التي تقود عمليات اعادة المنكوبين والمتضررين من الكارثة الطبيعية التي روعت اهلها في غرداية وإزالة آثارها منذ اليوم الأول لحدوثها. ووجدت القوات المسلحة الجزائرية في الدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية بصفة خاصة وهيئات اخرى ذات العلاقة بالاغاثة والتضامن، خير سند لها في القيام بهذه المهمة الانسانية النبيلة، حيث كان تدخلها منذ الساعات الاولى للنكبة صبيحة يوم عيد الفطر المبارك بمثابة نقطة ضوء في سماء كانت حالكة بالسواد وارضية تغمرها الى حد الغرق التي لفظها الوادي الغاضب بقوة دافعة في مجراها الجنوبي لكل شيء لم تشهد المنطقة مثيلا لها منذ عقود وعقود، كما كان هذا التدخل السريع بصيص آمل بل طمأنة لسكان كانوا شبه مستسلمين لقضاء الله وقدره. لقد كانت الأولوية في الانقاذ وعملية الإجلاء للسكان المحاصرين بالمياه التي بلغ إرتفاعها في بعض المناطق 8 أمتار وقد تطلب الأمر تسخير الجيش الوطني الشعبي لطائرات مروحية كما أرسل كتيبة هندسية مجهزة بعتاد قطاع الاشغال العمومية لتهيئة الطرقات وفتح المسالك وانشاء المعابر من اجل فك العزلة عن السكان جراء إنهيار الطرقات إضافة الى عشرين عربة كبيرة للإنارة (زرافة) لإضاءة الاحياء الغارقة في الظلام الدامس، ومخبزتين متنقلتين اقيمتا بموقعين مؤمنين وسط مدينة غرداية، توفران الخبز يوميا لمئات العائلات و 900 قارورة غاز البوتان. وعلاوة على مهامه الانسانية هذه التي كان لها الاثر العميق في نفوس السكان بصفة عامة لأن الكل كانوا في الواقع متضررين ومنكوبين بشكل او بأخر ارسل الجيش الوطني الشعبي 427 جندي من المشاة للسهر على امن المواطن والممتلكات العمومية والخاصة وواجه افراده صعوبات جمة اثناء تنفيذ المهام بسبب ضيق الازقة وتداخلها واطنان الاوحال التي عمتها ولم تنفع معها الاليات الضخمة التي كانت تشتغل ليل نهار في سباق محموم مع الوقت. وكان لا بد من اللجوء الى الوسائل البدائية ''البالا والفاس'' وهو ما جعل المارة بالشارع الرئسي لحي مرماد بغرداية يتوقفون ويقفون وقفة اعجاب وتقدير لمجموعة من افراد الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني بالزي الاخضر، منكبين على نزع الاوحال والاتربة المتراكمة وإتسم أولهم بالجدية والانضباط وبدون اي عقدة، ولا نبالغ لو قلنا بان الاناقة في عملية ''البالا والفاس'' كانت جاهزة حيث حافظ اصحاب الزي الاخضر على هندامهم نظيفا !!!. ويثمن سكان ولاية غرادية وعلى رأسهم اعيانها الدور الفعال للقوات المسلحة الجزائرية في التخفيف من الخسائر في الارواح البشرية وجودها لمحو آثار النكبة وليس ذلك بغريب عنه وقد باب متمرسا في عمليات الاغاثة ومواجهة الكوارث الطبيعية وهو سلسل جيش التحرير الوطني. وتجدر الاشارة الى ان الجزائر احتضنت في ماي الماضي الاجتماع الاول لرؤساء اركان القوات البرية لدول مبادرة (5 + 5) من اجل اعداد استراتيجية مشتركة ضد الاخطار ا لكبرى وخرج بعدة توصيات منها، مشاركة القوات البرية في ارساء قنوات عملية وحى شبكات لتبادل ومعالجة المعلومات في المجالات المتعلقة بالاخطار الكبرى ودراسة امكانية وضع نظام تعاون في ميدان مساهمة القوات البرية في حالات الكوارث. ------------------------------------------------------------------------