ساعد تدخل الجيش الوطني الشعبي في الحماية والانقاذ خلال وبعد فيضانات ولاية غرداية على تفادي الكثير من الصعوبات والمشاكل بسبب خطورة الكارثة التي خلفت 43 قتيلا وعدة منكوبين في تسع بلديات من الولاية. فبعد تجنيد عناصره في فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 وزلزال بومرداس في 2003 هاهو هذه المرة الجيش الوطني الشعبي يبرهن مرة أخرى عن استعداده للتدخل لمواجهة الطوارىء وانقاذ الأرواح من المياه والأوحال، مثلما أكده سكان ولاية غرداية ل"المساء" والذين طالبوا بالابقاء على هذه الوحدات التابعة للجيش بالمنطقة الى غاية ازالة كل آثار الكارثة لمد يد العون للسكان. كان الجيش الوطني الشعبي حاضرا في كارثة غرداية منذ الساعات الأولى لوقوع الفيضانات وتلقي الانذار لمواصلة رسالته النبيلة المتمثلة في الدفاع عن الوطن وأفراده وممتلكاتهم والمساهمة في تحسين ظروف المواطن من خلال توظيف كل الامكانيات الضرورية لمواجهة الصعوبات. فبالاضافة الى مهامه الاجبارية والتقليدية التي يقوم بها لحماية وصون الوطن من حماية حدوده وأمنه سجل الجيش هذه المرة وقفته التضامنية من خلال القيام بمهام تكميلية عن طريق مجابهة الكوارث الطبيعية مثلما قام به بغرداية وذلك بتجنيد كل الوسائل اللوجيستيكية والتجهيزات والمعدات المتوفرة لديه للمساعدة في تحفيف معاناة الضحايا وأهل الموتى ومن فقدوا ذويهم أو منازلهم في هذه الفيضانات التي لم تشهدلها المنطقة مثيلا. وحسبما أكده المقدم حاكم الشيخ المكلف بالاتصال بالناحية العسكرية الرابعة في لقاء ببعض ممثلي وسائل الاعلام بغرداية، فإن الجيش الوطني الشعبي جند أربع طائرات مروحية أي (حوامات) للإنقاذ بالمناطق الأكثر تضررا التي لم تتمكن فرق الانقاذ من الدخول اليها برا وحوالي 200 شاحنة وآلات الاشغال العمومية للتخلص من الاوحال والكميات الكبيرة من التراب والردوم الناتجة عن سقوط المنازل الطوبية والأحياء القصدرية التي بنيت على ضفاف وادي ميزاب. وكذا معاينة الاحياء المتضررة من أجل توجيه التدخلات، وهو ما ساهم في انقاذ عدة منكوبين واجلاء عدد من الجرحى منهم أطفال كانوا محاصرين وسط الكميات الهائلة من المياه بعد أن تحصنوا في سطوح منازلهم هروبا من السيول الجارفة، والذين لم يتمكنوا بعدها من الخروج بعد أن غمرت المياه منازلهم حيث عمل أفراد الجيش الوطني الشعبي على اسعافهم ونقلهم الى أماكن آمنة مع نقل الجرحى إلى المراكز الاستشفائية لتلقي العلاج اللازم، حيث قام عناصر الجيش ب 8 تدخلات مختلفة نقلوا على اثرها 108 شخص. وساعدت هذه الحوامات أيضا في نقل الاعانات والمساعدات للمنكوبين من خلال نقل الأطنان من المواد الغذائية، الأفرشة، الخيم، والمياه باعتبار أن مياه الحنفيات لم تعد صالحة للشرب بعد اختلاطها بالأوحال وانفجار عدد من أنابيب شبكة المياه الصالحة للشرب. وبالاضافة الى مختلف المساعدات سخر الجيش الوطني الشعبي مخبزة متنقلة لتزويد السكان بالخبز بعد انقطاع التيار الكهربائي وهلاك عدادات الكهرباء بالمنطقة، حيث سمحت هذه المخبزة المتنقلة بتوفير كميات لابأس بها من الخبز وصلت الى توزيع 62650 خبزة تم توزيعها منذ السادس أكتوبر الى غاية الثاني نوفمبر الجاري. وقصد تسهيل عمليات الإغاثة والإنقاذ وتسهيل دخول سيارات الاسعاف وشاحنات نقل المساعدات بادر الجيش الوطني الشعبي بإنشاء جسر يعبر الوادي لمرور بعيدا عن المياه والأوحال. ولا يزال عمل عدة فرق الجيش الوطني الشعبي بالمنطقة متواصلا بالمناطق المنكوبة كمنطقة الغابة وغيرها للمساهة في ازالة أثار الكارثة وتنظيف الشوارع من الأنقاض التي جرفتها السيول الناتجة عن تدفق وادي ميزاب جراء تساقط كميات كبيرة من الأمطار وصل علوها الى 8 أمتار، مما أدى الى فيضان الوديان المحيطة بوادي ميزاب مخلفة خسائرا كبيرة بالمنازل، المدارس، والحقول. وتسهر حاليا فرق الجيش بغرداية في كل من منطقة وادي نشو ومتليلي على مرافقة الفرق المختصة في بناء شاليهات للمنكوبين والتي يصل عددها الى 2650 شاليه في انتظار نقل وتحويل العائلات المنكوبة الى السكنات التي يتم بنائها حاليا والمقدرة ب 2000 سكن علما ان عدد العائلات المنكوبة التي تم احصائها قدر ب 2350 عائلة بمختلف المناطق المتضررة. مبعوثة "المساء" الى غرداية: زولا سومر