تعتبر الفنادق الفخمة الجزائرية الأغلى من حيث الأسعار المقدمة للزبائن فالزائر لكل بلدان العالم يلاحظ الليونة الكبيرة في أسعار الفنادق التي تعتمد على معايير وقواعد معينة لتحديد الأسعار وتفتح دائما الباب للتفاوض مع الزبائن في سياق ضمان مداخيل دائمة خاصة في الفصول التي تقل فيها السياحة. ويبقى ولوج فندق 5 نجوم للطبقة المتوسطة أمر ليس ميسورا، في ظل الغلاء الكبير للأسعار والتي بقيت مرادفا للثراء والبذخ والمكانة الاجتماعية الراقية في الوقت الذي توفر فيه دول أخرى أسعار مناسبة لفنادق الخمس نجوم التي اكتشفها الجزائريون في تركيا وتونس والمغرب وماليزيا وبأسعار في متناولهم. وتفتقد الجزائر لحظيرة فندقية تواكب التحولات العالمية في المجال السياحي والخدماتي فعدد الغرف الفندقية المتطابقة مع المعايير العالمية لا يتعدى 85 ألف بينما قارب في تونس 300 ألف ولنا أن نكتشف الفرق بيننا وبين جيراننا دون الحديث عن التأخر في بناء المركبات السياحية واستغلال المناطق السياحية ببلادنا التي باتت عرضة للنهب وتهريب الآثار وإقامة الحفلات التي تكلف الملايير . تعرض فنادق خمس نجوم الجزائرية أسعارا باهضة جدا حيث تكلف ليلة واحدة بفندق «السوفيتال» بالجزائر 380 أورو أي ما يعادل أكثر من 36 ألف دينار بالعملة الوطنية وهو سعر مرتفع جدا بالمقارنة مع المستوى المعيشي للزبائن الذين اكتشفوا بأنهم يمكنهم المبيت في فنادق 5 نجوم في الخارج بعد أن ظنوا لسنوات طوال بأنه حدث كبير يجعلهم مشهورين لو تمكنوا من المبيت في فندق من 5 نجوم بالعاصمة. ويمنح فندق الأوراسي الذي يعتبر الأقل ثمنا بالمقارنة مع الفنادق الأخرى حيث تصل سعر الغرفة لشخصين على الواجهة البحرية 15,2 ألف دج أي ما يعادل 150 دولار بينما الواجهة المطلة على الطغارة فتصل تكلفتها إلى 14200 دج. ويقدر سعر الغرفة الواحدة بفندق الهيلتون بالصنوبر البحري 21 ألف دينار للفرد الواحد لليلة واحدة أي ما يعادل 310 دولار أما الشيراطون فتصل تكاليف الليلة الواحدة 25 ألف دينار أي 372 دولار. وتعكس هذه الأسعار غياب التنافسية في بلادنا ونقص الفنادق ذات الرفاهية الكبيرة الأمر الذي يجعلها فنادق مرتفعة الأسعار. عواصم سياحية عالمية تقترح أسعارا تنافسية وبتقصي أسعار فنادق الخمس نجوم في مختلف العواصم العالمية ذات الطابع السياحي وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدنا أسعارا تنافسية وأقل بكثير مما تعرضه الفنادق الجزائرية ففي القاهرة على سبيل المثال يعرض فندق رمسيس ذو ال5 نجوم خدمات ب190 دولار لليلة الواحدة في حين ينخفض السعر بفندق ميرديان إلى 171 دولار أما فنادق قاهرة ماريوت فيصل السعر إلى 176 دولار وترتفع إلى 195 دولار لدى انترناسيونال كونتينونتال. وتتفوق الجزائر على باريس في أسعار قضاء ليلة واحدة في فنادق 5 نجوم حيث تعرض فنادق عاصمة الجن والملائكة أسعارا بين 190 دولار و254 دولار لليلة الواحدة مثلما هو عليه الحال في فنادق (ماي فلاور) و(123 اليزيه) وفندق فرانسوا الذي يعتبر الأغلى ب306 دولار لليلة الواحدة. وتنفرد بيروت العاصمة اللبنانية بأحسن الأسعار حيث لا يتعدى سعر فندق 5 نجوم 182 دولار على غرار فندق (كراون بلازا) ويصل سعر قضاء ليلة واحدة بفندق (ريفييرا) 138 دولار. وتتراوح الأسعار بعاصمة العالم دبي بين 148 و242 دولار لليلة الواحدة وهي أسعار معقولة جدا بالنظر لمكانة المدينة عالميا وباعتبارها أحد الأقطاب السياحية العالمية إلا أنها تقدم عروضا سياحية مغرية للغاية فقضاء أسبوع بدبي وفي فندق 5 نجوم وببرنامج في الصحراء لا يتعدى 120 ألف دينار جزائري بما فيها تذكرة السفر ولا يكفي هذا المبلغ في بلادنا قضاء 3 أيام بفندق (السوفيتال) بالعاصمة. والأغرب أن الفنادق السويسرية لا تتعدى فيها أسعار الفنادق الفخمة 200 دولار في معظم الأحيان، وفي نفس السياق لا يتعدى قضاء ليلة واحدة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور 132 دولار وهناك فنادق ب5 نجوم أخرى بماليزيا تتراوح أسعارها بين 64 و130 دولار وهو ما يعكس انتعاش السياحة بهذا البلد الآسيوي. وتنفرد العاصمة الانجليزية لندن بأسعار باهضة جدا حيث يصل كراء غرفة واحدة في بعض الفنادق أكثر من 460 دولار وتشترك الفنادق الانجليزية على غرار (لاند مارك) و(ويندهام تشلسي) و(هيلتون بارك) و(هاورد)، بينما يسعى المغرب إلى أسعار أكثر تنافسية في ظل الإقبال المكثف للسياح وبروز تونس كقبلة سياحية لكنها تعاني حاليا، ووصل المغرب إلى تحديد أسعار بين 143 دولار و200 دولار. وعليه وبعد الاطلاع على الأسعار في مختلف الفنادق العالمية وبالمقارنة مع يجري ببلادنا فملف الفنادق الذي يعرف مدا وجزرا كبيرا في بلادنا بسبب ضيق النظر في استغلال تلك المرافق الخدماتية التي تدر أموالا طائلة وتوفر مناصب عمل هامة من خلال نظام 3 في 8 وهو ما ينعدم في بلادنا الذي مازالت فيه نظرة الاستفادة من خدمات فنادق 5 نجوم مقتصرة على فئة معينة أو الأجانب.