أجّلت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف إلى يوم 5 أفريل من أجل الاستماع للكلمات الختامية، وبعدها النطق بالأحكام. يحاكم في مرحلة الاستئناف 42 متهما، بينهم ناصر الزفزافي زعيم الحراك. وانطلقت مرحلة الاستئناف منتصف نوفمبر أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعدما كان قد صدر حكم يدين 56 ناشطا مرحلين الي سجن عكاشة في المرحلة الابتدائية بالسجن ما بين عام وعشرين عاما في جوان الماضي. هذا و كان من المقرر أن يسدل الستار على محاكمة حميد المهداوي والزفزافي وباقي المعتقلين على خلفية احتجاجات «حراك الريف»، خلال جلسة الثلاثاء، وأن يتم النطق بالحكم في مرحلته الإستئنافية. وعرفت المرحلة الإستئنافية، غياب المرافعات من هيئة الدفاع، بعدما قررت الدفاع الانسحاب في صمت، ذلك بعدما أصدر ناصر الزفزافي ورفاقة، المتواجدين بسجن عكاشة، بلاغا يطالبون فيه دفاعهم بعدم الاستمرار في الترافع في قضيتهم والتزام الصمت، مؤكدين بأنها «مجرد مسرحية» . وقد أوضح ناصر الزفزافي القائد الميداني ل «حراك الريف» في أحد الجلسات من داخل القفص الزجاجي، أنهم اتخذوا موقف المقاطعة الى حين أن تقوم «المحكمة بانصافنا دون ميز أوعنصرية، لأننا معتقلين سياسين ولسنا مجرمين»، كما دعا إلى «إزالة القفص الزجاجي الذي يمنعهم من التواصل مع الدفاع والعائلة». ورغم قرار المعتقلين بالإنسحاب النهائي بعد جلسات قليلة من إنطلاق مرحلة الإستئناف، قرّر القاضي الطلفي منح الأحقية الكاملة لدفاع المعتقلين البالغ عددهم 56 للترافع، الأمر الذي اعتبره ممثل النيابة العامة حكيم الوردي في جلسة السبت 02 فيفري 2019، أنه قرار تاريخي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لم يُقدم عليها القضاء الفرنسي، الذي بقي ينتظر ثلاثة أحكام صادرة عن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية لتفعيله فيما بعد، كما تفاعلت هيئة الدفاع بشكل إيجابي مع هذا القرار. وقال النقيب الجامعي في إخبار تلاه أمام هيئة الحكم في جلسة سابقة: «إننا كدفاع إذ نبلغ المحكمة إدارة موكيلنا الذين أغلقت أمامهم مميزات الامل في مستقبل المحاكمة»، وقد طالبوا منا المؤازرة والدفاع في صمت، والصمت علم أصعب من علم الكلام، بعد أن أصبح البوح ممنوعا. وأعلن أن الدفاع سوف يتابع المحاكمة بالصمت، مؤكدين بأن للصمت حروف لا تسمع ولون حزن بليغ معبر عن صورة الحقيقة في هذه القضية، سوف يقره التاريخ بعيون اخيال مغرب المستقبل.