تظاهر عشرات الحقوقيين بالعاصمة المغربية الرباط، تضامنا مع الصحفيين الموقوفين على خلفيات حراك الريف، واعتبروا أن الممارسات الصادرة بحقهم تهدف لتكميم الأفواه وخنق حرية التعبير، فيما دخل أبرز قادة الحراك في إضراب عن الطعام تنديدا بظروف الاعتقال بسجن الدار البيضاء. أصدرت محكمة الاستئناف بالحسيمة، في ساعة مبكرة من يوم أمس، حكما بالسجن لمدة سنة نافذة، في حق الصحفي حميد المهداوي، ومدير موقع “بديل أنفو”، المعروف بمواقفه المساندة ل«حراك الريف”. ورفعت المحكمة بذلك الحكم الصادر عن المهداوي أربع مرات، بعد أن سبق أن أدانته المحكمة الابتدائية بنفس المدينة بثلاثة أشهر حبسا نافذا، على خلفية إدانته بتهمة “تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي”. في المقابل، قررت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صباح أمس، تأجيل جلسة محاكمة الملف الثاني لمعتقلي “حراك الريف”، إلى يوم 3 أكتوبر المقبل، حيث يتابع نبيل أحمجيق وكريم أمغار، أبرز قادة الحراك إلى جانب 19 معتقلا، منهم 3 في حالة سراح. وقال عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك محمد زيان، أكد في تصريحات إعلامية، أن ملف الصحفي حميد المهداوي، طغى على أجواء المحاكمة، خصوصا بعد الحكم عليه بالسجن سنة نافذة، وهو الحكم الذي وصفه زيان ب«القاسي” والذي أصدرته ابتدائية الحسيمة، مشيرا إلى أن الملف الذي يتابع فيه أمام استئنافية الدار البيضاء تم تأجيله إلى 2 أكتوبر. وأفادت مصادر إعلامية، أن المحامي بهيئة الدفاع عبد الصادق البوشتاوي، دخل في جدال مع قاضي الجلسة، بعدما قال في مرافعة له إن “ملف معتقلي الحراك سياسي ويجب أن يحل سياسيا”. وتابع قائلا “إن ما يقع دليل على رجوعنا لعهد المحاكمات التي كانت تجري سنوات الرصاص”. وصرح ذات المصدر “الدفاع قدم دفوعات من أجل السراح المؤقت لمعتقلي الحراك، لكن نعتقد في ظل الظروف الحالية أن السراح المؤقت لن يكون”، وأضاف “إن محاكمة المهداوي هدفها تكميم الأفواه والتضييق على حرية التعبير وتهديد المكتسبات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان”. مظاهرة بالرباط تظاهر عشرات النشطاء الحقوقيين، بالعاصمة المغربية الرباط، للتضامن مع الصحفي حميد المهداوي، وصحفيين موقوفين على خلفية “حراك الريف”، المستمر منذ أكثر من 10 أشهر. وردد المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها “هيئة التضامن مع الصحفي حميد المهداوي وباقي الصحفيين”، شعارات تطالب بإطلاق سراح الصحفيين الموقوفين على خلفية الاحتجاجات بالريف وعدد من مدن البلاد”، وتحقيق مطالبهم وتنمية الحسيمة، وبقية مدن الشمال. ورفع المحتجون لافتات تطالب بحرية التعبير وعدم تقييد عمل الصحفيين، والكف عن متابعة الصحفيين والمدونين بموجب القانون الجنائي وحصر المتابعات القانونية عن طريق قانون الصحافة والنشر”.وطالب المشاركون أيضا بتنمية مدن الشمال وتوفير فرص العمل للشباب. وخلال جوان الماضي، طالب إعلاميون مغاربة ب«إطلاق السراح الفوري ل7 صحفيين ومدونين اعتقلوا على خلفية حراك الريف بإقليم الحسيمة”. وقضت المحكمة الابتدائية بمدينة الحسيمة جوان الماضي، بسجن حميد المهداوي، مدير نشر موقع “بديل.إنفو”، 3 أشهر، بتهمة “تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي”، على خلفية حراك الريف، لترفع صباح أمس، محكمة الاستئناف، الحكم لسنة سجنا نافذا. إضراب عن الطعام دخل أغلب معتقلي “حراك الريف”، بقيادة ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق، المتواجدين رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة بالدار البيضاء، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على عدم استجابة إدارة السجن لمطالبهم خصوصا فتح مجال الفسحة الجماعية والسماح لهم بالتواصل فيما بينهم. وليست المرة الأولى التي يدخل فيها معتقلو حراك الريف، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على الظروف اللاإنسانية التي يقضون فيها عقوبة السجن دون محاكمة منذ عدة أشهر، وبتهم ثقيلة، على خلفية الاحتجاجات السلمية بمنطقة الحسيمة.
