تسعى الدبلوماسية الليبية الى تكثيف نشاطها والتكيف مع جميع التحولات التي تعرفها الأزمة بمرونة لتفادي استغلال الموقف من قبل الأعداء وتفادي اية تأويلات غير بريئة قد تتسبب في تقديم معلومات خاطئة عن سير تطورات الأحداث. وتمكنت «الشعب» من افتكاك حوار قصير مع مدير مكتب وزير الخارجية الليبي السيد خالد كعيم بفندق «ريكسوس» بالعاصمة طرابلس بعد انتهائه من ندوة صحفية حول تطورات أوضاع طرد الدبلوماسيين الليبيين من لندن وغيرها من المستجدات التي تشغل بال الصحافة العالمية المتواجدة بقوة لتغطية عدوان الحلف الأطلسي على ليبيا، وانتقد المتحدث الاعتداء على الأموال الليبية المجمدة من قبل ما يسمى مجموعة الاتصال التي اجتمعت في اسطنبول واعتبرها قرصنة. كما صنف اتهامات الجزائر بتمرير الأسلحة من ميناء جن جن الى طرابلس بالجنون الذي ضرب ما يسمى المجلس الانتقالي، منتقدا طمع الغرب في تدمير ليبيا. ̄ $: نجحت الاستراتيجية الليبية في فك الحصار الاعلامي، فهل لكم خطة لاستقطاب المجتمع المدني العالمي لدعم القضية الليبية خاصة في ظل المكانة التي بات يتمتع بها للتأثير على توجهات الحكومات الغربية لوقف عدوان الحلف الأطلسي؟ ̄ ̄ الدكتور خالد كعيم: بالفعل لقد أدمجنا استراتيجية جديدة تتمثل في التفتح على جمعيات المجتمع المدني الأوروبية وبعض الأحزاب لكسب الدعم، ونحن كل يوم نحقق انتصارات في هذا المجال لحشد الدعم والتعريف أكثر بما يحدث في ليبيا بعد ان تم الترويج لواقع منحاز فاضح من قبل وسائل الاعلام الغربية، كما أن وجود رمضان على الأبواب سيجعل الفرصة مواتية أمام الجاليات الاسلامية في أوروبا لمنح التأييد لليبيا ومنها في كل دول العالم لما لرمضان من أثر في تعزيز وتكثيف التضامن بين مختلف الشعوب العربية والاسلامية. ̄ كثر الحديث عن اتصالات مع ما يسمى المجلس الانتقالي، فهل سيكون رمضان محطة للوصول الى هدنة ومنه محاولة ايجاد مخرج سلمي للأزمة؟ ̄ ̄ بالفعل نحن نبحث دائما عن حل سلمي وعن تحقيق السلام للشعب الليبي خاصة وأن شهر رمضان من الأشهر الحرم، وعليه سنفرح لعودة المتمردين لأحضان بلدهم وشعبهم وجادة الصواب، ولن نسعد أبدا بموت أحد منهم، ولكن هناك حقيقة لا يجب أن تتزحزح عن ذهن أي كان وهو عدم وجود أي مبرر للاستعانة بالناتو وحتى لو دام الأمر سنوات لأن هذه الحلقة هي التي أوصلتنا لما نحن فيه. وفرنسا وبريطانيا هي التي من تقرر مكان ما يسمى المجلس الانتقالي وهذا ما يزيد من تعقيد الأمور، ونملك تسجيلا يؤكد حسرة اعضاء ما يسمى المجلس الانتقالي الذي يتخوف من انقلاب الأوضاع عليه في حال فرض الحلول السلمية وعليه فسر التردد والهروب من المتمردين مآله الخوف من خسارتهم كل شيء. ̄ تعرف ليبيا حصارا دبلوماسيا كبيرا أنتم تعملون على تجاوزه من خلال تكثيف الزيارات لمختلف الأقطار خاصة منها العربية المجاورة لكم؟ ̄ ̄ بالفعل فوزير الخارجية زار تونس الأربعاء الماضي وهناك وزير آخر سيزور الجزائر عن قريب ويأتي في سياق زيارات أخرى قامت بها وفود 20 قبيلة من ليبيا الى الجزائر في سياق تنسيق الجهود واعلام اخوتنا بكل المستجدات والتطورات لأن دور ومكانة الجزائر كبير ومهم في المساهمة في حل مشاكل القارة الافريقية في سياق عمل الاتحاد الافريقي والشرعية الدولية. وبالمناسبة تتقدم ليبيا حكومة وشعبا بتحياتها للحكومة والشعب الجزائريين على الموقف المحايد في هذه اللحظة غير أننا نطالب من الجزائروتونس مستقبلا بتكثيف التضامن مع ليبيا لأن ما نعانيه ليس أزمة داخلية بقدر ما هو عدوان صليبي خارجي تقوده فرنسا وبريطانيا، وعليه فكل دعم سياسي او معنوي مفيد لنا في هذه المرحلة. ونحن نأمل في المساعدة لتفادي انتقال ما حدث لنا لدول أخرى. وسنعاود الاتصال بالجزائر لتقديم المساعدة لنا لمواجهة الحصار المفروض علينا برا وبحرا بعد ان قبلت دول أخرى دون المرور على الأممالمتحدة لأن الجزائر التي تحاول تطبيق قرارات مجلس الأمن تؤكد على ضرورة حضور مراقب أممي على الحدود لمراقبة نوعية المواد المسلمة حتى تتفادى جميع الشبهات، ونحن ندرك ذلك ولكن الواقع يفرض علينا الاستنجاد بالأشقاء لتوفير جميع المواد الأساسية لشعبنا. ̄ يعرف نشاط تنظيم القاعدة تطورا كبيرا في منطقة الساحل الافريقي ويتخوف الكثيرون من وصول أسلحة متطورة وجديدة لهذا التنظيم، كيف تتعاملون مع الملف في ظل الظروف الحالية؟ ̄ ̄ حقيقة نتابع عن كثب تطور هذا الملف الذي يعتبر واقعا يجب أن نحتاط منه، وأعتقد ان الجزائر ملمة جيدا بهذا الموضوع وتبذل مجهودات كبيرة لمحاربة الارهاب في منطقة الساحل، وأعرف أنها كثفت جهودها لحماية حدودها مع ليبيا من أية محاولات تسلل لتنظيم القاعدة، بالاضافة الى مجهودات النيجر ومالي التي تقبض دائما على مجموعات تنتمي لهذا التنظيم الذي يعمل كل ما في وسعه لتهريب السلاح من ليبيا. وأتخوف من هشاشة الوضع الأمني في بعض مناطق ليبيا التي قد تسمح بمرور الأسلحة لتنظيم القاعدة الذي قد ينقل المعارك الى أية دولة في منطقة الساحل. ̄ كيف تعلقون على استقبال باريس لأعضاء مما يسمى المجلس الانتقالي ثم عسكريين، أليس هذا مؤشر على ضعف المجلس وخضوعه التام للغرب؟ ̄ ̄ ما يسمى بالمجلس الانتقالي ومحور باريس لندن أصيبوا بإرهاق ذهني ومعنوي، وبالتالي فحالهم يشبه حال الحصان الميت الذي تضربه بالسياط دون أن يحس بالألم.