أصيب الجمهور الجزائري من مختلف الشرائح والمناطق بخيبة أمل كبيرة خلال الصائفة الحالية بعد توالي الأخبارالقادمة من منطقة الخليج عن إلتحاق بعض نجوم المنتخب الوطني الأول بالبطولات العربية، وتوقيعهم على عقود “احترافية” مقابل مبالغ مالية خيالية على حساب مسيرتهم المهنية والرياضية التي عانوا الأمرين من أجل صنعها، وتفاوض البعض الآخر مع مسؤولي الأندية “الغنية” ماديا و«الفقيرة”رياضيا وتاريخيا بغرض الالتحاق بصفوفها في حالة فشل اتصالاتهم في القارة العجوز، وتلاشي أحلامهم في مواصلة المشوار في أقوى الدورات العالمية الموسم المقبل.. لكن ما غفل عنه كل هؤلاء العاشقين لصانعي ملحمة أم درمان والتي سمحت لهم بالتألق في سماء جنوب إفريقيا بعد حصولهم على لقب “اللاعب المونديالي” وصنعت لهم أسماء وسط نجوم القارة السمراء، أن ما يحصل هذه الأيام، ما هو إلا تحصيل حاصل لما سبق، وفترة الفراغ الرهيبة التي مرّ بها أغلبهم مباشرة بعد إنقضاء أيامهم في بلاد “البافانا بافانا”، وإصابتهم بعقدة النجومية، سببها المغالاة في الانجاز الذي حققوه، واللهث وراءهم للحصول على توقيعاتهم أو أخذ صور بجانبهم، عوض مطالبتهم بالمواصلة في العمل، والاجتهاد أكثر للرقي بمستوى المنتخب الجزائري الى مصاف المنتخبات الأخرى، لن أقول الكبيرة وإنما مستوى مفاجأة المونديال السابق: المنتخب الغاني. إلتحاق النجوم المضيعة لبريقها بالبطولات الخليجية، السعودية، القطرية، والإماراتية سيكون حتما مفيدا للاعبين أنفسهم، حتى يضعوا أرجلهم على الأرض، ويتيقنوا أنهم مازالوا بعيدين عن المستوى الذي يمكنهم من إسعاد جمهور يفقه كرة القدم كالجمهور الجزائري، والشيء نفسه، سينعكس على المنتخب الوطني، إذا ما أدرك هؤلاء أن زمن “القائمة الأساسية” المعروفة قبل المباراة قد ولى بمجرد تعيينه هليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ل “الخضر”، وأن مكانتهم ضمن ركائز الفريق صارت مهددة بعد تألق اللاعبين المحليين للمنتخب الأولمبي والعسكري مؤخرا.. ولم يعد للإسم نفس الأهمية بذي قبل، وإنما الأولوية لمن يقدم الاضافة داخل الميدان، ما يجعل منهم مجبرين على مضاعفة الجهود في التدريبات مع أنديتهم، والسعي لاستعادة بريقهم طوال الموسم الذي ينتظرهم على أمل التواجد في قائمة الدوليين لا الأساسية ولكن قائمة ال 23 على الأقل.