بعد تأهّل فريق شباب بلوزداد لنهائي كأس الجمهورية، اقتربنا من أحد أفضل لاعبي الفريق في الموسم الكروي (2018 – 2019) «أمير سعيود» الذي استعاد بريقه بألوان الشباب، حيث أعرب لنا عن سعادته الكبيرة ببلوغ النهائي الذي اعتبره بالإنجاز، كما تحدّث عن الظروف التي جرى فيها اللقاء وعن الضغط الذي عاشه اللاعبون قبل وأثناء اللقاء، كما تحدّث عن أمور أخرى، في هذا الحوار الذي أجريناه مباشرة بعد إطلاق الحكم الصافرة النهائية بثواني. «الشعب»: تأهلتم للنهائي 11 في تاريخ شباب بلوزداد، ما تعليقكم؟ أمير سعيود: لا يمكنني وصف هذا الشعور الرائع الذي أتواجد فيه حاليا بعد التأهل لنهائي كأس الجمهورية الحادي عشر بالنسبة للفريق ولا أجد الكلمات المعبرة لذلك، نشكر الله عز وجل الذي لم يخيبنا في هذا اللقاء وكنا نتخوّف من الإقصاء أمام جمهورنا وهو أمر صعب ومرّ للغاية، الحمد لله التأهل جاء أمام منافس قوي وربما من بين أقوى الفرق الجزائرية هذا الموسم، شباب قسنطينة ولاعبوه أسالوا لنا العرق البارد طيلة ال 120 دقيقة، وكم أشعر بالفخر لأنني تمكّنت من إسعاد كل هؤلاء الأنصار الذين تنقلوا إلى ملعب 20 أوت والذين لم يتمّكنوا من دخول الملعب، خصوصا أن الأنصار منذ الجولة الأولى للموسم الكروي (2018 2019)، وهم يعانون من شدّة التخوّف على فريقهم الذي لولا قدوم هؤلاء الرجال لكان الآن ربما في المحترف الثاني رسميا، في هذا اللقاء كنا نستحق التأهل للنهائي وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل نيل الكأس الثامنة، كل الفضل في هذا التأهل يعود للاعبين والأنصار الذين حضروا بقوة وساندونا طيلة أطوار اللقاء، الآن علينا أن ننسى سريعا هذه المواجهة ونفكّر في المباراة المقبلة في البطولة التي ستقرّبنا من بلوغ هدفنا وهو ضمان البقاء في حظيرة الكبار. المواجهة كانت صعبة خصوصا في المرحلة الأولى، أليس كذلك؟ صحيح المباراة كانت صعبة للغاية لعدة عوامل، الأولى لأننا نعاني من إرهاق، فخلال أسبوع لعبنا ثلاث مواجهات كاملة كلها مصيرية، الأولى كانت لقاء الذهاب ضد شباب قسنطينة وبعدها لعبنا الداربي ضد نصر حسين داي بملعب 20 أوت في البطولة، واليوم واجهنا شباب قسنطينة في لقاء العودة، ولعبنا تقريبا بنفس التعداد وأفضل العناصر حتى نضمن هدفنا، لأننا كنا نريد بلوغ النهائي وهدفنا الأول كان ضمان البقاء، لهذا الأمر بالذات عانينا بدنيا، ليس لنقص التحضير بل لأننا قبل هذا بقينا 20 يوما كاملا من دون منافسة رسمية وهو ما أثّر علينا بعض الشيء، ضف إلى ذلك الضغط الكبير الذي عشناه قبل وأثناء اللقاء، كنا أفضل بكثير من شباب قسنطينة طيلة اللقاء بصراحة وسيطرنا على أطوار المباراة كاملة وفي المرحلة الأولى، ضيعنا فرصا كثيرة والمنافس لم يُسهّل علينا المباراة بتاتا، حيث تجمّع كله في الخلف وأغلق علينا كل المنافذ وكان يبحث رفع الضغط علينا لندخل في التسرّع وبعدها يسجل الهدف القاضي، لا أخفي عليك دخلنا بعض الشكّ عند نهاية الشوط الأول، لكننا الحمد لله بقينا مركزين وجاء الفرج في المرحلة الثانية أين تمكّنا من تسجيل هدف السبق وبعد ذلك بتعليمات الطاقم الفني والتغيرات التي قام بها كوتشينغ موفق مائة بالمائة تمكنا من إضافة الهدف الثاني وهدف التأهل للنهائي، آمنا بحظوظنا إلى غاية الدقيقة الأخيرة وهذه ثمار العمل الجدي. شاهدتك متأثرا وكنت تبكي بحرقة بعد نهاية اللقاء، لماذا؟ تأثرت كثيرا لهذا التأهل المستحق الذي حققناه لنهائي كأس الجمهورية، وبكيت لأمور شخصية محضة وأفضل أن أحتفظ بالأسباب لنفسي، أشكر كل من وقف إلى جانبي وعلينا أن نواصل العمل بنفس الإرادة والعزيمة لبلوغ أهدافنا نهاية الموسم، وأتمنى أن نفوز بالكأس الثامنة التي ينتظرها الأنصار بشغف كبير، وبلوغنا النهائي وهذا المستوى في اللعب راجع للرجال الذين يعملون في شباب بلوزداد على كل المستويات. هل هي دموع الفرحة لأنك ثأرت من الذين قالوا بأن «سعيود» انتهى؟ هؤلاء الأشخاص أجبت عليهم فوق أرضية الميدان، وكلام الناس لا يجب أن يؤثر عليك، نحن في كرة القدم يجب أن نتقبل انتقادات المتتبعين ونتقبل أمور كثيرة، قالوا بأنني تركت لقب البطولة لكي ألعب مع فريق سقط رسميا إلى المحترف الثاني، لكن الحمد لله أقترب مع الشباب لتحقيق البقاء وأنا على بعد 90 أو120 دقيقة من أجل تحقيق لقب كأس الجمهورية، وما حقّقناه اليوم يعتبر إنجازا بالنسبة لما كان يعيشه الفريق في بداية الموسم، وربما من الجهة المقابلة لن يكون هناك أي لقب وأكون قد قمت بالاختيار الأنسب، في كرة القدم لا تعرف أين تجد الخير فقط توكل على الله واعمل بنية خالصة والله سيجزيك على عملك من دون أدنى شك. بصراحة عندما أمضيت عقدك مع الشباب، هل كنت تتوقّع أن تبلغ النهائي؟ بصراحة لم أكن أفكر بتاتا في منافسة كأس الجمهورية وتفكيري كله كان منصبا على ضمان البقاء في البطولة وكانت عليّ مسؤولية كبيرة، لأن الجميع كان يعلق عليّ آمالا كبيرة منذ توقيعي في الفريق، والحمد لله نعتبر بلوغ النهائي مكافئة للرجال الذين يسهرون على توفير كل صغيرة وكبيرة للفريق.