تقاسمت «الشعب» فرحة العيد مع الأطفال المرضى بمستشفيات العاصمة الذين قادتهم ظروفهم الصحية للبقاء أسيري سريرهم وعلتهم بعيدا عن الأهل والديار، وكم كانت الفرحة كبيرة لدى الأطفال المرضى وهم يتلقون تهاني العيد. هي فرحة صنعتها جمعية «بسمة الشباب» التي جندت إحدى عشر شابا يتقدمهم وليد لإدخال البهجة والسرور في قلوب الأطفال المرضى، ودعتنا لمشاركتها في هذه المبادرة التضامنية التي لا تخلو من صور التآخي والتآزر والإحساس بالآخر وإيثار الغير عن النفس. وكانت المحطة الأولى لنا زيارة المؤسسة الاستشفائية العمومية لحسين داي وتحديدا بمصلحة طب وجراحة الأطفال بعد أن حضرت كل ما يلزم من هدايا ولعب لكلا الجنسين وبالونات ملونة، وحتى شركة «فورد» للسيارات ساهمت في هذه المبادرة الخيرية بتخصيص حافلة وكذا سيارة بلدية باب الزوار لنقل الشباب وكل المستلزمات وهو ما سهل المهمة عليهم. وما إن دخلت الجمعية ازداد فضول وحماس الأطفال ورغبتهم في الحصول على الهدايا واللعب بعد تبادل عبارات المعايدة يسبقهم إلى ذلك مهرجين هما ماريو وهشام اللذين كان لعروضهما الأثر الكبير على الأطفال. وقد صادف قدومنا إلى المؤسسة الاستشفائية وجود فوج كشفي قام هو الآخر بزيارة الأطفال المرضى وبعض المواطنين لتوزيع الهدايا عليهم ما زاد من بهجتهم. وفي هذا السياق ثمن الدكتور مقريش في تصريح ل«للشعب» المبادرة التي اعتبرها إنسانية وصحية نظرا لما تحمله المناسبة من معاني روحية ومظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي، وكونها تزيل عن المستشفيات طابعها العلاجي وتجعلها مكانا للمرح والبهجة للأطفال أيضا رغم تردي صحتهم. وتمنى الدكتور أن تكون هذه المبادرات كل 15 يوما وليس فقط مناسباتية. وأكد مقريش أن كل الطاقم الطبي مجند لضمان الحد الأدنى من الخدمات للأطفال المرضى والتدخل في الحالات المستعجلة لان المهام تفرض على الجميع أن يكونوا مهيئين لأي طارئ رغم كل الظروف . من جهتها صنعت «بسمة الشباب» الحدث في المؤسسة الاستشفائية العمومية لجراحة الأطفال نفيسة حمود بارني سابقا فوجود المهرجين زاد من بهجة الأطفال الذين جاؤوا مع ذويهم لزيارة أقاربهم وأطلق العنان لضحكاتهم بعد العروض البهلوانية المقدمة بساحة المستشفى . والموقف ذاته بالنسبة للمريضة «هناء» التي تفاعلت كثيرا مع المهرجين وشاركت في العروض ببراءة وبراعة كبيرين رغم إجرائها لعملية جراحية بل أن ضحكاتها أنست والديها همومهما على حد تعبيرهم خاصة وأنهم قضوا أيام العيد معها بعيدا عن الأهل. وحتى «ميار» ذات الإحدى عشرة سنة بقيت بالمستشفى إلا أنها كانت متفائلة لأنها ستخرج قريبا من المستشفى بعد قضائها مدة شهرين للعلاج. وتولى إرشاد شباب الجمعية بمصلحة الأطفال عون أمن كان يؤدي مهامهم أول أيام العيد رغم إعاقته الذهنية مشيرا إلى انه لم يتم تسجيل بقاء عدد كبير للأطفال داخل المستشفى نظرا لسماح الأطباء لهم الخروج لقضاء العيد مع عائلاتهم وهناك من جاء لأخذ علاجه ثم العودة إلى الديار. بمستشفى بشير منتوري بالقبة لقيت مبادرة جمعية «بسمة الشباب» استحسانا كبيرا من العائلات مثمنين المجهودات المبذولة لإسعاد فلذات أكبادهم وهم يصارعون مرضهم في المستشفيات. وفي الأخير زارت الجمعية مصلحة طب الأطفال بمستشفى الجيلالي بلخنشير بالأبيار وعيادة جراحة طب الأطفال بئر طرارية التي كانت شبه فارغة إلا بعض المرضى الذين لم يسعفهم الحظ في الاستمتاع بمباهج هذه المناسبة ولم يسمح لهم بالمغادرة نظرا لتعقد وضعيتهم الصحية. وحيا الطاقم الطبي بكل المستشفيات التي زرناها رفقة جمعية «بسمة الشباب» المبادرة وروح التضامن التي كرست تقاسم فرحة العيد مع الأطفال المرضى وعائلاتهم، وزينت غرفهم بالبالونات المختلفة الألوان وملأتها باللعب والهدايا.