لا يكاد يمرّ يوما دون أن نسمع خبرا عن المدرب مزيان إيغيل، حيث مازالت قضيّته تصنع الحدث في الساحة الكروية في الجزائر منذ تخلّيه عن تدريب فريقه السابق المتوّج معه بطلا الموسم الماضي، جمعية الشلف، وصارت وجهته المقبلة محل اهتمام الجميع، سواء رؤساء ومسيّري الأندية المحلية، التقنيين والمتتبعين وحتى الأنصار لكثرة العروض التي تصله من هنا وهناك، والتقارير الصحفية المتحدّثة عن مستقبله باستمرار. في الوقت الذي كان المهتمون بشؤون الكرة الوطنية يظنّون أن جمعية الشلف سيواصل مشواره بنفس الوتيرة بعد موسم استثنائي، توّج فيه بأول لقب بطولة في تاريخه وتاريخ الرابطة المحترفة، خرج المدرب الوطني الأسبق بمفاجأة من العيار الثقيل معلنا استقالته من العارضة النفية للنادي لأسباب إدارية، حيث لم يتحمّل تدخّل بعض الأطراف في صلاحيته. ومنذ ذلك الحين، تتهاطل عليه العروض من أقوى وأعرق النوادي الجزائرية، إلاّ أنّه أكد في كل مرة، أنه لم يحدّد وجهته بعد، نافيا بذلك كل الإشاعات والأنباء المتحدّثة عن توليه الإشراف على هذا الفريق أو ذاك. وازدادت حدة الاهتمام بخدمات رئيس نصر حسين داي السابق بمجرد انتهاء مباريات الجولة الأولى من الرابطة الأولى في نسختها الاحترافية الثانية، وكان أول اتصال من رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي، مباشرة بعد تنحية موسى صايب عقب النتائج المخيبة في منافسة كأس الكاف الافريقية، إلاّ أنّ إيغيل لم يفصل في الأمر، وطلب مهلة قبل اتخاذ أيّ قرار، خاصة وأنّ ذلك تزامن مع الأصداء المنبعثة من بيت اتحاد العاصمة، واهتمام رجل الأعمال علي حداد، مالك النادي به، ودراسته لفكرة إسناد العارضة الفنية لتشكيلة النجوم التي ضمنها خلال الميركاتو الصيفي المنصرم. وأشارت مصادر مقرّبة من فريق سوسطارة، أن جماعة “حداد” تفكّر في جلب إيغيل وتعيينه مديرا فنيا للنادي، والإبقاء على الفرنسي رونار في منصبه. ويبدو أنّ الشروط التي وضعها هذا الأخير عند إمضائه على العقد الذي تولي بموجبه الإشراف على الاتحاد بداية السنة الماضية 2010، هي التي دفعت بالرئىس حداد إلى التفكير مليا في الأمر قبل اتّخاذ قرار قد يكلّف خزينته أموالا طائلة سيضطر لدفعها لمدربه في حالة إقالته وجلب إيغيل. وفي السياق نفسه، قالت المصادر ذاتها، أن قضية إيغيل أخذت أبعادا أخرى، حيث أفادت أن الصراع الغير معلن عنه بين حناشي وحداد، تجسّد فعليا الآن، وتمسّك الطرفين بصفقة هذا المدرب مع الإصرار، دليل على أن الأمر بدأ يتحوّل إلى صراع زعامة، والفائز بخدمات إيغيل سيقطع شوطا كبيرا في رحلة محاولة بسط النفوذ وإحكام القبضة كلية على مجريات الساحة الكروية، سواء بخصوص المدربين، اللاعبين، وكذا الألقاب فيما بعد. تجدر الإشارة إلى أنّ مزيان إيغيل، تلقّى عروضا عديدة من فرق وأشخاص لم يعلن عن هويّته لحدّ الساعة، لسبب بسيط وهو تفادي المشاكل مع مدرّبيها، والتأثير على استقرار أمورها، خاصة وأنّ الصفقة غير مضمونة بوجود كل من شبيبة القبائل واتحاذ العاصمة على الخط، غير أن شبيبة بجاية حسب المعلومات الواردة دخلت المنافسة على خدمات الناخب الوطني السابق، من خلال الاتصالات التي ربطها الرئيس طياب بالمعني ومحاولة إقناعه بالعرض والتحدي المقدّمين.