أوردنا في العمود الذي سبق بعض الجوانب الخاصة بالدم و الذي يمثل جهازا قائما بحد ذاته، بل وتخصصا محوريا في العلوم الطبية ككل للقول بانه مادة حيوية سائلة يفرزها النخاع العظمي، وهو عنصر طبيعي لا يباع ولا يشترى يحقق الحياة لآلاف المواطنين يوميا. فبالدم يحقن مرضى السرطان عموما ومرضى سرطان الدم على وجه الخصوص إلى جانب مرضى السيدا ومعظم المرضى الذين يستوجبون عملية جراحية، المصابون بحروق، النساء اللواتي تطرأ عليهن تعقيدات نزيفية حين الولادة، أمراض فقر الدم الوراثي ومرض الناعور (الايموفيليا)، ناهيك عن حوادث المرور والاوبئة والكوارث الطبيعية كالزلازل أو الحوادث المنزلية المختلفة، الى جانب المواليد الجدد الذين يعانون من عدم التوافق في فصيلة الدم او الريزوس... للتذكير هنالك أنواع من التبرع بالدم أصلها التبرع بالدم كاملا (400 ملل) كحد أدنى يمكن فصله الى بلازما (وهو السائل) إلى جانب مركز الكريات الحمراء ومركز الصفائح الدموية...فالبلاسما المستخلصة تحتوي اساسا على عناصر تخثر الدم وبروتين الالبيمين الى جانب المضادات الجسمية يمكن استخلاصها اصطناعيا و تجد ضالتها لدى المرضى المصابين باضطراب في عملية تخثر الدم الى جانب حالات النزيف الحاد ونقصان عوامل التخثر لدى بعض الاشكال المرضي كالناعور و مرض ويلبرند(maladie de Willebrand). أما الصفائح الدموية الكريات الحمراء المركزة فهي إلزامية لدى المصابين بالسرطان و في حالات النزيف الحاد بأشكاله المتباينة ثم حالات قصور النخاع العظمي الذي يفرز الدم، وهي مادة نسيجية عظمية على مستوى العظام المسطحة خاصة منها اللوح الصدري وعظم الحوض والعظام الطويلة بل وحتى فقرات العمود الفقري... للتذكير أن مدة تخزين الدم ومشتقاته بعد التبرع به محددة فكريات الدم مدة تخزينها 42 يوما، أما الصفائح فلا تتعدى 05 أيام كحد اقصى يبقى البلازما فعالا لمدة سنة كاملة... نختم هذا الموضوع للقول بأن التحدي الصحي لكل المجتمعات يكمن في التبرع بالدم بطريقة دورية ودائمة، وهو واجب وطني وأخلاقي بامتياز يتطلّب التحسيس به كسلوك حضاري وديني وجب التنويه به في هذا الشهر الكريم... تقبل الله صيام الجميع طبيب مختص في تشخيص الأمراض عضو المجلس الوطني لأخلاقيات الطب