تمكنت فرقة الروك “أوشبيبيس” الفرنسية من تحقيق نجاحات منقطعة النظير في فترة قصيرة بفرنسا وأمريكا، واستطاعت أن تفرض نفسها في عدة حفلات ومهرجانات عالمية، وهاهي تحط رحالها بالجزائر لأول مرة لتقديم ألبومها الجديد « the biopair drift ». وللحديث أكثر عن الفرقة بصفة خاصة وموسيقى الروك بصفة عامة، كان لنا لقاء مع مغني المجموعة “أوليفيي جوردان” على هامش الحفل المقدم مساء الخميس الماضي بالعاصمة ، حيث دار بيننا هذا الحوار. تأسيس أي فرقة موسيقية قد يبدأ في أغلب الأحياء منذ الطفولة، هلا أعطيتنا فكرة عن أول لقاء بينكم، كيف ومتى تم تكوين فرقتكم الموسيقية هذه؟ نحن الخمسة نعرف بعضنا منذ الصغر، بحكم أننا ننتمي لنفس المنطقة هي “بربينيون” جنوبفرنسا ماعدا “غيوم” المولود بباريس، كما أن “ويلفرايد” هو أخي، إذ توطدت علاقتنا أكثر في المرحلة الثانوية أين كنا نجتمع في كل فرصة تتاح لنا لأداء وتقليد الفرق الموسيقية العالمية المعروفة، خاصة منها الأمريكية، ساعدنا في ذلك إتقاننا للغة الانجليزية، فيوم بعد يوم يزداد الطموح وتكثر التشجيعات فقررنا إنشاء فرقة في 2002 رغم بعض العقبات والتحاق البعض بباريس، ليتحقق الحلم بتأسيس فرقتنا في 2005 سميناها “أوشبيبيس” وطرحنا أول ألبوم بعنوان “دا تراب” في نفس السنة، كما كان لنا الحظ أن نشطنا العديد من الحفلات بفرنسا وخارجها وشاركنا في العديد من المهرجانات العالمية لموسيقى الروك. بالمناسبة لماذا هذا الاسم بالذات؟ لما فكرنا في تأسيس الفرقة اتفقنا على أن يكون الاسم سهل النطق له قابلية لدى الجمهور، حاولنا أن لا يكون غريبا فوجدنا” أوشبيبيس “ “ hushpuppies “ اسما جيدا، وهو اسم علامة تجارية للأحذية في سنوات الستينيات، وحسب رأيي فإنه ليس سيئا وهو أحسن اسم يمكن اختياره خاصة وأننا من عشاق “روك “سنوات الستينيات. ما لفت انتباهنا هو أن كلمات أغانيكم كلها باللغة الإنجليزية وأنتم فرقة موسيقية فرنسية، ما السبب ياترى؟ أولا لا ننسى أن موسيقى “الروك” أمريكية وبريطانية المنشأ وخرجت للعالم بإيقاع جديد متميز عن باقي الطبوع الموسيقية الأخرى، مما جعل الجمهور والمتلقي يتعود على سماعها بكلمات إنجليزية، لذلك نجد أن أغلب فرق “الروك” غير الأمريكية أو البريطانية تطرح ألبوماتها بكلمات إنجليزية، ونحن نرى أن “الروك “يكون أجمل وأحسن باللغة الانجليزية ويكون للرسالة التي نريد إيصالها صدى عالميا، وخلاصة القول أننا تأثرنا كثيرا بفرق “الروك” الأمريكية وبطريقة أدائها خاصة فرقة “كينكز” و«دا سمال فاسز” جعلنا أكثر ميلا للأمريكيين في أي عمل نقوم به. الحديث عن” الروك الأمريكي” يجرنا لمحاولة معرفة أوجه الالتقاء والاختلاف بينه وبين “الروك الفرنسي”، هل هناك فرق بينهما؟ ليس بدرجة كبيرة ف«الروك الأمريكي” فرض نفسه داخل وخارج أمريكا بنفس الآلات وبقي يؤدى بنفس الطريقة والإيقاع والحركات، ربما الاختلاف الوحيد هو اللغة، فالفرق الفرنسية تختار لنفسها أداءً معينا حسب إرادة أعضائها تتوافق فيه الكلمات والإيقاع لكن الآلات هي نفسها الموجودة في” الروك الأمريكي”. هناك من يرى أن “الروك “موسيقى تعتمد على الحركات والإيقاع الصاخب دون الكلمات، بحكم انك مغني ما تعليقك على هذا الرأي؟ فعلا ما تقوله صحيح، فمثلا في فرقتنا المغني يأتي خامسا بعد الآلات التي نستعملها بحيث نركز كثيرا على الإيقاع المليء بالحركة، نجهز كل إمكانياتنا وطاقاتنا على المنصة من أجل تأثير أقوى وأكثر نشاط وإمتاع، ورسالتنا قد تمر عبر كل ذلك ثم تأتي الكلمات تؤدى بصوت يتوافق والإيقاع المراد تمريره. فرغم أننا ننتمي لبلد معروف فنيا بالتركيز على النصوص والكلمات والتعابير الأدبية في جميع الأنواع الغنائية، لكني أرى أن موسيقى “الروك “تختلف بحيث الإيقاع يغلب الكلمات. نشطتم الكثير من الحفلات خلال الجولات الفنية التي قادتكم إلى عدة دول، التقيتم فيها بمحبي فرقتكم ومن عشاق موسيقى “الروك”، ما شعوركم وانتم تلتقون بالجمهور الجزائري لأول مرة؟ صراحة لما تلقينا دعوة الحضور للجزائر لم نتردد أبدا في تلبيتها وسعدنا كثيرا بتواجدنا وسط هذا الجمهور الرائع، الذي تجاوب كثيرا مع الإيقاعات التي قدمناها وهذا دليل على تفتح هذا الجمهور على مختلف الطبوع الموسيقية العالمية، وأمنيتنا أننا كنا عند حسن ظنه. وهل لديكم فكرة عن الموسيقى الجزائرية؟ مع الأسف لا، لكن هذه الزيارة سمحت لنا التعرف على الكثير من الأمور ببلدكم منها الموسيقى الشعبية، التي استمتعنا بسماعها رغم أننا لا نتقن العربية، وزيارتنا هذه ستسمح لنا بالتقرب أكثر من الفنانين الجزائريين خاصة فرق” الروك”، وبالمناسبة حدثونا عن فرقة “تي 34” لسنوات الثمانينات التي سنحاول سماع ألبوماتها، وأمنيتنا الحصول على فرصة للتعامل ولما لا تقديم أعمال مع موسيقيين جزائريين. نود معرفة إن كان لكم حظ الخروج واكتشاف معالم الجزائر ومناطقها المختلفة خاصة وأنها الزيارة الأولى؟ ثلاثة أيام غير كافية لذلك، لكن رغم ذلك استطعنا زيارة حي القصبة التقينا وتعرفنا من خلالها على أناس جد رائعين كرماء، نتمنى أن تكون لنا فرص لاكتشاف مدن أخرى للاستمتاع والتعرف أكثر على مختلف ربوع الجزائر وقضاء عطل بمناطقها السياحية مع العائلة والأصدقاء.