يستعد منتدى رؤساء المؤسسات الذي يجمع كبار أرباب العمل يتقدمهم القطاع الخاص الوطني لإجراء جمعية عامة انتخابية بهدف تجديد هياكله وذلك يوم 17 نوفمبر القادم على خلفية صراعات معلنة بأشكال مختلفة بين عدد من المرشحين المحتملين الذين يعتزمون منافسة رئيس المنتدى الحالي السيد رضا حمياني الذي يشارف على قضاء عهدتين متتاليتين في ظل تزايد الجدل داخل المنتدى وخارجه حول المكانة والدور والسياسة التي ينبغي انتهاجها لتحقيق الأهداف المسطرة والتي تبحث على ما يبدو على إجماع أو إعادة صياغة للمرحلة المستقبلية خاصة منذ أن التحق منتدى رؤساء المؤسسات بإطار الثلاثية كما وردت إلينا معلومة تفيد أن السيد محمد بايري، المتعامل الصناعي، سوف يعلن اليوم دخوله السباق، الذي من المحتمل جدا أن يكون منافسا قويا للسيد حمياني، باعتبار المرحلة تتطلب دما جديدا، حيث سيكون التنافس بين أنصار الإنتاج الوطني ودعاة الاستيراد.. بطبيعة الحال أكثر من سؤال يطرح بشأن قوة التنافس المعبر عنها هذه الأيام. والملاحظ أن قائمة المتنافسين على رئاسة هذا التنظيم لا تزال للوهلة الاولى تنحصر في عدد لا يتجاوز اصابع اليد بل ان احد المرشحين المحتملين وهو سليم عثماني صاحب مجمع مشروبات “رويبة” اعلن قبل ايام انسحابه من السباق لاسباب غير دقيقة وكان لذات الشخص نفس الموقف في الانتخابات السابقة ويجهل ان كان يشعر بعدم القدرة على الوزن في اللعبة او تخوف من هزيمة قد تعرض مستقبله على الساحة للخطر او قد يكون تلقى تطمينات من الخصم على مركز معين في المستقبل مقابل انسحاب يصعب هضم مبرراته المعلنة وكان للرجل مواقف اعطت انطباعا بان التنافس سيكون قويا للفوز بالمنتدى الذي يبقى مثيرا للجدل من حيث انه اطار لقوة اقتراح وبالتالي شريك ايجابي على الساحة مثلما اعلنه عند اول ظهور له او التحول الى اطار نقابي مطلبي في ثوب نقابي للباترونا وهو ما يتداخل مع الوظيفة الاصلية لعدد من التنظيمات النقابية للباترونا التي تنشط على الساحة. الرئيس الحالي للمنتدى حمياني الذي سبق له ان مارس ضمن تشكيلة وزارية في الماضي خلال التسعينات قد لا يبدو منزعجا من وجوه اعلنت نيتها منعه من عهدة جديدة بخيارات ديمقراطية ومسؤولة من اعضاء المنتدى الذي يضم في صفوفه اسماء ثقيلة بقوتها المالية ونفوذها في مختلف الاوساط ويجهل السبب وراء تفضيلها البقاء في الصفوف الخلفية ولا تحبذ التقدم للواجهة على غرار اسماء مثل اسعد ربراب وغيره من اصحاب الثروات والتواجد على الساحة وهي اسماء اذا دخلت المعركة ستضع حمياني في موقع صعب لا يحسد عليه وان كان لمنافسيه الذين ابدوا نية رفع التحدي اوراق بحوزتهم قد تمثل ازعاجا لا يقل اهمية. وقد يكون التقرير النهائي لحصيلة العهدة الراهنة الورقة التي يحتدم حولها الصراع مما يحتمل ان يضع الجدل على درجة عالية من الشدة على خلفية قضايا اقتصادية ومسائل تتعلق بالمؤسسة الاقتصادية المنتجة امام اتساع نطاق الاستيراد الذي وصل مستويات مقلقة في وقت يبدو ان ما يشغل بال حمياني بلغة رئيس المنتدى اولوية الحصول على العقار الصناعي والقروض المالية الميسرة ناهيك عن مطالب اخرى تندرج كلها في صالح الباترونا بينما يبدي تشددا فيما يتعلق بزيادة الاجر القاعدي قائلا ان الزيادة تدفعها المؤسسة الرابحة وهو موقف يبدو غامضا خاصة اذا كان من طرف يجلس حول طاولة للشركاء يفترض انهم يتضامنون في الاعباء والمنافع. وللتذكير كان عمر رمضان الرئيس الشرفي للمنتدى قد دافع بشراسة على أن يكون المنتدى إطارا لإنتاج قوة اقتراح في المسائل الاقتصادية والتنموية وليس تنظيما نقابيا بالمفهوم التقليدي بل كان في تلك المرحلة الذهبية للمنتدى نشاط لم يتوقف جذب متعاملين حتى من القطاع العام فهل يستمر ذلك؟.