تمكن إتحاد العاصمة من حسم القمة المحلية التي جمعته بالجار شباب بلوزداد لصالحه بهدفين دون مقابل، لحساب الجولة الخامسة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى الملعوبة سهرة أول أمس بملعب (5 جويلية الأولمبي)، في أجواء أقل ما يقال عنها أنها كانت رائعة، أعادت للأذهان الذكريات الجميلة التي كانت تعيشها أحياء العاصمة خلال مباريات الداربي، والتي غابت منذ سنوات عديدة بسبب الظروف الصعبة التي مرّت بها كرة القدم الوطنية أدت إلى عزوف الجماهير عن التنقل إلى الملاعب لمشاهدة فرقها المفضلة وتشجيعها. وقبل الخوض في المباراة في حدّ ذاتها، لابد من التنويه بالظروف التي جرت فيها، سواء بين لاعبي الفريقين داخل الميدان، أو على مدرجات ملعب (5 جويلية)، حيث رسم أنصار اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد لوحات فنية راقية زادوا »الداربي« رونقا وجمالا، وكانت طريقة التشجيع من الجانبين حضارية وعلى الطريقة الأروبية، خاصة من طرف محبي اللونين (الأحمر والأسود) الذين غزوا الملعب وتجاوز عددهم ال25 ألف حاملين رايات وأعلام عبّروا بها عن تعلقهم بناديهم ومساندتهم للاعبيهم، وهو ما زاد من حماس زملاء دحام وإصرارهم على الفوز لإسعاد أنصارهم، ونفس الشيء يمكن قوله عن أبناء العقيبة، بغض النظر عن »الشحناء« التي شهدتها المباراة في بعض الأحيان. الشباب يبدأ بقوّة.. والاتحاد يجسّ النبض ودخل لاعبو الفريقين المباراة بكل قوّة مباشرة بعد إعلان الحكم عبيد شارف صافرة البداية، وعرفت اندفاعا بدنيا كبيرا من الجانبين، مع سيطرة طفيفة من جانب البلوزداديين، حيث خلقوا بعض الفرص، لكن لم تكن بالخطورة الكافية لتهديد مرمى الحارس الدولي للإتحاد زيماموش، ومع مرور الدقائق، عرف أشبال رونار، كيف يمتصوا حماس الخصم وينهكوا قواهم، وهو ما تجسّد في الفترات الأخيرة من الشوط الأول أثمرت بهدف مباغت عن طريق رجل اللقاء لعموري جديات، أربع دقائق فقط عن فترة مابين الشوطين. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر ردّة الفعل من طرف زملاء عمّار عمور لتعديل النتيجة أحكم لاعبوا الإتحاد قبضتهم على منطقة وسط الميدان، وشلّوا كل تحركات مهاجمي الشباب قبل وصولهم إلى منطقة العمليات، كما أجهض العيفاوي وخوالد معظم الكرات العالية باتجاه سليماني، هذا الأخير قدّم مجهودا معتبرا، لكن بدون جدوى، لاسيما بعد تمكن المهاجم دهام الذي دخل أساسيا مكان حميتي من مضاعفة النتيجة بعد مرور ساعة من اللعب، وقضى بهدفه الأول هذا الموسم على كل آمال أشبال سوليناس في العودة. ولم يكتف إتحاد العاصمة بهاتين الاصابتين، بل راح يواصل في إمتاع جمهوره عن طريق السيطرة بالطول والعرض على الملعب خلال اللحظات الأخيرة من »الداربي«، وقيام لاعبيه باستعراض قدراتهم، محاولين تأكيد تكهنات المتتبعين بأن نادي الرئيس علي حداد هو المرشح الأقوى لنيل لقب بطولة هذا الموسم. وما يلاحظ على آداء أرمادة نجوم إتحاد العاصمة، أنه في منحنى تصاعدي من مباراة لأخرى، حيث بدأت الاستراتيجية المعتمدة من طرف إدارة النادي، والعمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني يعطيان ثمارهما، خاصة بعد أن بدأ الشك يتسرّب إلى نفوس الأنصار إثر الإنهزام المفاجئ أمام مولودية العلمة في الجولة الفارطة، وهي النقطة التي أكد عليها جلّ اللاعبين قبل وبعد المباراة عند شباب بلوزداد، معتبرين التعثر في العلمة عثرة جواد، والدليل أن الفريق استعاد هيبته سريعا وحقق الفوز الرابع له والثاني في مباريات الداربي بعد ذلك المحقق في الجولة الثانية على حساب إتحاد الحراش. وتنتظر إتحاد الجزائر، مهمة في غاية الصعوبة، عندما يتنقل إلى تلمسان لمواجهة الوداد المنتشي بفوزه خارج الديار على حساب مولودية وهران (1 / 3)، وسيكون محروما من مدافعه الأيسر يخلف، ويتوجب على رونار إيجاد الخليفة الأنسب بغية العودة بنتيجة مرضية يؤكد بها أحقيته باعتلاء صدارة الترتيب العام.