توجد أكثر من 80 ألف عائلة فوق أراضي فيضية مياهها الجوفية قريبة من السطح وأخرى شيدت منازلها على حافة الوديان بوثائق رسمية، وبرخص بناء قانونية موقع عليها من طرف مسؤولي السلطات المحلية تشهد ولايات الوطن انتشارا واسعا لظاهرة تشييد المنازل على حافة شريط ساحل الأودية، مشكلا بذلك خطرا كبيرا على حياتهم اليومية، خاصة في فصل الشتاء، حيث يرتفع منسوب المياه بها، مشكلا سيولا جارفة تترتب عنها خسائر مادية وبشرية، ويأتي هذا في ظل عدم تهيئتها بصفة دورية من طرف المصالح المعنية، ما جعلها تشكل تهديدا بالغرق على حياة المواطنين. وتبقى هذه المناطق مرشحة لفيضانات في حال الأمطار الغزيرة، ما يجعل منها مدن مهددة بالغرق مثلها مثل تلك المحاذية للبراكين، فإن كانت العشريات الثلاثة الماضية قد عرفت جفافا نتيجة دورة مناخية فالتغير الذي يشهده العالم حاليا هو دورة ممطرة تنذر بعودة هذه الأودية إلى مجراها الطبيعي. وفي ظل هذه المعطيات والتغير المناخي الذي يشهده العالم، تضاعفت في الفترة الأخيرة تخوفات المواطنين خاصة الذين تتمركز سكناتهم على حافة الوديان من ظاهرة الفيضانات التي تجتاح مناطق مختلفة من الوطن، حيث ما يزال بوديانها التسعة النائمة في قلبها وعلى حوافها تجعل منها منطقة فيضية لتبقي البنايات وسكانها في حالة خطر كبير في حال تساقط كميات معتبرة من المياه.وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن أكثر من 15 ألف عائلة مهدّدة بهذا الخطر بالعاصمة لوحدها، فالبعض منها مبنية بطريقة غير شرعية ودون امتلاك رخص بناء، فيما نجد سكنات أخرى منها مشيدة بوثائق رسمية وبرخص بناء قانوني موقع عليها من طرف مسؤولي السلطات المحلية وهذا في ظل تجاهل هؤلاء السكان لأخطار المحدقة بهم. ويتمركز الخطر أكثر حسب ما أفادت به مصادر “الشعب”، بكل من وادي الحميز والحراش وباب الوادي، ووادي بنى مسوس، وادي كنيس، وادي اوشايح، وادي حيدرة، ولعلّ أخطر هذه الحالات هي تلك العائلات التي تتمركز سكناتها على حافة وادي الحراش ووادي الحميز. وأفادت ذات المصالح، أن ولاية تبسة تحتل المرتبة الأولى لهذه الظاهرة بحوالي 17236 منزل مشيد فوق أراضي فيضية، في حين تواجه 16 ألف عائلة الخطر نفسه بباتنة، و7772 بعين الدفلى و4929 بالنعامة و2710 بتيبازة و3075 بالمدية و999 بأم البواقي و3083 بالاغواط و2248 بالشلف و1438 بالبويرة و1159بتمنراست و6 أحياء بولاية وهران و776 بالوادي و1340بتسيمسيلت و2370 بالطارف و1633 بمستغانم و4 أحياء متمركزة وسط المدينة. أما ولاية جيجل تشهد بدورها ذات الخطر، حيث سجل على مستواها حوالي 47 بيتا و5 مناطق تشهد خطرا كبيرا، فيما سجلت عين تيموشنت 14 منطقة فيضية متمركزة عبر مختلف أرجاء الولاية، وتتمركز 9 أحياء على ضفاف الأودية بسوق أهراس، أما عنابة فتسجل 30 موقعا والمدية 3075 منزل والوادي 766 بيت، أما ميلة 1663 بيت وعين تيموشنت 14 منطقة، ويحاصر الخطر نفسه حوالي 784 بيت بالجلفة 1261 بسطيف و360 بيت بقالمة و 976 بيت بسعيدة و9 أحياء، حسب ما جاء في وثيقة للحماية المدنية تحصلت “الشعب” على نسخة منها.