ألقى رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، كلمة أمام أعضاء الفريق الوطني لكرة القدم، خلال حفل الاستقبال الذي خصهم به، أمس، بقصر الشعب، إثر تتويجهم بكأس أمم إفريقيا. وهو حفل أسدى رئيس الدولة، خلاله أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني لعناصر المنتخب الجزائري لكرة القدم، عقب تتويج «الخضر» بلقب كأس أمم افريقيا مصر-2019 سهرة الجمعة بالقاهرة في النهائي على حساب السنغال (1-0). فيما يلي نصها الكامل: «منذ أن بدأتم مشواركم الرياضي المظفر في منافسة قارية صعبة خلال الدورة الثانية والثلاثين لكأس أمم إفريقيا بجمهورية مصر العربية الشقيقة، تعلقت بكم آمال الجزائريات والجزائريين في الوطن وفي الخارج. ومنذ أن باشرتم هذه المنافسة الرياضية القارية الهامة، توسّم فيكم الشعب الجزائري التألق، ولأنكم من طينة هذا الشعب العظيم، حملتم في قلوبكم أمانة تحقيق الحلم، حلم الفوز والتتويج بالكأس الثانية. لقد خضتم المباريات الشاقة بروح وطنية متقدة وبمزايا رياضية تضاف إلى رصيدكم المشرف، فأجريتم لقاءاتكم مع الفرق المنافسة بثقة الأبطال الشجعان ومهارة اللاعبين المحترفين الكبار. وإنكم بهذا لخير قدوة وأحسن مثال لجيل من الشباب الجزائري الطموح، جيل وثاب غيور على الجزائر، جيل له من الاقتدار والكفاءة ما يجعله يمسك بمصيره بيده ليصنع مستقبل الوطن وأمجاده. إن تتويجكم المستحق بكأس أمم إفريقيا حدث رياضي تاريخي في حياة الأمة، منه انبثقت أفراح الجزائريين الذين عاشوا بالعقل والوجدان معكم وأنتم تبدعون الملاحم في الملاعب وترفعون مع كل استحقاق في هذه الدورة سقف التحدي، تجاوبا مع الملايين من المناصرين، وتوقا إلى إسعاد الجماهير الفخورة بكم، بأدائكم القوي الراقي، حيث امتزجت في تناسق مبهج أناقة وإبداع الإمكانيات الفردية مع صرامة ونجاعة قوة المجموعة. فكنتم بحق محاربي الصحراء.كنتم محاربين جديرين بهتافات آلاف المناصرين الذين تحملوا مشاق السفر، وأهازيج الشباب والعائلات وهم يملؤون الساحات والشوارع تعبيرا عن الابتهاج بالانتصارات التي حققتموها بحس الوطنيين وتواضع الواثقين. ولم تدخر الدولة بكل مكوناتها بما فيها الحكومة والمؤسسة العسكرية أي جهد لتوفير الدعم الضروري لكم وللسماح لمواطنينا التنقل بعدد كبير إلى مصر لمناصرتكم. إنها لجهود معتبرة قلما بذلتها دول أخرى في مثل هذه المنافسة، وهي بذلك تستحق التنويه والإشادة لما تضمنته من تخطيط محكم وموارد هامة وضعتها الدولة تحت تصرف مواطنينا لمرافقتكم وتشجيعكم في مشواركم للظفر بكأس أمم إفريقيا للمرة الثانية. واليوم، وإذ نحتفي بكم ومعكم في هذه السانحة، فلنسجل في لحظة حافلة بمشاعر الاعتزاز والشموخ، نسجل امتنان وعرفان وتقدير الشعب الجزائري لكم: مدربا وطاقما مسيرا ولاعبين، فلقد مكنتمونا أن نعيش لحمة وطنية أصيلة فيه، وأسعدتم ملايين الجزائريين معنا في أرض الوطن وفي العالم، ملايين الجزائريين الذين توشحوا بقدسية الراية الوطنية وهتفوا لجزائر قوية مجيدة. وإننا بهذه المناسبة، وإذ نتقاسم فيض المشاعر التي عمت ربوع الوطن ونجدّد لكم الشكر والامتنان لما قدمتموه طيلة الأسابيع الماضية من جهد مضن، ونقدر العناء والمشاق التي تحملتموها بصبر واعتزاز، وهو ما يرفعكم بجدارة إلى مقام التكريم والتشريف، حيث قررنا أن نسدي لكم أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني اعتبارا للإضافة التاريخية المشرفة وتقديرا لإعلائكم رصيد وشأن الرياضة الجزائرية. ويعد هذا التكريم استثنائيا بحق، إذ يهدف إلى مكافأة إنجازاتكم المتميزة لكي يكون مصدر إلهام وقدوة حسنة للأجيال القادمة. شكرا للجميع وعاشت الجزائر».