دعا المشاركون في أشغال اليوم التحسيسي حول مخاطر الانترنت، الذي نظمته جمعية «اقرأ» بدار الشباب، إلى ضرورة تضافر الجهود من خلال التركيز على الجانب الإيجابي لخدمات التكنولوجيات العالية، وكيفية الاستغلال العقلاني والتربوي لها، خاصة أن استخدام الشبكة العنكبوتية غزت كل البيوت ويستخدمها الكبير والصغير. في هذا الصدد، أكد الأستاذ عربوش إدير، على هامش هذا اليوم الحسيسي، ل «الشعب»، «يعتبر الإنترنت عالما كبيرا يجمع بين مختلف الثقافات، الألسن، الأجناس والأديان، كما يحتوي على الإيجابيات والسلبيات فهو سيف ذو حدّين، وعليه فإن إقبال أبنائنا على استخدامه يتطلب من الأولياء حمايتهم، من كل الأخطار المحدقة بهم خلال إبحارهم في هذه الشبكة العنكبوتية». الأستاذ عربوش يضيف، «إن براءة أطفالنا قد تعرضهم إلى الخطر، حيث يظنون أن الشبكة العنكبوتية تستخدم من اجل التسلية أو الحصول على معلومة ما، لكنهم يجهلون أنها تحمل كذلك أخطارا، على غرار الذئاب البشرية التي تنتهز الفرصة لتنقض وبلا رحمة عن هذه البراءة». لحماية الأطفال من أخطار الانترنت أكد محدثنا، «الحوار يعتبر الوسيلة الكفيلة لتوعية مستخدمي الانترنت من أبنائنا، حيث يضمن ذلك منح الأمان الالكتروني لهم في سن مبكرة، لا سيما وأنهم يلجؤون إلى استخدام الشبكة العنكبوتية، من خلال إنشاء حسابات بمواقع الألعاب أو غيرها، وهنا يأتي دور الأولياء لتحسيسهم بفكرة الخصوصية مثل كلمة السّر، وجميع المعلومات الخاصة بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعليهم أن يستوعبوا بأن الشعور بالأمان بسبب بعد المسافة أو التخفي وراء اسم مستعار، لا يمنح لهم صلاحيات ليست متاحة لهم حتى في عالمهم الحقيقي». دائما فإن الحوار وسيلة لتوجيه الأطفال، بحسب محدثنا، «علينا أن نسأل أبناءنا بشكل مستمر ومتكرر عن آخر ما قاموا به على صفحاتهم الشخصية، من تعليقات أو وضع صور قاموا بمشاركتها، ونحذرهم من أولائك الذين قد يغرونهم بهدايا على الشبكة العنكبوتية، مع الحرص على توعيتهم حول مخاطر رسائل البريد الإلكتروني أو المسابقات عبر الإنترنت، خاصة تلك التي يجهل مصدرها والتي قد تحمل برامج التجسس على أجهزة الكمبيوتر التي تستهدف سرقة المعلومات الشخصية». الأستاذة داود سميرة تعقب بدورها، «لا يخفى أن الانترنت حاضر بقوة في عصرنا الحالي، وعلى الأولياء الحضور بقوة لحماية فلذات أكبادهم، مع الحرص على تمكينهم من حماية أنفسهم، وتحصينها من كلّ الأخطار التي قد تصيبهم نتيجة لاستخدام الشبكة العنكبوتية، على غرار قضاء بعض الأوقات معهم أثناء تصفحهم للشبكة، وجعلهم يألفون أولياءهم معهم في الأوقات التي يستخدمون فيها مختلف التطبيقات، لأن ذلك يقوي خط التواصل والتفاهم معهم، وأوصي أن يكون الولي صديقا لهم ليتمكن من مراقبة تصرفاتهم، دون أن يشعرهم بذلك و يقوم بتوجيههم بشكل غير مباشر».