لم يعد الجلوس بالساعات أمام الحاسوب لتصفح شبكة الأنترنت بغرض التسلية والدراسة والتزود بالمعلومات آمنا لأطفالنا، فخلف شاشات الحاسوب ذئاب بشريّة تخطّط لاصطياد الأبرياء، يحذر منها الأخصائيون والخبراء في مجال حماية الأطفال باعتبارها سلاحا ذو حدين، فكما لها الفضل في جعل الطفل متفتحا على العالم ومكتسبا لمهارات الابتكار والإبداع، قد تجعله فريسة بيد المجرمين الذين يستغلون أرضية الشبكة للإيقاع بضحاياهم. كثيرا ما لا يفلح الأولياء في حماية أطفالهم من الأخطار التي يعتقدون خطأ أنها لا تأتي إلا من الشارع، فالطفل ليس في مأمن من الذئاب البشرية التي تتربص به حتى وهو في غرفته خلف حاسوبه، حيث يكون بعيدا عن أخطار الحوادث والاختطاف وغيره، إلا أن خطر تصفح الطفل لشبكة الأنترنت بدون مرافقة وتوجيه ورقابة الأولياء قد تجعله ضحية للمجرمين، وقد أكد مختصون ومشاركون في لقاء تحسيسي حول الأخطار المتعلقة باستعمال الإنترنت نظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمبادرة من الأمن الولائي بقسنطينة على ضرورة أن يتحلى الأولياء بالوعي حول مخاطر الأنترنت ومرافقة أبنائهم لتوجيههم وحمايتهم من الأضرار المتعلقة باستخدامها، كما تم التركيز من خلاله على الدور الحاسم الذي يلعبه الأولياء في مسار مكافحة مخاطر الإنترنت على الأطفال، والذين أكدوا أن الإنترنت أداة ذات حدين لذا فإنه تقع على عاتق الأولياء مسؤولية تربية وتوجيه أطفالهم حتى يستخدموا هذه الأداة الحديثة للإعلام والاتصال بشكل صحيح، ويتعين مراقبة ومتابعة هذه الأداة التي يمكنها أن تشكل "فخا مرعبا" للأطفال على وجه الخصوص من طرف الأولياء الذين "لا يحق لهم ارتكاب الأخطاء" حسب ما أعرب عنه المشاركون في هذا اللقاء. * شبكة "الأنترنت" أرضية خصبة لاصطياد الضحايا أوضح المختصون بأنه يتعين على الأولياء العلم بأن أطفالهم حين يتفحصون الإنترنت بشكل يومي يكونون بذلك فريسة لبعض المجرمين الذين يجعلون من شبكة الإنترنت أرضية مفضلة لاصطياد الضحايا، حسب ما أوضحته محافظة الشرطة فيروز بودريوة رئيسة فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية التي دعت الأولياء إلى تعزيز عمليات مكافحة هذه الظاهرة من خلال إبقاء أعينهم يقظة حول ما يقوم به أبناؤهم على شبكة الإنترنت، ومن المؤكد أن الإنترنت يعد أداة لا غنى عنها حيث أضحى حيويا في الحياة اليومية للشعوب فيما يتعين أن يستجيب استخدامه لمعايير محددة من أجل تفادي "أي انعكاس غير مرغوب فيه" حسب ما أضافته ذات المتحدثة مشددة على دور المدرسة في مرافقة جهود مكافحة مخاطر الإنترنت.
* عبد الرحمن عرعار رئيس شبكة ندى ل"الحوار" على الأولياء لعب دور المرافقة وليس المراقبة أوضح رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل ل "الحوار" بخصوص مخاطر الانترنت على الأطفال بأن الرقابة الأسرية ضعيفة بهذا الخصوص، لافتا الانتباه إلى أن الأسرة ليس عليها أن تلعب دور المراقب وإنما دور المرافق، وعلى الطفل أن يتعلم كيف يحمي نفسه بنفسه ومرافقة الأولياء ضرورية تجاه الأطفال خصوصا إذا تعلق الأمر بتصفح شبكة "الانترنت" التي قد تعرض الطفل إلى مخاطر متعلقة بالإباحية أو التطرف، فكيف يمكن للأولياء مراقبة الابن، في حين يمكنه التواصل على الشبكة بهاتفه المحمول الخاص، وعليه من المفروض أن يكون الهاتف محميا حتى تطمئن قلوب الأولياء على أبنائهم حينما يبحرون على شبكة الانترنت، كما أشار إلى وجود آليات حديثة تسمح للأولياء معرفة مكان أبنائهم عبر الهاتف المحمول، إلا أن هذه الآليات غير مطبقة، كما حذر رئيس شبكة "ندى" الأولياء والأسر من تخويف أطفالهم من التكنولوجيا أو منعهم من استخدام شبكات الانترنت خوفا عليهم من مخاطرها، وإنما ينبغي حثهم وتشجيعهم على استعمال التكنولوجيا بما يخدم التطور والتنمية، مشيرا إلى مطالب "ندى" بسن قانون يحمي الأطفال من مخاطر الأنترنت حتى سن الرشد. آمنة/ ب