لا تحل ذكرى من مسار تاريخنا الوطني إلا وتسجل الباحثة الجزائرية المقيمة في المهجر زهية المقراني- غونون حضورها بتقديم شهادات وعناصر جديدة تسقط كل مرة اوراق الزيف الاستعماري الذي بدأ بمجازر الاحتلال سنة 1830 وانتهى بمجازر فضيعة في 17 أكتوبر1961 على التراب الفرنسي نفسه حيث امتد لهيب ثورة التحرير مرورا بمجازر 8 ماي 1945 الدنيئة التي تطارد تاريخ بلد الحرية والديمقراطية. وفيما يلي خلاصة موجزة ومترجمة حول أحداث 17 أكتوبر التي لعب فيها الجلاد ''بابون'' دورا رئيسيا عكس عنصريته وتشبعه بالممارسات النازية. ''كان موريس بابون الحلقة الاخيرة لسلسلة النظام القمعي الفرنسي الذي لم يترك اي وسيلة جهنمية الا واستعملها ضد الشعب الجزائري... بابون الذي كان في خدمة نظام فيشي أظهر قدرات كعون للنازيين إلتقطه ديغول الذي كان على رأس الحكومة الفرنسية المؤقتة ليعيد تأهيله بتعينيه مستشارا تقنيا للشؤون الجزائرية ملحقا بوزارة الداخلية وعينته الجمهورية الرابعة حاكما لقسنطينة سنة 1947 ثم كافأته بتعيينه في مصالح البوليس لمنطقة باريس. وبعد عودة ديغول إلى الحكم إحتفظ به ليخدم الثنائي ديغول / دوبري تماما كما خدم نظام بيتان / لافال، في يوم 18 أكتوبر 1961 غداة 17 أكتوبر تدخل وزير الداخلية الفرنسي امام الجمعية الوطنية على الساعة العاشرة والنصف ليلا، وعلى مدى حوالي عشر دقائق هنأ محافظ البوليس (بابون) على ما امعن فيه من قمع وتعذيب للجزائريين الذين خرجوا في تظاهرة سلمية عبر شارع ايليزي ولوبيرا وكان نفس الوزير قد تدخل يوم 13 أكتوبر بنفس المكان ليعد الوسائل التي جندها ضد الجزائريين بفرنسا لرحيلهم الى الجزائر. تجدر الاشارة الى ان الدفاتر التاريخية المتعلقة بالعمليات المحفوظة في المصالح التاريخية لوزارة الدفاع لا يسمح بالاطلاع عليها بذريعة الشرف أولوية كما دعا اليه دوبري وهذا يتقاطع مع ما سجله هتلر في قانون 15 سبتمبر 1935 بنورنبرغ لحماية ما يسمى الشرف الألماني. انه الشرف بثمن الرعب ... في 31 أكتوبر تم إنتشال جثة فاطمة بيدار من قناة سان دوني بعد فقدانها من سكناها ب 8 شارع سان وان منذ 16 اكتوبر مساء، لقد بدأت المجزرة مع اول خطوات المظاهرات واستمرت بعدها بتواطؤ من كل من كانوا في نظام المجمهورية الفرنسية بدءا بصمت الرئيس الفرنسي انذاك الى اعوان النازية، مسؤول البوليس بباريس بابون، كاسان، ميشلي، كابيتان فور، فيدال، ديفرجي، مسوقي القانون في قاعات الجامعات فقط او على الورق. ------------------------------------------------------------------------