استيقظ الجمهور الرياضي الجزائري يوم أمس على خبر إلغاء المباراة الودية بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني، بعد أن كان رئيس الاتحادية الكاميرونية محمد إية قد أعلم الفاف ليلة الاثنين إلى الثلاثاء باستحالة تنقل «الأسود الجموحة» إلى الجزائر بعد الخلاف المالي الذي نشب بين اللاعبين والاتحادية، مباشرة بعد نهاية دورة «ال جي». وبالتالي، فإن المنتخب الوطني لم يتمكن من إجراء المباراة الودية الثانية التي كانت مبرمجة منذ مدة طويلة، مما أثر على سيرورة التحضيرات التي برمجها المدرب الوطني وحيد هاليلوريتش.. كما تأسفت «الفاف» عن هذه الوضعية غير الرياضية وستتخذ الاجراءات اللازمة مع الهيئات المعنية للدفاع عن حقوقها وكذا الضرر الذي نجم عن هذا الإلغاء. لم يسبق وأن شاهدنا وعشنا سيناريو من هذا النوع، والذي بدأ صباح يوم الاثنين عندما بدأت الأخبار تصل عن وجود خلاف بين أعضاء المنتخب الكاميروني، ومن الممكن أن يتم إلغاء المباراة.. وخلال هذا اليوم تضاربت الأنباء، خاصة بعد أن غادر النجم سامويل ايتو معسكر الفريق متوجها إلى اسبانيا.. وبعدها مباشرة جاء تصريح مدرب المنتخب الكاميروني لافان الذي أعلن أن كل الأمور سويت وسنتنقل إلى الجزائر ليلة الاثنين أم صباح الثلاثاء.. واعقب هذا التصريح بيان الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.. التي أشارت فيه انها لم تتلق أي طلب بالغاء المباراة.. الأمر الذي طمأن الجميع، خاصة المعنيين وهم أعضاء المنتخب الوطني من لاعبين وطاقم فني.. لكن الخيبة كانت كبيرة في ليلة نفس اليوم، اين لم يتوصل الطرف الكاميروني لحل المعضلة والاستجابة للالتزامات مع الاتحادية الجزائرية، حيث الغيت المباراة!!؟ ففي الوقت الذي انتظرنا كلنا هذه المواجهة بين فريقين لهما وزن كبير في الساحة القارية، وكان بإمكان المنتخب الوطني الاستفادة من منافس جيد لتحضير المنافسات الرسمية القادمة، ها هي الأمور تسير عكس ما كان منتظرا. ويمكن اعتبار المدرب هاليلوزيتش «الخاسر الكبير» في هذا الحدث، كونه كان يعول كثيرا على مباراة يوم الثلاثاء، هو الذي قام بإدخال تشكيلة أولى أمام تونس وكان بصدد إدخال تشكيلة مغايرة أمام الكاميرون للوقف على امكانيات كل واحد تحسبا لمباراة غامبيا.. لكن يبقى التساؤل مطروحا حول الحلول التي سيجدها المدرب الوطني لتخطي هذا المشكل. كما أن الجمهور الرياضي الجزائري هو الخاسر الثاني، كونه انتظر بشغف رؤية القادم الجديد للتشكيلة الوطنية سفيان فغولي بهذه المناسبة للمرة الأولى إلى جانب نجوم منتخب الكاميرون وعلى رأسهم اللاعب السابق لانتر ميلانو سامويل ايتو.. لكن يبدو أن هذا الأخير كان في مقدمة اللاعبين المطالبين بضرورة الحصول على العلاوات والا سوف لن يلعب مباراة الجزائر، خاصة وأنه تنقل مباشرة إلى اسبانيا دون أن ينتظر القرار الأخير والنهائي بالنسبة لهذه القضية.. وبالتالي فقد ضيع ايتو والمنتخب الكاميروني الكثير من المحبة والتشجيع والتقدير الذي كان الجمهور الجزائري يقدمه لهذا الفريق الكبير الذي يعد من بين أحسن المنتخبات على الساحة القارية.. لكن هذه المرة أثر على منافسه دون أن يلعب وبطريقة غير رياضية.. لأن الحلول لم تبق كثيرة بالنسبة للفريق الوطني والفاف بسبب ضيق الوقت!!؟