برمج المدرب الوطني وحيد هاليلوزيتش مباراة تطبيقية سهرة أول أمس بملعب 05 جويلية الأولمبي، جمعت تشكيلتين للمنتخب الوطني الأول، الأولى ضمت العناصر التي واجهت منتخب تونس السبت الماضي، والثانية اللاعبين الذين كان من المفترض أن يشاركوا في المباراة الدولية الودية الملغاة أمام المنتخب الكاميروني، بعد رفض ايتو وزملاؤه التنقل إلى الجزائر احتجاجا على عدم تلقيهم منحة التتويج بدورة (أل جي) الودية ودخولهم في اضراب عن اللعب للتعبير عن استياءهم من تصرفات مسؤولي الاتحادية الكاميرونية لكرة القدم. وعلى الرغم من الاضطرابات التي طرأت على برنامج المنتخب الوطني خلال التربص الذي اختتم أمس بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى باستحالة اجراء المباراة الودية الثانية، كما سبقت الإشارة اليه إلا أن التقني البوسني هاليلوزيتش أبى إلا أن يواصل العمل الذي بدأ من خلال إقامة لقاء بين العناصر الدولية المشاركة في التربص رغبة منه في تعويض غياب المنافس الكاميروني، وبالتالي اغتنام المناسبة لإعطاء الفرصة لجميع اللاعبين عن طريق تجريبهم في مراكز متعددة وكذا تطبيق خططا تكتيكية متنوعة بغية الوصول إلى تكوين فكرة عن مدى العمل المنجز بعد أسبوع من انطلاق التربص، والتي ستكون محددة بشكل كبير التركيبة البشرية التي ينوي «وحيد» الاعتماد عليها في المواعيد الهامة التي تنتظر الفريق الوطني بداية من تصفيات كأس افريقيا والعالم 2013 و2014 على التوالي. وعلى عكس ما كان منتظرا، وعوض أن تكتشف الطاقم الفني والأنصار امكانيات لاعب فالنسيا المنضم حديثا للنتخب الجزائري سفيان فغولي والاضافة التي سيقدمها، خلف الثنائي هلال سوداني، سعيد بوشوك المفاجأة، وصنعا الحدث خلال المباراة، حيث عرفا كيف يستغلان الفرصة لاثبات الامكانيات والقدرات الفنية والبدنية التي يتمتع بها كل منهما، خاصة بوشوك القادم من عاصمة الأوراس باتنة، أين لم يكن يحلم حتى بالدعوة للمنتخب الوطني، وإذا به يجد نفسه داخل أرضية الميدان في الشوط الثاني، وقدم مستوى جيد مقارنة بباقي اللاعبين، خطف به الاضواء، خاصة وأن الجمهور الحاضر أعجب كثيرا بمردوده وصفق له في كل مرة لمس فيها الكرة، ليرد بذلك على الانتقادات التي وجهها له هاليلوزيتش قبل يومين من اللقاء، من خلال الهدف الذي سجله في مرمى مبولحي، وإهدائه كرتي الهدفين الثالث والرابع لسوداني وغيلاس، ومن بين الأشياء الايجابية التي تم تسجيلها بعد انتهاء تربص سيدي موسى، تألق اللاعبين المحليين مترف وبوشوك، في حين يبدو أن الثلاثي عودية، مفتاح وتجار قد فقدوا ثقة الطاقم الفني، حيث لم يقدموا الشيء الكثير بما يسمح لهم بالحصول على فرصة أخرى، على عكس حشود الذي لعب كظهير أيسر ولا يمكن الحكم عليه في منصب ليس من اختصاصه. كما أن تمكن المنتخب الوطني «الأبيض» من توقيع أربعة أهداف كاملة، بعث الأمل والتفاؤل في نفوس المتتبعين والمدرب على حد سواء، وجعل هاليلوزيتش سعيدا بعد أن توصل أخيرا للوصفة المناسبة لحل عقدة الهجوم التي لطالمات شكلت هاجسا بالنسبة للخضر منذ فترة طويلة، وعجز الثنائي جبور وغزال عن التسجيل، ولولا فعالية المدافعين في مناسبات كثيرة وحسن استغلالهم للكرات الثابتة، لما تمكن أشبال سعدان انذاك من بلوغ مونديال جنوب افريقيا 2010، وبالتالي يمكن القول أن تألق كل من بوشوك وسوداني من شأنه حل العديد من المشاكل في القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني.