لا تزال حوادث المرور تحصد الكثير من الأرواح البريئة مسجلة ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر العشر الأخيرة ب400 ألف حادث مقارنة بالعام الفارط بالرغم من الحملات التحسيسية والجهود المبذولة. هذا ما كشف عنه المشاركون في ندوة حول حوادث المرور بمركز الصحافة »المجاهد« أمس مؤكدين ان العامل البشري يبقى السبب الرئيسي في ارتفاع ضحايا إرهاب الطرقات بنسبة 85.95٪ نتيجة للإفراط في السرعة وإهماله ولا مبالاته. أوضح زواوي رابح ممثل مديرية الأمن عند استعراضه بلغة الأرقام للحصيلة المسجلة على مستوى الهيئة خلال الأشهر العشر الأخيرة أنها سجلت ارتفاعا مذهلا ب 15 ألف و868 حادث خلف 650 قتيل و18 ألف و432 جريح. ورأى زواوي أن هذه الحصيلة ليست فقط قراءة إحصائية بل هي وسيلة تدعو للتحليل والتنبؤ لتذليل كل الأسباب المؤدية لحوادث المرور داعيا إلى حلول مستعجلة للتحكم في الظاهرة وإيقاف هذا الإرهاب الجارف، وفي هذا السياق اقترح المتحدث ان تكون هناك استمرارية ومداومة على حملات التوعية والتحسيس قصد زرع الثقافة المرورية سيما لدى الأطفال من خلال الإكثار من المدارس والحدائق المرورية، وكذا في التكوين المتخصص لرجال الأمن ومدارس السياقة دون التخلي عن الصرامة في تطبيق قانون المرور. وفي مقابل هذه القراءة الإحصائية قدم الرائد عزوز لطرش ممثل الدرك الوطني أرقام أخرى تعبر عن تنامي الظاهرة حيث سجل 21520 حادث أدى إلى مقتل 3286 شخص وجرح 38903 بزيادة 68.31٪ أي ما يعادل 70 حادث و10 قتلى و127 جريح في اليوم. ودعا لطرش إلى توحيد الجهود لاحتواء اللاأمن المروري بين كل المتدخلين والفاعلين في ميدان أمن الطرقات بما في ذلك المجتمع المدني. من جانبه أرجع مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات بوطالبي الهاشمي ارتفاع حصيلة حوادث المرور بسبب العامل البشري خلال الأشهر العشر الأخيرة مقارنة بالسنة الفارطة بزيادة قدرت ب8،27٪ نظرا لتطبيق أحكام القانون الجديد والتخوف من العقوبات التي يتضمنها لمخالفيه، وبعد زوال هذا التخوف عاد الوضع إلى سابق عهده. وحسب بوطالبي فانه يجب التركيز على ترسيخ الثقافة المرورية وإدخالها في مناهج الدراسة وتكوين جيد للسائقين لكي يكونوا متحكمين ومؤهلين مع المعرفة بقانون المرور والسلامة المرورية والحرص على تطبيقها واحترامها، ناهيك عن تطوير منظومة الردع وتطبيقها بكل صرامة. من جهته أكد عاشور فاروق مكلف بالإعلام للحماية المدنية ان حوادث المرور عرفت ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر جويلية، أوت وسبتمبر بسبب موسم الاصطياف بنسبة 26٪ حيث تم تسجيل حوالي 700 تدخل بزيادة قدرت ب5،10٪. وفيما تعلق بالتأمين على حوادث المرور أوضح ممثلوا مؤسسات التأمين أن الأولوية موجهة للتكفل بالأطفال والمعاقين ومن ثم الأضرار المادية. وعرفت الندوة الكثير من التساؤلات خاصة فيما تعلق بقطاع الغيار المقلدة وتحميل المسؤولية لمدارس السياقة حيث نفى عاودية رئيس الفدرالية الوطنية لمدارس السياقة ان تكون هذه المدارس سببا في ارتفاع حصيلة الحوادث كونها مسؤولة فقط عن التكوين وتلقين قواعد قانون المرور. واقترح عاودية لتجسيد السلامة المرورية وتعزيزها أكثر استحداث رخصة سياقة مهنية خاصة بالنقل الثقيل وتطبيق المنظومة الردعية بصرامة لأن الجزائري لا يخاف إلا إذا لمست جيبه.