أطلقت السلطات الولائية لبومرداس حملة واسعة للتشجير بداية من شهر أكتوبر الجاري بالتنسيق مع محافظة الغابات وعدد من القطاعات الأخرى كالتربية، التكوين، الصحة، الكشافة والجمعيات المهتمة بالبيئة وغيرها من الفعاليات الأخرى المطالبة بإنجاح هذا البرنامج الطموح في ظل تحديات تنامي ظاهرة الحرائق التي تأتي سنويا على عشرات الهكتارات وغياب الحس البيئي نتيجة الإعتداء الذي تتعرض له المساحات الغابية أبرزها غابة الساحل بزموري.. دقت الكثير من المنظمات والجمعيات المهتمة بمجال البيئة وحماية المساحات الغابية والرطبة على المستوى المحلي ناقوس الخطر بسبب ظاهرة اللامبالاة من قبل المواطن والمؤسسات الصناعية الملوثة للبيئة، وأخرى حولت عشرات الهكتارات من المساحات الجبلية الخضراء إلى صحراء قاحلة جراء استمرار عملية استخراج مادة التيف وعدة محاجر أخرى تعبث بالبيئة والمحيط الايكولوجي على مستوى مرتفعات بلدية قدارة رغم الاحتجاجات المتكررة للمواطنين الذين تأثروا كثيرا نتيجة الانعكاسات الصحية السلبية. كما تتواصل عمليات الاعتداء على المساحات الغابية المعروفة بولاية بومرداس خاصة منها غابة الساحل بزموري التي عرفت تقلصا كبيرا وقطع للأشجار من أجل القيام بأنشطة فلاحية أو استثمارية على حساب هذا الفضاء الطبيعي الهام، ومساحات أخرى غابية هامة أتت عليها الحرائق في السنوات الأخيرة طالت حتى أشجار الزيتون والمثمرة في عدد من المناطق الجبلية ما بين تيجلابين، عمال وبني عمران والناصرية وصولا إلى أجزاء من غابة ميزرانة ببلدية اعفير التي عرفت عدة حرائق خلال هذه الصائفة. أمام هذه الوضعية الكارثية التي تتكرر كل سنة وتراجع الحس المدني وعدم الاهتمام بالشجرة والمساحات الخضراء وحملات التشجير التي كانت تنظمها الولاية دوريا للحفاظ على هذه الفضاءات وتعويض الأجزاء المتضررة، جاءت هذه المبادرة المحلية التي تشرف عليها محافظة الغابات في إطار برنامج وطني للتشجير لإعادة إحياء هذا التقليد تحت شعار»شجرة لكل مواطن» هدفها تنظيم عملية تشجير واسعة لغرس أزيد من 50 الف شجرة باستغلال مختلف المساحات العامة ومساحات المؤسسات وأرصفة الطرقات، مع إشراك الجمعيات وتلاميذ المدارس التي ستستفيد من حصة معتبرة من الشجيرات لغرسها.