الاسترجاع الحلقة الأضعف في الاقتصاد الأخضر 34 مليون طن من النفايات تنتج سنويا بينما الكمية المسترجعة منها تتراوح ما بين 7 و10بالمائة حسب تقديرات الوكالة الوطنية للنفايات وحسب ما صرح به مديرها كريم ومان ل «الشعب» على هامش الصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات «ريفاد 2019» في طبعته 4 المنظم أمس ب»صافكس». بحسب إحصائيات وزارة البيئة والطاقات المتجددة وتقرير مجموعة أكسفورد للأعمال الصادر في افريل 2018، فإن كمية النفايات المذكورة تمثل قيمة تجارية قدرها 40 مليار دج وخلق 100 ألف وظيفة بما فيها 40 ألف وظيفة مباشرة. ويبرز الصالون الذي افتتحته فاطمة الزهراء زرواطي بمعية عدد من أعضاء الحكومة، وشارك فيه قرابة 80 عارضا، أهمية ودور المقاولاتية الدائرية، والتي تتمثل في تكوين ثروة من الموارد المحدودة من خلال تنفيذ حلول مبتكرة لمشاكل إدارة النفايات، والمساهمة بالتالي في خلق الموارد اللازمة للتنمية الاقتصادية. وقد سمح هذا الفضاء بالتعرف على المعدات والتقنيات المستخدمة في مجال استرجاع ومعالجة النفايات، تعزيز مجال استرجاع ورسكلة النفايات مع تشجيع الاستثمار وإنشاء مؤسسات جديدة، وكدا تعزيز وتطوير إدارة وتثمين النفايات الصناعية. ياسين يحول عبوات المشروبات الغازية إلى مواد ديكور راقية من خلال تغطية فعاليات هده التظاهرة، اكتشفنا شبابا عرضوا ابتكارات واختراعات للاستعمالات أو للديكور باستغلال النفايات كمادة أولية، منهم الشاب ياسين وعراب المنحدر من أعالي بوزريعة، الذي تحدث ل «الشعب» عن تجربته في مجال استرجاع وتثمين النفايات. يستخدم ياسين عبوات المشروبات الغازية لماركات معروفة، لصناعة أشكال مختلفة لديكورات وحتى لعب أطفال، بتقنية فنية كبيرة جعل من هذه العبوات طائرات، حافلات، سيارات، دراجات نارية، وآلات موسيقية، ومزهريات. قال ياسين إنه شارك في معارض دولية منها معرض دولي في دبي، وفي معرض بالنمسا، حيث عرض ابتكاراته ونالت إعجاب وتقدير الزوار هناك، وأفاد يقول إنه يصدر إلى بريطانيا منتوجاته المصنعة من النفايات بمعدل 10 منتوجات شهريا، بمقابل 20 أورو للمنتوج الواحد، وقد يختلف الثمن حسب ما يتطلبه المنتوج من مواد أولية. وذكر ياسين أنه من خلال عمله هذا يساهم في التقليص من كمية النفايات التي تخلفها هذه العبوات، حيث يقوم بجمعها بنفسه مساهما بذلك في نظافة المحيط، كما أنه قام بتكوين 72 شابا في هذا المجال على المستوى الوطني. غير أن هذا الشاب تواجهه بعض العراقيل، منها ضيق المكان الذي يعمل فيه والذي لا يسع المنتوجات والمواد الأولية، ولذلك وجه نداء لوزارة البيئة والجهات المعنية بتقديم له مساعدات، حتى يتمكن من توسيع نشاطه وخلق مناصب شغل لمن يريد العمل في مجال استرجاع النفايات. وغير بعيد اقتربنا من جناح لمؤسسة خاصة «غرين سكي» المتخصصة في تسيير النفايات الصناعية الخاصة والخاصة الخطيرة، وحسب ياسين بن حورة المكلف بالإعلام فإن الشركة تحصلت على 4 اعتمادات وزارية مشتركة، فهي تقوم بحرق النفايات من هذا النوع لتخليص البيئة من آثارها السلبية والخطيرة، وتقوم بإعادة تدوير النفايات على غرار الصهاريج الحديدية الصغيرة، التي يعاد رسكلتها وصناعة أريكات باستعمالها كمادة أولية. قال المتحدث إن الشركة شرعت في هذا النشاط التدويري مند سنة 2010، وهي حاليا تصدر للخارج النفايات من هذا النوع والمنتوجات المصنعة من النفايات الصناعية الخاصة. المركز الوطني للسجل التجاري كان حاضرا في هذه التظاهرة، وقد صرح ل «الشعب» ممثل عن هده الهيئة أنها شاركت في الصالون من أجل تقديم الشروحات اللازمة للشباب الراغبين في إنشاء مقاولتهم الخاصة في مجال تثمين النفايات. المركز الوطني للسجل التجاري: 10 آلاف شركة تنشط في مجال الاسترجاع استعرض المتحدث مختلف التسهيلات التي يقدمها المركز للشباب في إطار مرافقتهم على تجسيد مشاريعهم وخلق نشاطات خاصة بهم في مجال تدوير النفايات أو ما يسمى بالاقتصاد التدويري، حيث تم إلغاء كل الشروط تقريبا لتمكين الشاب للحصول على سجله التجاري في مدة لا تقل عن 24 ساعة، فهو لم يعد ملزما بدفع وصل كراء المحل، ووثيقة الانتساب إلى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية « كناس» و» كاسنوس».... ولفت المتحدث إلى أن قطاع النفايات عرف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ولذلك استحدث السجل رمزا خاصا بالنشاط المتعلق بالبيئة بصفة عامة، كاشفا أن عدد الشركات التي تنشط في هذا المجال لا يتعدى 10 آلاف شركة على مستوى التراب الوطني. ويذكر أن الصالون الدولي لتثمين واسترجاع النفايات «ريفاد 2019» يدوم 4 أيام وتشارك فيه 5 قطاعات منها مرافق جمع ونقل النفايات، معدات معالجة وإعادة تدوير النفايات الصناعية ومراكز الفرز والدفن.