أطلقت شركة »سيال« أشغال صيانة قنوات المياه على مستوى أحد الأحياء بمنطقة الشراڤة منذ عدة أشهر، ولم تنته هذه الأشغال بسبب تباطؤ وتيرة العمل على نحو غير مسبوق. فمنذ حوالي ثلاثة أشهر، لم تتوقف عملية الحفر التي أقلبت الحي رأسا على عقب، حيث تسير الأشغال على نمط تقليدي للغاية، لا تعكس أن الشركة التي تقف وراء عمليات الصيانة أجنبية، وكان يفترض أن تعتمد على طريقة تسيير حديثة وفعالة، مثلما كان يتوقع منها. لكن ما يحدث على مستوى حي السعيد حدادي بمنطقة الشراڤة يوحي بأن الأمر يتعلق بشركة تابعة لاحدى الدول المتخلفة بالنظر إلى المستوى الرديء للخدمات، وإلا كيف يفسر أن تتحرك »سيال« الشراڤة بسرعة بعد أن فضحت احدى الصحف الوطنية رداءة الأشغال التي تنجزها بذات الحي، ولكن تحركها كان أكثر رداءة عندما حاولت اتمام ما أنجزته في أحد مقاطع الحي بردم الحفر ومحاولة ايصال المياه إلى السكنات المجاورة، وكانت النتيجة أن تفجرت إحدى قنوات المياه وظلت تسيل منها المياه الصالحة للشرب لساعات طويلة، اضطر على إثرها سكان الحي، إلى إخطار المعنيين بالأمر لإصلاح العطب الذي تسببت فيه الشركة بعد ضياع الكثير من المياه الثمينة. الأشغال التي تنجزها »سيال« على مستوى الحي بدأت وكأنها تسير وفق سياسة »البريكولاج« والتباطؤ إلى حد إثارة المزيد من الاستياء لدى سكان الحي، الذين تساءلوا عن المدة العادية التي كان يفترض أن تنجز فيها الأشغال، مبدين الكثير من الإنزعاج والسخط لاستمرار حالة الفوضى في الحي، التي لا يبدو أنها ستنتهي في القريب العاجل، طالما أن »سيال« الشراڤة لا تزال في كل مرة وفي أوقات متقطعة تحط الرحال لتنجز جزء من الأشغال ثم تختفي لفترات طويلة وتعود مجددا لمواصلة نفس الأشغال، وهكذا دواليك. ويبقى السؤال الكبير الذي يطرح على أصحاب القرار: إلى متى تظل الشركة الأجنبية تتماطل في أشغالها بالحي المذكور، وهل من رقابة على ما تفعل، لأنه وكما يبدو فإنها تعمل دون رقيب أو حسيب.