كشف عثمان ايت وابلي، مدير مكتب الامراض المعدية بوزارة الصحة، أن 61 بالمائة من حالات السيدا المكتشفة لهذه السنة سجلت لدى فئة الشباب الذين يتجاوز سنهم الخامسة عشرة، حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة، حسب ذات المتحدث، أكثر من 632 إصابة، أكثر من نصف هذه الحالات تم اكتشافها وسط الذكور وشكلت الإناث منها 34 بالمائة وعدد حاملي الفيروس منها 566 بالإضافة إلى 66 إصابة بالمرض. ذكر الدكتور ايت اوبلي ان الجزائر شهدت ارتفاعا في عدد الإصابات بالايدز، رغم الجهود التي تبذلها الدولة في مكافحة هذا الداء. إلا انه ورغم الارتفاع المسجل في الحالات المكتشفة إلا ان الجزائر تبقى من الدول التي تعرف تدنيا في عدد مرضى الايدز مقارنة بالدول الأخرى، ''لكن ذلك لا يمنعنا من مواصلة الجهود المبذولة للحد من انتشار السيدا في المجتمع بتسطير برنامج وطني يهدف إلى كبح انتشار هذا المرض ومراقبته بالطرق العصرية التي تكفل حصر عدواه داخل المجتمع من خلال تكثيف عمليات المراقبة بالإضافة الى تكثيف العمليات التحسيسية والوقائية داخل المجتمع، من خلال الاستعانة بجميع فعاليات المجتمع المدني خاصة الجمعيات التي تهتم بهذه الشريحة من المرضى''. 50 جنسية إفريقية في ولايات الجنوب وذكر الدكتور عثمان ايت اوبلي أن انتشار هذا المرض خص بصورة كبيرة ولايات الوسط، حيث شكلت لوحدها 31 بالمائة من إجمالي عدد الحالات المكتشفة في التسعة أشهر الاولى من السنة الحالية. وأرجع ذات المتحدث ارتفاع عدد الإصابات بالسيدا في الجنوب الجزائري الى ارتفاع عدد المهاجرين بتلك الولايات خاصة القادمين من دول افريقية مجاورة، حيث يتمركز بهذه الولايات مهاجرون من أكثر من 50 دولة افريقية، وهو ما يضاعف من احتمال حدوث زيادة في عدد الإصابات بالايدز في تلك المناطق رغم المجهودات التي تبذلها الدولة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتي تؤثر بشكل سلبي على العديد من مناحي المجتمع سواء الاقتصادية او الاجتماعية والصحية على السواء. 90 بالمئة منهم يجهلون طبيعة المرض ارجع البروفيسور عاشور عمران السبب الرئيسي لانتشار عدوى فيروس نقص المناعة المكتسب، في الجزائر، الى العلاقات الجنسية التي شكلت منذ اكتشاف أول حالة للإصابة بالسيدا في الجزائر السبب رقم واحد للإصابة بهذا الداء في مجتمعنا، وهو ما جعله ضمن الطابوهات التي لا يمكن الحديث عنها في الجزائر. كما أكد البروفيسور عمران أن السبب الثاني للإصابة بالسيدا في الجزائر يعود الى العدوى من الأم الى جنينها ثم المخدرات. واضاف ان الاستراتيجية التي اتبعتها وزارة الصحة تعتمد بصفة رئيسية على الوقاية وتوفير العلاج اللازم لجميع المرضى دون استثناء، بالإضافة إلى العمل على رفع مستوى المساندة النفسية والاجتماعية وتقوية المراقبة الصحية عبر الوطن. كما نبه البروفيسور عمران الى ضرورة اليقظة لمحاصرة انتشار هذا المرض في المجتمع الجزائري. فبعد أكثر من 25 سنة بعد اكتشاف أول حالة للإصابة بداء السيدا في الجزائر، فإن، وللأسف، 90 بالمائة من المرضى يجهلون طبيعة المرض. وأضاف أن معدل الوفيات بسبب الاصابة بداء السيدا قد انخفض بشكل كبير مقارنة بالدول الأخرى، وهو ما تسعى الجزائر إلى تحقيقه من خلال تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا والتركيز على الوقاية التي أثبتت في الكثير من التجارب أنها السبيل الوحيد للتقليل من انتشار أي مرض كان. الجزائر ضمن منطقة تشهد ارتفاعا في الإصابات ركز ممثل المنظمة العالمية لمكافحة الايدز في الجزائر، عادل زدام، على التأكيد أن الوقاية والحملات التحسيسية طوال العام تشكل مساندة قوية لجهود الدولة في مجال مكافحة السيدا، وذلك من خلال مشاركتها في تنظيم مختلف الأيام الدراسية والحملات التحسيسية في الأوساط الشبانية سواء في المخيمات الصيفية او دور الشباب او حتى على مستوى المدارس التعليمية. وأضاف زدام ان المعدل العالمي للإصابة بالسيدا قد انخفض بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، كما انخفضت نسبة الوفيات بنفس النسبة في سنة 2010، وهو مؤشر يدعو للتفاؤل بتقليص انتشار الايدز في العالم. لكن وعكس هذه الأرقام فقد سجلت منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط ارتفاعا في نسبة الاصابة بالسيدا، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود والعمل على دراسة الأسباب التي أدت الى ذلك ومحاولة إيجاد حلول جذرية للتقليص بشكل كلي من حجم وانتشار الايدز في المنطقة العربية. وحسب عادل زدام، فإن الجنس يبقى العامل الرئيسي لانتشار السيدا في هذه المنطقة ومن جهتهم صب تدخل رئيس جمعية ايدز الجزائر عثمان بوروبة في نفس الاتجاه، حيث دعا السلطات المعنية الى تكثيف الجهود اللازمة للحد من انتشار فيروس فقدان المناعة المكتسب ''السيدا'' ومساعدة الجمعيات الناشطة في هذا المجال على توسيع نشاطاتها التحسيسية ومد يد العون لها. كما نبهت رئيسة جمعية الحياة لمساعدة مرضى السيدا، السيدة نوال بلحول، إلى ضرورة الالتفاف حول هذه الشريحة التي وجدت نفسها في مواجهة مزدوجة بين المرض من جهة والمجتمع الرافض لهذا المرض والمصابين به من جهة أخرى، وهو ما شكل تحديا أمامهم لمواصلة الحياة بشكل طبيعي. ودعت المجتمع الى تقبل هذا النوع من المرض ومساعدة المرضى على تخطي آلامهم ومشاكلهم النفسية والصحية والاجتماعية.