ما يزال تسيير النفايات المنزلية في الجزائر يواجه صعوبات في ظل عدم استكمال إنجاز المراكز التقنية لطمر النفايات، والتي يتطلب تشغيلها وتسييرها من طرف مختصين في هذا المجال. كان قرار غلق المفرغة العمومية بواد السمار كإحدى الحلول لتخليص شرق العاصمة من الروائح الكريهة والغازات السامة المنبعثة من الأرض الذي دفنت تحتها أطنان وأطنان من النفايات المختلفة، والتي أفرزت بعد عملية تكديس وضغط مواد سائلة، يعتبرها المختصين ذات خطورة إذا ما تسربت إلى المياه الجوفية، فضلا عن التلوث الجوي الذي تخلفه. غير أن هذا الموقع الذي لم يعد قادرا على استيعاب كيلوغرامات إضافية من النفايات، ما يزال يستقبل يوميا شاحنات النفايات المنزلية القادمة من البلديات المجاورة للمفرغة والتي تخضع حاليا إلى عملية تأهيل لتحويلها فيما بعد إلى حديقة للتنزه، ويبدو أن هذا المشروع ليس قريب التجسيد. كان قد أعلن في وقت سابق مدير “نات - كوم”، بأن عملية تأهيل مفرغة واد السمار لتحويل المكان إلى حديقة عمومية تواجه بعض الصعوبات، لأنه هناك عدة عمليات تتم على مستواها كتقطيع النفايات وعصرها قبل أن توجه إلى مراكز الردم التقنية المقرر انجازها في كل من “قورصو”، شرق العاصمة و«حميسي “ غربها. هذه الكميات الإضافية التي ما تزال تصل إلى مفرغة واد السمار تجعل عملية الطمر لا تستجيب للشروط المطلوبة، إذ يتعين -حسب ما أوضحه لنا سابقا أحد المختصين في المجال- أن تستعمل طريقة الطمر لاحتواء كل النفايات، حيث توضع في حفر ملائمة وموافقة لكميات النفايات المراد ردمها. وهذا من أجل تفادي تسرب المواد السائلة الناتجة من تحلل النفايات إلى جوف الأرض للحفاظ على المياه الجوفية وذلك باحترام عدة شروط من بينها وجوب إقامة الحفرة في تربة غير نفوذة، وتبعد عن التجمعات السكانية ب 200 متر على الأقل وعن المسطحات المائية ب 500 متر. وتعول السلطات العمومية على المراكز التقنية لردم النفايات كحل أساسي للإحاطة بمشكل النفايات الذي يتفاقم يوما بعد يوم، بسبب ارتفاع عدد السكان وتمركزهم في المدن الكبرى، وتنامي النشاطات الصناعية المتواجدة كذلك على مقربة من هذه الأخيرة. غير أن عملية انجاز مراكز الردم تتم بطريقة بطيئة، والبعض منها والداخل حيز العمل يواجه مشاكل في التسيير، حيث يجب أن تتم العملية بتوفر الشروط الضرورية. فمركز ردم النفايات بالبليدة على سبيل المثال يطرح مشاكل حسب المواطنين، حيث ظهرت بعد فترة قليلة من فتحه برك مائية سوداء نتيجة تحلل النفايات المكدسة بدون أن تخضع إلى معالجة تقنية، كما ينبغي، وبالتالي هناك تخوف قائم من أن تتسرب تلك المياه العكرة وتصل إلى المياه الجوفية. مثل هذه العيوب وغيرها تتطلب دراسات معمقة في المراكز التي لم تنجز بعد لتفادي الاختلالات الممكن أن تسجل عند دخولها مجال التشغيل.